Chapter 35

5.5K 214 4
                                    

مر يومان وﻻزلت عالقه ببيت هارى. ﻻ أعلم ماذل أفعل ﻷن هارى ﻻ يتركنى ولو للحظه أختفى عن عينه. ينام بعد أن أنام، يستيقظ قبل أن أستيقظ، أينما أذهب يذهب معى. ما هذا بحق الجحيم، هو حتى ﻻ يتركنى أذهب للحمام بمفردى. يبقى خارج الباب ويظل يسأل أسئله إلى أن أخرج فقط ليتأكد أننى ﻻزلت بالداخل ولم أهرب، وكل هذا يزيد من قلقى.

فكرت كثيرا أن أضربه وأفقده الوعى واهرب لكنى متأكده أن هذا لن ينجح. هو أقوى منى بكثير ﻷجعله يفقد الوعى فقط بضربه، والخيار اﻵخر أمامى أن أعطيه حبوب منومنه وهذا أيضا لن ينجح ﻷن هارى يقوم بكل أعمال المطبخ، يعد اﻹفطار، الغذاء، العشاء وكل هذا بمفرده، هو حتى يحضر لى الماء عند شعورى بالعطش كأنه يخبرنى أنه ليس من شأنى أدخل المطبخ بمفردى ﻷن هناك أدوات يمكن أن تجرحنى.

اﻵن، نحن نجلس بغرفه هارى، أنا على الفراش وهو منحنى على اﻷرض أمامى بمقص فى يده.

" هل أنت متأكد من هذا هارى؟ " سألته خائفه عندما قرب المقص من ضماده ذراعى.

أخبرنى هارى من قبل أنه سيقوم بقطعها بعد مرور أسبوع من وضعها، يقول أنه متأكد أن الجرح قد شفى.

" بالطبع، أﻻ تثقين بى؟ " سألنى وعينه مثبته على ذراعى.

بالرغم من معرفتى ﻹجابه سؤاله التى ستكون بالرفض. قررت أن أبقى صامته واتركه يقطع الضماده وأنا أتمنى ألا يسبب ضرر زائد لجلدى.

" كل شئ على ما يرام، أترين؟ " قال هارى بعد بضع وركزت أنا على ذراعى بعد إزاله الضماده منه اﻵن.

بدأت الدموع تتساقط من عينى فى الحال عندما رأيت جلدى. جلدى مدمر، أثر الجرح على شكل ' هاء ' ثابت وشكله بشع، أكثر من بشع.

" يا للهول " قلت بصوت مرتعش والدموع تتساقط من عينى.

" انه قبيح جدا " صرخت وانا ألمس جلدى بيدى اﻵخرى محاوله أن أتخلص من هذا الندب؛ لكن بدون جدوى، حككته كثيرا حتى أصبح جلدى لونه أحمر وأمسك هارى ذراعى بيده.

" اتركنى، اقطع ذراعى " صرخت به وأنا أحاول إبعاد يدى من قبضته. فقط ليزيد صراخى من اﻷلم بمعصمى، لم أدرك كيف نسيت أن معصمى مجروح أيضا.

" ستيﻻ، حبيبتى، كل شئ بخير ستيﻻ " سمعت هارى يقول لكن هززت رأسى وأنا أبكى بصوت مرتفع ليس لدى أى طريقه آخرى ﻷخرج غضبى وألمى.

" أنت فعلت هذا هارى " قلت ونظرت بعينه، آمل أن يدرك خطأه وأن يذهب ليقتل نفسه من الندم. " أنت أضعتنى، أنت أضعتنى، أنت أضعتنى " قلت له مرارا وتكرارا.

أعلم أن ما أفعله اﻵن لن يجنى خيرا أو أى شئ إيجابى، بالعكس هذا قد يغضب هارى ويقوم بضربى مره آخرى لكن اﻵن أنا ﻻ أهتم بنفسى أو بخطتى البائسه ﻷهرب منه.

