في صباح اليوم الثاني، لولو وخلود كانوا يدورون على لينا وسديم في كل زاوية بالمستشفى، كل شوي يسألون أحد ويدخلون غرف ويمرون على الصالات وما يلقونهم. طبعًا مع مرور الوقت، بدأوا يقلقون بشكل واضح، ولأنهم اختفوا بدون أي خبر، انقلبت المستشفى رأساً على عقب، وصار الوضع مستنفر بالكامل.
الأمن الداخلي توزّعوا وصاروا يفتشون الأدوار كلها وحدة وحدة، لين وصلوا أخيرًا للدور الأخير، وهناك، ومن غير أي توقع، لقوا لينا وسديم متكومات تحت البطانية، نايمات بهدوء وكأنهم في بيتهم. المشهد كان غريب: لينا محتضنة سديم وملامحهم مرتاحة، ومو دارين عن اللي صاير حولهم.
الأمن وقفوا محايرين، واحد منهم حاول يصحّيهم بلطف: "عساكم عالقوة يا بنات؟ وراكم هنا نايمن بهالطابق؟"
سديم فتحت عيونها ببطء، ولسا مو مستوعبة، ولينا بعدين حست بوجود الناس حولهم. يوم انتبهوا، لقوا لولو وخلود وأفراد الأمن وكل اللي بالمستشفى ملتفين حولهم، يطالعونهم بتعجب وبعضهم مكتم ضحكته.
سديم ضحكت بخجل، وقالت بصوت مرتبك: "والله ما ندري شلون صار كذا... كنا نبي نسند شوي."
أما لينا فكانت في قمة الإحراج، وجهها صار أحمر، وقالت بخفّة وهي تطالعهم: "حنا آسفين والله، ما حسبنا حساب إنه بيصير كذا."
وبين ضحكات اللي حولهم ونظرات الاستغراب، قامت لولو تضحك وتقول: "يا زينكم وأنتم ساحبين على الدنيا!"
بعد ما قاموا لينا وسديم من غفوتهم، كانوا موب مصدقين الموقف ولا الحشد اللي ملتف حواليهم، وكل شوي يطالعون في بعض وبينهم نظرات خجل وضحك مكبوت. لولو كانت تضحك وتقول: "يعني ما لقيتوا إلا ذا المكان تتسدحون فيه؟ جننتوا المستشفى كلها عليكم!"
خلود ضحكت وقالت: "قسم بالله اللي يدري وش كثر دوّرناكم يقول أنتم في مهمة سرية مخطوفين ولا شيء
الأمن كان يحاول يمسك نفسه من الضحك، وأحدهم قال: "أهم شي سلامتكم، بس لا عاد تخلون أحد يدوركم زي كذا، ترا قلقنا عليكم بجد."
سديم كانت تحاول تستر خجلها، وقالت بابتسامة مرتبكة: "والله ما كان قصدنا نخوفكم، بس أبد غفونا بالغلط، وهذي النومة صارت أريح من السرير نفسه!"
لينا طاحت من الضحك وهي تقول: "إيه والله، كأننا بحضن الدنيا، بس خلاص صرنا عبرة، من اليوم ورايح ما ننوم إلا بإذن."
الجميع كانوا يضحكون، وبعض الممرضات كانوا يرمقونهم بنظرات ما بين التوبيخ والمزاح، ووحدة منهم قالت: "هذي اخر مره ."
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي!
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.