( وسوسة الشيطان قد عبثت بمشاعري في جحيم من الأفكار السوداء تخطر على بالي ، تذهب فكرة وتأتي محلها فكرة اخرى ، حتى اصبحت ألسنة الفضول تلتهم كل خلية عصبية في عقلي ، فقدتُ الاتصالات بأحاسيسي الأسيرة لحدسي المفرط بالشعور في الخطر القادم نحوي ، وبين الخوف من السؤال والرغبة في الاجابة ، وقفتُ حائرةً بينهم ، في صمتهم المريب تتعثر افكاري ويزداد خفقان قلبي .. يراودني الإحساس بشعور سيّء لا أستطيع فهمه ليرتدَّ بصري الى عيناه مستفسرةً فتجيبني بتحذير غير مطمئن وكأنها تقول " دعي الأسرار مدفونة " ، تناقلت بين اعينهم ولكن وضعهم لم يتغير الى ان أتى .. )
شنايدر : أما زلتم مستيقظين ؟ لِمَ أنتم مجتمعون هنا ؟
( يرسل نظرات سريعة لجميع من في الغرفة ، حاملاً معه كيس شبه شفاف ، يتسلَّى لسانه بلعق المثلجات ، اخرجها من فمه وثبتها بإصبعيه عالقاً بين السبابة والإبهام ، وحين رَآه )
شنايدر : ياه ، عدتَ اخيراً !
ليفان : ماذا تريد أيها المزعج ؟
شنايدر : لا شيء ،صادف وأن قدماي تعلمان الطريق الى هنا
ليفان : إذاً علِّمها الطريق الى القبر كي نرتاح منك
( كان الوضع أشبه بحدوث التماس كهربائي فحضوري بينهم اجبرهم على الحذر الشديد كي لا تنزلق كلمة خاطئة من افواههم تكون كالكلمة السحرية تفتح علي ذاك الباب المشؤوم ، ألقيتُ نظرة خاطفة نحو الماستر لأجده ينظر الى شنايدر ، اخذ خطوة للأمام واثنتان للخلف ، استدارة بطيئة زاوية ٩٠ْ نحو اليمين ثم ْ٣٦٠ كاملة حول الجسم عكس عقارب الساعة ، قدم تسبق الاخرى ، يداه تتوسطان على خصره ،، من الواضح ان التوتر اصبح يلتهم قلبه نهماً شديداً)
ليديا : حسناً ..! ما التالي؟
شنايدر : واو أنتِ هنا ايضاً ؟ مالذي جاء بـ...؟
( اخيراً رفع شنايدر بصره وألقاه على الماستر الذي كان يرمقه بطرف عين ، حتى صوَّب نظره علي مجدداً ، عضّه لشفتيه السفلى وارتفاع حاجبيه حين أعاد بصره الى شنايدر جعل الآخر يفهم الرسالة بمسؤولية التكفل بأمري الآن .. لوى ذراعه الحاملة للكيس خلفه كما لو انه يمسك حقيبة ظهر ، وسحب ذراعي نحو الباب قائلاً بصوت عادي خالي من الشك )
شنايدر : صادفتُ جوليا اثناء عودتي قبل قليل ، كانت تبحث عنك .
ليديا : حقاً ؟
( ترك ذراعي ليخرج عود المثلجات من فمه بعد افتراسه وألقاه في سلة القمامة ، حدّثني وهو يعاود فتح الكيس ..)
شنايدر : اجل ، كانت تقول شيئاً عن السينما او ما شابه .
ليديا : اوووه صحيح ! .. لقد قالت بأنها ستصطحبني للسينما الليلة ، كيف نسيت ؟
أنت تقرأ
تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~
Mystery / Thriller~[ تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ]~ " عندما يصبح الظالمُ مظلومٌ لم يأخذْ حقه ، فيقرر الانتقام من الجميع على طريقته .. ماذا سيفعل ؟" عزيزي القارئ/ اذا كنت من عشاق الغموض والانتقام فأنت في المكان الصحيح ،،...