( الإخفاق في أول محاولة ليس عيباً مُهِينًا ولا خطأً ذميماً ، ولكنه ذنبٌ لا يُغْتَفرْ إن كانت هذه المحاولة مصيرية ! ،، هو على يقين تام بمقدرته على تجاوز هذه المِحنة لكنه يخشى من النتائج العكسية التي قد تودي به الى مصيرٍ لم يكن مستعداً بعدْ لفتح بوابته .. وهذا ما جعله ضحية سهلة للشك والقلق اللذان أحاطاه بتلك الاضطرابات النفسية گ سلاسل متينة تقيّده أينما ذهب .. لاذ رفاقه بالفرار من الموقع بعد ان ادركوا وجوب إنهاء الامر بسرعة حين لاحظوا الماستر فاتحاً فاهه دون النطق بحرف وكأن عضلة لسانه عزمتْ على خيانته ، تلتْ فترة من الصمت القاتل غدا فيها يلمم أفكاره المبعثرة بعد ان أعلنت تمردها هي الاخرى عليه ، حتى أطبق فمه بقوة ليجبر حنجرته على الصدح بصوته الحاد قائلاً ..)
الماستر : أؤكد لك سيدي ، لا شيء يستحق القلق .. مطلقاً!
المدير : لماذا لم تخبرني بما حدث اذاً ؟ ألم يكن هذا شرط اتفاقنا على الإفصاح بكل شيء يهمنا إذا أردتَ مني التستر على أفعالك هذه !!
الماستر : لم يكن لدي الوقت لذلك فـ ...
المدير : هذا يدل على أن الأمور خرجت عن سيطرتك ، صحيح ؟!
( اكتسح الضيق وجهه فما كان منه إلا ان يمسح به أصابعه عليه من الجبهة والى الذقن منزعجاً ، كتم انفاسه للحظات ، ثم عاد الى الحديث ولكن بانفعال ..)
الماستر : سيد هنري هذا ليس صحيحاً ! كان خطأً مفاجئاً واضطررتُ الى حل الأمور بسرعة ، أنا المسؤول هنا أم أنكَ نسيت ؟!!
المدير : اوه طبعاً وانا من عيّنكَ على هذا المنصب ،، كل شيء سيحدث بسببك على مسؤوليتي الشخصية طبعاً!! وانتَ لن تعاقب على ما اقترفته يداك بل انا ،، فهمت ؟!
( رفع المدير صوته متجهماً ، لا يحب هذا النوع من المفاجئات السيئة ولا حتى ان تحدث دون علمه .. لذا كان مغتاظاً مما يفعله الماستر به خلفه وكأنه يتآمر عليه خفيةً ،،،، انزل الماستر سماعة الهاتف من أذنه ثم اغمض عينيه بخنقة مستسلماً لهذا الحال المرير الذي يمرُّ به .. نفخ صدره ليملئه بالهواء أملاً في استنشاق الحياة من جديد ، عاود رفع السماعة الى اذنه وتحدث بصوت أشبه بالهمس من شدة خفضه قائلاً )
الماستر : سأعيد المياه الى مجاريها .. اعدك!
( ذاك الصوت الخفيض والأشبه بالمنكسر ايضاً ، جعل المدير يطيل الصمت ، قبل ان يتخذ قراره الفاجع وهو يقول بصوت هادئ )
المدير : العقيد فلاديمير بافيل قادم ! تصرف معه .
الماستر : هاه ؟!!!
( شهق الماستر بفزع فلم يتوقع سماع شيء كهذا ، لم يتسنى له معرفة المزيد فقد اغلق المدير المكالمة فور انتهاءه من الحديث ،، ليوقع الماستر في مأزق اخر حيث يقف وحيداً بلا أنيس ولا ونيس أمام الجميع ، هل حان الوقت ليدفع ضريبة جرائمه؟! ... قذف الهاتف على ارضية الغرفة بامتعاض حفيف ، ليرتدَّ الى سمعه ذاك الصوت الوحيد القادر على استفزازه دوماً )
أنت تقرأ
تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~
Mystery / Thriller~[ تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ]~ " عندما يصبح الظالمُ مظلومٌ لم يأخذْ حقه ، فيقرر الانتقام من الجميع على طريقته .. ماذا سيفعل ؟" عزيزي القارئ/ اذا كنت من عشاق الغموض والانتقام فأنت في المكان الصحيح ،،...