الفصل ١٧ : معهم تصبح المقالب مصائب !

4.9K 249 543
                                    


(طاعون القلق بات وباءً مزمناً يعتري قلبه ، بين جموحه في إنهاء الأمور قبل ان تصل الى مرحلة فوات الأوان ، و اشتباه رغبته الجامحة بالتهور الذي سيقوده الى مكانٍ لا فرصة للنجاة فيه ،،، وقع ضحيةً للشك من جديد ، عدو يرفع راية الحرب في وجهه وصديق يغدر فيه بخناجر تخترق ظهره ،، لا درب آمن ولا ظهر محمي .. " اخشى انني سأقاتل وحيداً .. مجدداً " ،، طرأتْ هذه الكلمات على باله بداية هذا الصباح وهو يفكر في كمية العقبات التي ستواجهه ان لم يأخذها في الحسبان ،، بتر حبل أفكاره صوت رفيقه البارد الذي يتفقد رسائل المعجبات بملل وهو يقول ..)

ليفان : احبك ، انت بطلي المنتظر ، فارس احلام ، ملاك .. بلابلابلاا ، لقد حفظتُ الكلمات من كثرة تكرارها ! ... تباً !! أليس لديكن حس رومانسي متجدد ؟

( شتَّان بين هذان الاثنان !  بين من يفكر في مصيره بقلق و من يفكر في فتياته بتعجرف .. ظلَّ يراقبه بنظرات ازدراء ، لم يعرف الآخر سبب تلك النظرات المستحقرة فقرر تفسيرها على طريقته المستفزة حيث اقترب منه قليلاً و رفع بعض الرسائل بين أصابعه وهو يوجهها للماستر قبل ان يقول بسخرية مغمورة )

ليفان : أتريد واحدة ؟

( هز الاخر راْسه بتعجب مستنكر اثناء ردّه عليه قائلاً )

الماستر : هل تراني شخصاً يهتم لأشياء تافهة كهذه ؟

ليفان : لا ارى تافهاً هنا غيرك !

( ما ان انتهى من لفظ كلماته حتى استقبل وجهه صفعة موجعة على خدِّه ، من قبل سيده الذي يحترق غيظاً في قلبه ،،، حسناً المتوقع ان يرجع ليفان الصفعة للماستر فهو قوي ومحب للشجار ، لكنه لاحظ شيئاً ثناه عن ردة الفعل المباغتة فمكث يفكر فيه قليلاً .. " ماستر لم ينفجر بكلماته الغاضبة في وجهي كما هو المعتاد ! ياللغرابة .. بل ان تعابير وجهه العابس لا تشير الى الغضب بل مجرد استياء خفيف ؛ بلا شك هناك امر يشغل باله لذا هو هادئ ويعض أصابعه بصورة قلقة – في هذه الحالة ..." قاوم ليفان تلك الابتسامة الخبيثة التي تحاول اثبات وجودها على شفتيه عندما هَمَّ عقله بنسج كلماته المستفزة التي بوسعها حرق الماستر من جذوره .. تراجع الى الخلف و اسند ظهره على وسادة الأريكة واعتلت قدماه فوق الطاولة قبل ان ينطلق في لعبته المفضلة )

ليفان : اتساءل كثيراً لماذا ليس لديك أي علاقة مع سائر الفتيات ؟

( حدّق الماستر في عيْنَيْ المتحدث لبرهة وهو يتحامل على نفسه في الاجابة على تفاهة عقلية رفيقه لذا لم يعطي اجابة صريحة على عكس العادة فقال باستخفاف )

الماستر : لا ارى حاجة لكل هذا التفكير فالإجابة واضحة ومن السهل الوصول اليها .

ليفان : هل تلمح الى حقيقة أنكَ ......... شاذ ؟

( يعلم ليفان علم اليقين أن الماستر انسان مستقيم لا ينحاد عن الصراط والنظام مهما حصل فعندما تصفه وصف قذر و منحط اعلم انك لن تكون بخير مجدداً ،، ضحكاته ملئت الغرفة صخباً وهو يرى بركاناً يقذف حممه في كل اتجاه و صوب ،، حتى عاد يصفعه بتلك المجلة التي كان يتصفحها صفعات متتالية لا تتوقف وهو يتمتم بكلماته حقداً )

تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن