الفصل ٢٩ : بلا رحمة .

1.5K 114 281
                                    

( ألسنة اللهب الحارقة هي نفسها نيران المخيم الدافئة ! الظلام المخيف الذي يغشي أفئدتنا هو نفسه الستار الذي يعمي أنظار العدو نحونا ، نظرتنا هي من تصنع الفارق ، ولكن ليست أي نظرة فعندما يحل الخوف ضيفاً ثقيلاً على الروح يصاب الجميع بقصر في النظر ؛ ولا سبيل للعلاج سوى النظارة ... نظارة طبية تريك الواقع المرير أم نظارة شمسية تزيد الظلام عتمةً وغموضاً ؟ ... أيهما ستختار ؟! )

ليديا : ألا يجدر بِنَا الانسحاب الآن؟

شنايدر : ليس بعد ! إما أن يجيب عن أسئلتي ؛ أو أجهز على حياته .

ليديا : كف عن العناد أرجوك ، إنها فرصتنا للنجاة وقد تكون الأخيرة ، دعنا نرحل هيا!

شنايدر : لماذا اختطفتَ ليديا ؟ ومالذي تسعونه وراء الماستر ؟ ما علاقة كل ذلك بهجومك علينا ؟ .. أطالبك بالإجابة حالاً!!

( أسئلته في محلها ؛ لن نعرف الأجوبة إلا من فاعلها ، ومع ذلك ، العبث معه ليست فكرة سديدة إطلاقاً ،، من سيقنع شنايدر بذلك ؟ )

إيفان : سأجيب على أمر واحد فقط .. !

( لم يبالي في النظر إلينا وهو يتحدث بل كان يراقب قدميه وهي تضرب الأرض بمثابة تمرين إحماء للقتال بصورة متتابعة ! وحالما انتهت من ذلك ؛ جاء الدور علينا في مراقبة تقارع قلوبنا الهلعة في جدار الصدور ، وأكمل جملته المبتورة بكلمتين ختمت أفواهنا رعباً )

إيفان : دعوة جنازتك.

( الحقيقة التي كنت اخشى تصديقها تجلت أمام عيناي مما لا يدعُ هنالك مجال للإنكار أن الأمر لن ينتهي بدون دم ! )

شنايدر : عجباً ! وانا من حسبتُ انني لن أجد منافساً لذاك الفرعون الذي استحوذ على غرور البشرية بأسرها .

( لالالا ، أرجوك لا ،، هذا ليس وقت ظهورك أيها الأمير العنجهي ! ارجع إلي شنايدر الشرس فهذا أكثر سلامةً لكلينا ! وما نيلُ المطالب بالتمني ..! تشبثتُ بذراع شنايدر و عزمتُ على إرغامه في التراجع وبكل ما اوتيتُ من قوة قمتُ بسحبه إلى الخلف لكنه لم يتزحزح من مكانه شبراً واحداً حتى ! إنه عازم على القضاء عليه وما يخيفني أن الغرور بدأ يتملكه منذ أن اكتشف نقطة ضعف خصمه )

ليديا : لا تكن غبياً ، فرصة النجاة متاحة لنا ،، دعنا لا نفرط بها .

شنايدر : محال !

( تأففتُ بشدة ، عناده سيصيبني بالجنون ؛ لكم ان تتخيلوا أنه يرمي طوق النجاة بعيداً فقط لكي يتباهى بمهاراته في السباحة !!! أو ربما ..)

شنايدر : اعطني المسدس .

ليديا : ها؟؟

( أنا من أسأتُ تقدير خطورة الموقف )

شنايدر : بســرعـــة!!

( حيث أن تفاعلي معه كان بطيئاً مما أرغمه على الالتفاف نحوي بسرعة وخطف السلاح من يدي .. غير أن ذلك لم يكن كافياً  ، فما إن أشهر السلاح في وجه خصمه وإذا به يودع المسدس گـ عصفور يتحرر من قبضته وينطلق عالياً نحو السماء ؛ و في غمضة عين وجدتُ نفسي احتمي خلف ظهر شنايدر المتعثر على الأرض وقد تزحزحت اقدامنا عن مكاننا السابق بضعة أمتار ،، مهلاً! ماذا جرى ؟ ما عدتُ افهم شيئاً ، كل ذلك حصل في لمح البصر ، بالكاد استرجعتُ تركيزي من قبضة الوساوس الوهمية واعدتُه الى الواقع ! الواقع الأشد بؤساً من كوابيس الليل المعتم ، هناك شاهدتُ شنايدر يستجمع أنفاسه المتطايرة ولمحتُ عرقاً طفيفاً يهتز في مشيته على وجنتيه! وهذا ما زاد حيرتي لقد بدا واثقاً منذ لحظات وها هو ذا يرتجف في مكانه ،، لن أعرف الجواب إلا منه .. تماسكت و بكل ما تبقى لدي من شجاعة عزمتُ على النظر إليه فوجدته يرفع إحدى قدميه من حفرة غاص بها ..! مهلاً ! من أين أتت هذه الحفرة ؟ عمقها ليس كبيراً لكنها بارزة ..! أيعقل ..؟ .. استفاق ذهني على كلمات شنايدر [ اشعر وكأنه يعرف تحركاتي] ،، أيعقل ..؟ أيعقل..؟ )

تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن