ديم ظلت تفكر بالموضوع، وتقلب الأفكار في راسها مثل دوامة ما لها نهاية. كل شوي ترجع تتساءل في نفسها: "معقولة؟ يعني ممكن يكون مثل ما قالت لولو إن لينا تكن لي مشاعر؟" الأسئلة ما كانت تهدأ ولا تفارق بالها، وكل ما حاولت تهرب منها، ترجع تطاردها من جديد.
تذكرت بيت شعر يقول:
"إن مر طيفك حن قلبي وناداك
وشلون لو جيتني وشلون بلقاك"حست إن هالبيت يصف حالتها، قلبها صار مشوش وما تدري وش الصح من الخطأ.
بعد تفكير طويل، تذكرت سديم تهديدات لولو وخلود، وكيف كانوا دائمًا يحذرونها من لينا. كانوا يقولون لها إن لينا ما تستحق ثقتها، وإنها بتضرها في النهاية. لكن مع كل هذا، كانت سديم ما تبي تخسر لينا، خصوصًا بعد كل اللحظات اللي مروا فيها مع بعض. لينا كانت دائمًا سند لها، رغم إن كل تصرفاتها كانت تدمرها من الداخل. تذكرت أول مرة ضربتها كف على وجهها، وكيف كان ذلك الموقف مثل الجرح اللي ما يندمل، لكنها ما كانت تفكر في وقتها بمقدار الألم اللي كانت تسببه لها. الآن، كل كلمة قالتها لولو وكل نظرة خلود، كانت تحترق في قلبها، وهي تدرك إنها ربما خسرت الشخص اللي كان واقف معها وسط كل هذا الظلام.
وفي النهاية، تعب عقلها وقلبها، وفجأة غفت نومة متعبة، كأن النوم صار مفرّها الوحيد. كانت نومة ثقيلة، ما تقدر تحرك فيها، وكأنها تبغى تهرب من أفكارها بكل قوتها.
تذكرت في هاللحظة بيت شعر يعبر عن تعبها من التفكير، وكان قلبها يتألم مع كل كلمة:
"تعبت من التفكير في الليل الطويل
والهم زاد والحزن في قلبي غالي
قلبي يشكي من السهر والتساؤل
يا ليتني اقدر اهون على بالي"هذه الأبيات تعكس حال سديم بشكل جميل، حيث تعب الفكر والحيرة والهم الذي لا ينتهي، والتساؤلات التي تلاحقها
صباح اليوم الثاني، نزلت لينا من غرفتها وعينيها مليانة حزن، تحس إنها ما قدرت تنسى اللي صار أمس. كانت مشاعرها مخنوقة، والأفكار اللي دارت في رأسها كانت مألمة. كانت تذكر كلام سديم عن الصداقه اللي قالت إنها ما تبغيها، وعقلها كان مشغول في كل كلمة قالتها. هي كانت دايمًا تحاول تهرب من مشاعرها، لكنها كانت تدري أن سديم صح في بعض الأشياء.
خلود، اللي كانت قاعده في الصالة، لاحظت لينا لما نزلت، وحست في شي غريب على وجهها. كانت لينا ممرّرة، ما فيها الحيوية اللي تعودت عليها. خلود قربت منها وسألتها، "وش فيكِ؟ وجهك مو زي العادة، في شي مضايقك؟"
لينا حاولت تبتسم، لكن الابتسامة كانت مشوهة وقالت بسرعة: "لا، مافيه شي، بس شوي تعبانة." لكن خلود ما كانت مقتنعة، وحست إن في شيء أكبر.
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي! #اكتملت
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.