بـ33

1.2K 46 12
                                    


لولو وخلود كانوا جالسين في السيارة ينتظرون بترقب، وكل وحدة فيهم تحاول تحلل اللي ممكن يصير داخل المكتب. لولو كانت تقول: "تتوقعين سديم بتكلمها بهدوء أو بتكون قاسية معاها؟" وخلود ترد بتوتر: "الله أعلم، بس سديم مو سهلة، خصوصًا بعد اللي صار."

استمروا بالانتظار بقلق، عيونهم ما تفارق باب الشركة، حتى لمحوا لينا وهي طالعة. كانت تمشي بخطوات ثقيلة، وتحاول تمسك دمعتها اللي كانت واضحة في عيونها. لما وصلت للسيارة وركبت، ما قدرت تتحمل أكثر. مجرد ما سكرت الباب، انفجرت بالبكاء وانهمرت دموعها.

خلود حطت يدها على كتفها بحنية وقالت: "هدي، يا لينا. خلاص، احنا هنا." ولولو ضمتها وهي تقول: "حاولي تطلعين اللي في قلبك، احنا جنبك وما بنتركك."

لينا كانت منهارة، وتكلمت بين شهقاتها: "ما توقعت إنها تكون بهالقسوة... حسيت إني ما أعرف سديم اللي أعرفها من زمان."

خلود ولولو حاولوا يهدون لينا، وخلود كانت تطبطب عليها بحنان: "هدي يا لينا، كل شيء بيعدي. لازم تهدئين عشان نعرف نتصرف." ولولو كانت تواسيها بهدوء: "أي شيء صار، احنا معك، وتكلميننا عن كل شيء. خليني أسمع منك."

وبعد لحظات من السكون، بدأت لينا تحكي كل اللي صار في المكتب مع سديم، كيف كانت قاسية مع كلامها وكيف انكسرت بسببها. حكت لهم عن كل كلمة قالتها سديم وكأنها سيف جرحت به قلبها. خلود ولولو استمعوا لها بهدوء، ما قطعوها ولا حاولوا يخففون عنها في البداية، بس كانوا متفهمين، عارفين إنها تحتاج تطلع كل اللي في قلبها.

وبعد ما هدأت لينا شوية، قررت لولو إنها تحرك الموضوع وتغير الجو. قالت: "خلونا نروح بيتنا، ارتاحوا شوي، بنشرب قهوة ونستعيد نشاطنا." ثم تابعت: "أنا أطلب منكم ما تجلسون في بيوتكم بعد اللي صار، لازم تغيرون جو."

وافقوا لولو وخلود، وقررت لينا تروح معهم، حتى لو كانت مشاعرهامختلطة، لأنها كانت تعرف أن الأجواء بيتهم بتكون أكثر راحة.

في مسافة الطريق، كان الكل ساكت، ما في أحد يتكلم. لينا كانت جالسة في المقعد الخلفي، وخلود بجانبها تحاول تواسيها بكلام هادي، ولولو كانت جالسة قدامها، لكن كانت كل تفكيرها مشغول في الحالة اللي فيها لينا. كانت تحس بالقلب الثقيل وتدرك حجم الألم اللي مرت فيه صديقتها. ولولو حطت يدها على كتف لينا، وعينيها مليانة حزن، وهي ما تقدر تقفز للحلول بسرعة، بس كانت موجودة عشانها. لينا كانت تحاول تمسك دمعتها، لكنها ما كانت تقدر، وكانت تبكي بصمت.

لما وصلوا للبيت، دخلوا مع بعض، وخلود ولولو ملاحظين أن لينا ما زالت شوية مشوشة، فقرروا يريحونها. كل واحد منهم أخذ شور سريع وبدل ملابسه عشان يغيرون الجو ويشعرون بالراحة. في نفس الوقت، لينا دخلت غرفه وراحت على سرير، حاولت تهدأ وتستجمع قوتها، لكن داخل قلبها كان فيه غصة ما راحت.

عيـنا الجانــي! #اكتملتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن