خلص الدوام وكل واحد راح بيته بعد يوم طويل، ولينا كانت متعبة، لكنها كانت مستعدة للراحة. لما طلعت من المكتب وركبت سيارتها، كل شيء كان هاديء، إلا إن فجأة واثناء مشيها على الطريق، لاحظت شيء غريب... السياره بدأت تتمايل شوي بشكل غريب. حاولت توازنها، ولكن ما قدرت، وتوقفت على جنب الطريق.
لما نزلت علشان تشوف وش صار، اكتشفت إن التاير كان منفش. أول رد فعل كان الاستغراب، يعني ما كان فيه شيء ظاهر قدامها أو حولها، ولا كانت ماسكة شيء يسبب ضغط على التاير. لكن، وبعد ما شافت التاير المنفش، الشك راودها. هي محللة جنائية وقانونية، عارفة كيف كل شيء لازم يكون في محله، وأي شيء مو طبيعي لازم يثير الشك.
"وش السبب؟" قالت في نفسها، "ليش التاير ينفش كذا بدون أي سبب واضح؟"
كانت تحس إن فيه شيء مو عادي، وإنه ما يمكن يكون مجرد حادث عابر. فجأة، الفكرة راحت في بالها... هل هو مجرد عطل، ولا فيه شخص قد يكون له يد في الموضوع؟ وبدأت تفكر في احتمالات كثيرة...
حاولت لينا تدور على سبب المشكلة، ولكن لما دققت أكثر في التاير، لاحظت شيء غريب. كان فيه مسمار مغروز فيه، لكن مو بالطريقة المعتادة. كان زاويته غريبة، كأن أحد دقّه بقصد. مو زي العاده
لينا كانت واقفة في مكانها، متفاجئة لما شافت السيارة السوداء تقف وراها. من بعيد، لاحظت الشخصيات اللي نزلت منها، الكل لابس بدلات رسمية، وكان واضح انهم مو مجرد ناس عاديين. وكانوا متكاثرين حول سيارتها، يتصرفون وكأنهم كانوا يعرفون الموقف.
نزل واحد منهم وتوجه مباشرة صوبها، وكان ينظر لها بنظرة متسائلة لكن حذرة. لينا كانت تشعر بالريبة في قلبها، لكنها حاولت تحافظ على هدوئها. بمجرد ما اقترب منها، وقف على بعد خطوة وقال بصوت جاف وهادئ: "ما بنطول عليك."
لينا، وهي تحاول تحافظ على تماسكها، ردت بصوت مرتجف، "شنو تبون؟"
قال الشخص وهو يشير لزملائه اللي كانوا يقومون بتغيير التاير: "قضية عليا تقفلت خلاص. ما نبيك تفتحينها. احنا سديم خلصنا منها من سنين."
ثم اقترب منها أكثر، ونظراته كانت مليئة بالتهديد الكامن. "لكن انتي توك داخلة البحر هذا، فخلك بعيد. ما نبغى مشاكل إضافية."
كلمات الشخص كانت سامة، ومريرة، وكان في صوته تحدي غير ظاهر، لكنه مؤثر. لينا شعرت بدمها يجمد في عروقها. كانت تتحرك ببطء، حاولت تحافظ على توازنها وسط الصدمة، لكن عقلها كان يلف حول الكلمات اللي سمعتها.
كيف يعرفون عن قضية عليا؟ وما دخلهم بسديم؟ ولماذا التهديد هذا بشكل مباشر لها؟ أسئلة كثيرة بدأت تدور في رأسها، لكن شي واحد كان أكيد، أن هذا ليس مجرد موقف عادي.
أنت تقرأ
عيـنا الجانــي! #اكتملت
Fantasíaمحامية بارعه تتقاطع حياتها مع شابة غامضة تدخل مكتبها كمُتدرّبة. ماضيها المظلم يطل برأسها شيئًا فشيئًا، بينما عيناهما تلتقيان في ظلال سر دفين يهدد بكشف المستور.