هارى فقط جلس هناك يهز كتفى لكن أنا مشتته بزعرى وما يدور برأسى.

" اقتلتنى " قلت بدون إدراك ما أقوله.

" من فضلك هارى أنت تحبنى، أليس كذلك؟؛ فقط افعل لى معروف واقتلنى " صرخت به ولم يمر ثوان وشعرت بألم على خدى اﻷيسر، سحب النفس من جسدى ووقعت على طرف الفراش.

" ﻻ تتجرأى على قول هذا " صاح هارى بصوت عالى حتى شعرت بألم بأذنى.

" اقتلنى اقتلنى اقتلنى اقتلنى اقتلنى " قلبت تحذيره تحدى له وبدأت أصيح به مره ثانيه بصوت مرتفع أكثر من قبل.

تذمر هارى واندفع نحوى، جذب كتفى بقوه ودفعنى جعل ظهرى يصطدم بالفراش وفى الحال أمسك برقبتى ليس بطريقه لطيفه، بل وضع كل ضغطه عليها أفقدنى التنفس؛ كل ما استطعت فعله هو فتح فمى بصعوبه بالغه والدموع ﻻزالت تتساقط وانا راقده هنا بدون أى مساعده.

" لقد أخبرتك مرارا أنى أحبك وهذا ما أجده منك كل مره " قال هارى بضحكه ساخره، هارى اللطيف الودود الذى عايشته اليومين الماضيين اختفى اﻵن وأخذ مكانه هارى الذى قابلته أول مره.

" انتى ﻻ تحبين أن أبقى لطيفا معك، أليس كذلك؟ أعتقد أننى سأحبسك فى الغرفه التى استيقظتى بها أول مره، حسنا؟ ستحبين ذلك، أليس كذلك حبيبتى؟ " سألتى بصوت ممتلئ بالشر وعينه تقول شئ آخر. عينه تقول غير ما يخرج من فمه او ربما انا أتخيل ذلك.

" أجيبينى بحق الجحيم، هل تريدى أن أجردك من مﻻبسك وأقيدك بالسﻻسل؟ " صرخ بوجهى وأغلقت عينى بقوه من شده صوته. " همممم؟، سأجعل هذه المره خاصه، سأضاجعك بقوه وانتى مقيده بدون مساعده وتبكى لى ان أرحمك " هززت رأسى بالرفض من كلماته القاسيه المزعجه، ﻻ أريد أن يفعل ذلك مره آخرى، أن يقيدنى مره آخرى.

" ﻻ؟ ﻻ تريدين ذلك حبيبتى " قال هارى بصوت منخفض وهو يبتسم كأنه انتصر على.

" إذا ان تركت رقبتك هل ستعتذرين منى وتقبلينى؟ " سألنى وبمجرد أن هززت رأسى بالموافقه؛ تركنى.

فى الحال سعلت بكثره بعد غياب ضغطه على، تنفسى غير منضبط كلما حاولت استنشاق الهواء، رفعنى هارى ووضعنى على رجليه؛ واحده من يده أجبرت رأسى على صدره واليد اﻵخرى تتحرك على خصرى محاوله تهدئتى.

" كل شئ على مايرام حبيبتى، اهدئى " همس هارى بأذنى ووضع شفتيه على شفتى المفتوحه. بقيت شفتاه لبعض الوقت قبل أن ترتفع لجبهتى وقام بوضع بعض القبلات الصغيره.

" انا آسفه " أخبرته ومازلت أحاوا ضبط تنفسى ورأسى على صدره الدافئ، ﻻ أهتم انه السبب فى حالتى الحاليه وما أنا عليه اﻵن، فى هذه اللحظه أحتاج الراحه وطالما هارى يعطينى ما أحتاجه، سأتركه. حتى بدأت عضﻻتى تهدأ وأغلقت عينى....
___________________

The Curb ( مترجمه للعربيه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن