بـ28

748 38 21
                                    


لولو وقفت للحظة، ما هي قادرة ترد ولا تتحرك. كانت مشاعرها كلها مختلطة، بين خوف وتردد، وبين إحساس بالمسؤولية تجاه خلود. بعد لحظات من الصمت، خذت نفس عميق وقالت بصوت منخفض وحنون: "خلود، أنا معك، ما راح أتركك، بس خلينا نكون لبعض بالطريقة اللي تريحنا كلنا."

خلود سمعت كلامها وشعرت براحة، كأن الكلام نزل على قلبها مثل البلسم. ما كانت تحتاج أكثر من هالوعد، حسّت إنه كافي عشان يعطيها القوة اللي فقدتها من زمان. ابتسمت ابتسامة خفيفة، عيونها كانت مليانة امتنان وحب، لكنها قررت إنها ما تضغط أكثر على لولو.

------ 

في صباح اليوم الثاني، أشعة الشمس بدأت تتسلل من النوافذ بهدوء، وملأت البيت بدفئها الناعم. لولو كانت نامت في غرفة خلود، بينما خلود أخذت مكانها على الكنبة في الصالة، وسديم ولينا ناموا جنب بعض في سرير واحد، ولأول مرة، لينا تركت سديم تحتضنها بهدوء، مع إنها عادةً ما تحب هالشيء.

لما صحوا، كانت لولو وخلود في المطبخ، يجهزون الفطور ويضحكون على بعض الحركات اللي صاروا يسوونها من النوم، لولو كانت تقطع الخضار وخلود تسخن الخبز، ويمزحون عن الليلة الماضية.

وفجأة، قطع صوت هواش لطيف جو الضحك. صوت لينا، بنبرة استنكار، سمعوه من الغرفة وهي تقول: "سديم! ليش تلمسيني وتخليني أنام في حضنك؟! أنا ما أحب أحد يقرب مني!"

سديم، بابتسامة خفيفة وبثقة، ردت عليها وهي تحاول تخفف من استنكارها: "لينا، كنت خايفة عليك، حسيتك باردة وانت نايمة. قلت يمكن تحسين براحة لو ضميتك شوي."

لينا احمرت خدودها وقالت وهي تحاول تصرف الموضوع: "يعني ما يحتاج... عادي، أنا بخير لحالي!" لكنها ما قدرت تخفي ابتسامة خجولة على وجهها، وكأنها في جزء منها كان ممتن للسديم بس مو مستعدة تعترف.

لولو وخلود في المطبخ ما قدروا يمسكون ضحكتهم، حتى خلود ضحكت بصوت عالي وقالت: "يا بنات، من جد كل يوم نكتشف شي جديد!"

خلود تهمس للينا : بلا ما تنكرين ترا امس انتي اللي متعلقه فيها نفس القرد

لينا بصدمه : احلفي؟ 

خلود ولولو يضحكون : والله يعني بالله عليك شو بيجيبها لغرفتك وحضنك وتنام عندك بدون اذن؟ 

لينا : انا طلبت يعني؟

خلود تضحك : ايوه انتي ماغيرك وكل ما تبعد البنيه تشلقعتي فيها 

لينا تحمر خدودها وتحس ان ودها الارض تنشق وتبلعها : اصلا انا ماكنت حاسه بنفسي وتعبانه  اكيد كان ع بالي انها انتي - تقصد خلود

عيـنا الجانــي! #اكتملتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن