الفصل ١٩ : قُلِبَ قلب القالب المقلوب !

4.5K 218 688
                                    

( بين الاستقرار والدمار هناك خطٌ فاصل يُعْرَفُ بـ [ القرار ] ،، هل يجرؤ على كسر كلمته في سبيل الحفاظ على استمرارية مشروع اجتهد فيه بمشقة طيلة السنين الماضية ؟ ، أم أنَّ للخيلاء مقدرة على تحرير تلك النزعة التدميرية المقيدة به ؟ والتي ستؤدي عملها في نسف كل شيء من أجل ان يبقى شامخاً في عزِّه ! .. لم تكن الحيرة هي العقبة الوحيدة لصنع القرار ؛ بل وأيضاً تلك الهواجس التي تعسكر في ذهنه وتأبى ترك مواقعها قبل انقضاض المعركة ! ،، وما تزال الأصوات الخارجية ترعد في داخله سمعاً وقلباً ! حتى استجاب عقله لِمَا أصغته أذناه إلى ذاك الصرير الطنان أمامه وهو يلقي دعابته الساخرة قائلاً )

لويس : هيا لا تبكي ! إنهم مجرد كومة من الطلاب المتمردين مع زعيم أقل ما يقال عنه  " بعلزبل معتوه " !

ليديا : بعلز.. ماذا ؟!

لويس : اوه ما دمتِ مهتمة فـ دعيني أروي لك حكاية أسطورة أمير الشياطين بعلزبوب في المسيحية أو بعلزبل بالعبرية أو البلعوطي بالمصرية أو ....

ليديا : لا شكراً !

( كنتُ على وشك إقحام نفسي في دوامة فلسفته ، إنه أشبه بـ " جوجل ناطق " .. أَعْطِه كلمة يعطيك مقالاً ! وبلا شك أيقونة *المزيد من الاقتراحات* دوماً متواجدة لدى هذا الثرثار ... عدتُ للتربص بالماستر منتظرةً منه أي ردة فعل فلقد مضت ساعتان على حركة الانقلاب وما يزال صامتاً بلا حراك ! فما كان لي سوى النهوض لكي ألحق بالمحاضرة التي ستبدأ بعد قليل ، وعندئذٍ .. تحدَّث !)

الماستر : هل من اقتراح ؟

لويس : لدي قائمة :)

الماستر : اعْرِضْها .

لويس : ماذا لو ألصقنا عليه تهمة مزيفة ؟ سوف يلبث في السجن عشرات السنين يلعنك صبحاً ومساءً :]

الماستر : ليست فكرة سيئة

( لو كان هذا ما ينوي التحدث عنه فيا ليته لزم الصمت لوقتٍ أطول ! ثم إن شنايدر قال كلمة الحق فبأي حقٍ يعاقبه ؟ ، وقفتُ أمامه بنية التصدي لـ تجبّره وعارضته في القول )

ليديا : لا طبعاً ! هذا لا يجوز !!

( دَوَيْتُ بصداها في وجهه ، فرفع رأسه نحوي وأحاطت بي نظراته التي يتطاير الشرر منها ،، سأكون صريحة لقد أخافني ! .. ولكنني أصرَّيتُ على الثبات في موقفي فاستطردت كلامي )

ليديا : أجل ،، أهذا كل ما لديك ؟! تدمّر حياة أحدهم فقط لأنه عارض الانصياع لنظامك الدكتاتوري !!

الماستر : مجدداً ! .. تعارضينني ؟!

( نفث بهذه الكلمات كـ حقد طال أمد دفنه وسئم الامتلاء المحصور في جسده .. اهتز قلبي خيفةً حين اصبح صوته المزمجر يعلم امامي )

الماستر : أتذكرين آخر مرة اعترضتِ على كلامي ؟!!!

ليديا : أ ...

تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن