لينا طلعت من المكتب، وما كانت تبين أي شي على وجهها، لكن في قرارة نفسها كان فيه ندم بسيط. حست وكأنها خانت عهدها، وكأنها نقضت قسمها اللي كانت حلفته في نفسها، إنها دومًا تراعي كل واحد في قراراتها وتكون عادلة مع الكل. شعرت بشي من الضعف، كأنها غدرت بأحد كان قريب منها، ومع ذلك، حاولت تخفي هالمشاعر وتتماسك.
كان القلب مشوش، لكنها أكدت لنفسها إن هذي هي الصح، وإن اللي سوته هو الصواب، رغم الألم اللي يحس فيه. وكل ما تمشي بعيد عن سديم، كان الندم يزداد شوي، لكن كانت عيونها تركز قدام عشان ما تضعف، وما ترجع في قرارها.
لينا دخلت مكتبها بهدوء، كانت مشاعرها متخبطة بعد كل اللي صار، خصوصًا بعد اللي دار بينها وبين سديم. كانت تفكر في كلامها وأفعالها، وفي اللحظة اللي دخلت فيها، كان مكتبها مو زي ما تعودت عليه، مريم كانت جالسة على أطراف كرسيها، مستنية بس لينا تدخل علشان تهاجمها بالسؤال اللي ما كان لها جواب جاهز عليه.
مريم ما صبرت، وقالت بسرعة: "وين مزن؟ ليش ما شفتها اليوم؟! وأيش صار على سديم؟ يقولون إنها انضربت على وجهها، والمصداقية ما تعرف وين تبدأ ولا وين تنتهي، والله الناس يتكلمون عنها بشكل مو طبيعي. شفتينها؟ كيف؟"
كانت أسئلة مريم مثل الرصاص، كل كلمة تأخذ لينا بعيد عن نفسها، وكأنها تُجبر على الرد حتى لو ما كانت قادرة توضح أي شيء. لينا شعرت بضغط رهيب، وحسّت كأن كل الأعين متوجهة نحوها، كل الأنظار تنتظر ردها، وفي داخله كان الصوت يصرخ "مريم بس، خليني في حالي".
لينا نظرت لمريم بنظرة متعبة، وكأنها ما عادت تتحمل كثرة الأسئلة والشكوك اللي تلاحقها. ما قدرت تسيطر على مشاعرها اللي كانت مكبوتة داخلها، وبدون تفكير، قالت بصوت خافت لكن حاسم: "مريم، ممكن تسكتين؟ أنا ما أعرف شيء!"
كانت الكلمات تطلع منها كأنها صرخات مكتومة، وهي تحاول تبرير نفسها وتبتعد عن التفكير فيما حدث، لكن مشاعرها كانت أكثر وضوحًا من كلامها. تحاول تشتت انتباه مريم عشان تقدر تركز على اللي هي فيه، ولكن مريم ما كانت تبالي. أسئلة مريم كانت جزء من الضغط اللي كانت تحس فيه، وكل كلمة كانت تفتح جروح جديدة ما كانت لينا مستعدة لمواجهتها.
في تلك اللحظة، لينا كانت تحاول تهدئة نفسها، لكنها كانت تدري إنه حتى لو حاولت تكتم هذا كله، في النهاية الأمور راح تظهر زي ما هي.
مريم ما وقفت، بل استمرت بسيل من الأسئلة والحكايات، وكأنها كانت تحاول تفتح كل الأبواب المغلقة في قلب لينا، وفي نفس الوقت تحاول تكتشف كل الأسرار اللي كانت تحاول لينا تخفيها.
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي!
Fantasyمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.