Chapter 58

5.4K 232 59
                                    

الكثير يقول أننا خلقنا فى هذا العالم لسبب، هذا السبب ممكن أن يكون أى شئ، إما تقريبهم من خالقهم أو ضﻻلهم، إلهنا جعلنا نؤدى هذا السبب بطريقه ما وأعتقد أننى محظوظه لاكتشاف سبب وجودى، انقاذ هارى.

يبدو اﻷمر غريب أو غبى لبعض الناس لكن أعتقد هذا هو السبب الحقيقى من وجودى، كل ما مررت به من خيانه حبيبى لوفاه والدى، كل هذا كان مقدر ومكتوب من إلهى.

ان لم اترك والدى وان لم يخنى جوش لم أكن جالسه فى مطبخ هارى اﻵن أشاهده يفتش فى الخزائن وهو عابس.

" لقد نفذ الطعام حرفيا " قال هارى وهو متأفف وهو يبحث فى آخر خزانه ثم أغلقها بقوه ثم نظر لى وهو ساند كفيه على خصره وﻻيزال عابس.

" ماذا تقترحين؟ " سأل وهو يقترب منى ووضع كفيه مسطحه على منضده المطبخ بجانب كﻻ جانبى ينتظر بصبر ردى.

" يمكن أن نطلب شئ " قلت له، لم أفكر باﻷمر كثيرا.

تبسم هارى من اجابتى، " حسنا حسنا " هز رأسه قبل أن يقبلنى قبله صغيره ثم أخرج الهاتف من جيبه الخلفى.

تحرك يديه على الشاشه ثم وضعه على أذنه وعبوس بسيط ظهر على وجهه وهو منظر أن يجيبه أحد وأصابعه تدق على السطح الرخامى بنفاذ صبر.

" مرحبا " تمتم هارى فى الهاتف وتوقفت أصابعه وهو يستمع للشخص على الخط اﻵخر.

" هذا جيد، حسنا. حسنا ... أنا أفضل بيتزا حجم كبير بجبن زائد و آخرى باربيكيو فراخ عاديه بإضافات زياده " قال وهو يهز رأسه ثم نظر لى للحظه، " أيضا ﻻزانيا كبيره، أجنحه دجاج واثنين من تشيزكيك شيكوﻻته "

اندهشت منه متعجبه لماذا يطلب كل هذا الطعام لكﻻنا فقط، ﻻحظ هارى تغير مﻻمحى ورفع حاجبيه لى بسؤال وهو ﻻ يزال يستمع للشخص على الخط اﻵخر.

" ﻻ شكرا هذا كل شئ " قال هارى ونظر للساعه على الحائط، " خمس وعشرون دقيقه؟ حسنا " ثم أغلق الخط ووضع الهاتف على المنضده.

" لماذا طليت كل هذا اﻷكل؟ " سألته بهدوء، لقد مضى يومان منذ أن توقف هارى عن أخذ الحبوب وخﻻل هذين اليومان اعتدت على التصرص بطبيعتى أمامه، تصرفاته كلها طبيعيه وفى الحقيقه يعاملنى بأفضل طريقه.

لم يرفع يده على حتى أنه لم يصرخ ولو لمره واحده وتصرفاته هذه أعطتنى ثقه، لقد أصبحت أجيب أسئلته بدون تهتهه أو التفكير بالعواقب كثيرا لكن فى جانب عقلى لايزال الخوف موجود، خوف من أن يضربنى ﻷنى لم أعطه اﻻجابه الصحيحه أو اﻻعتراض على شئ يريده.

" حبيبتى هل أنتى بخير ﻷن من معرفتى أنتى لم تعترضى أبدا على الطعام من الخارج " قال هارى بنبره قلقه مزيفه وأصابعه تﻻمس جبهتى كأنه يطمئن على حرارتى وشفتاه مبتسمه.

أعطيته ابتسامه زائفه وشعرت بعدم راحه من ذكر عاده ستيﻻ، أجد ذلك غريب للغايه حقيقه أنى مجرد حبيبه هارى ستيﻻ التى لم تعد على وجهه اﻷرض، هو ﻻ يعرف من أنا ولن يعرف أبدا.

The Curb ( مترجمه للعربيه )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن