( ذعر لم يتمكن من طبع اثار على وجهه فاكتفى بأسر قلبه في الظلمات ، صار يعاتب ذهنه بتساؤلات لا أهمية لها الآن " لماذا تزداد المتاعب علي بعد ان سلكتُ طريقهم ؟ هل على الحياة معاقبتي بطرق قاسية كما يحدث الآن ؟!" ، بذل جهداً ذهنياً هائلاً في تجاهل وجود الطلاب حوله كي يبدو على طبيعته ،، واختار اُسلوب التحايل على المحقق بوصفها طريقة فعالة كي يخفف الضغط عن نفسه ويسمح لعقله الباطني بتأليف حلول سريعة للمشكلة اثناء ذلك .. صبغ شفتيه بلون الثقة التي مهدّت للتوتر الطريق الى قلب المحقق )
شنايدر : احزر ! ما رأيكَ ان تحزر كيف علمتُ بالاسم ؟
( " ماذا ؟! أهذا كل ما لديه ؟!! ويقولها بثقة ايضاً !" ، ردَّ المحقق اليه بابتسامة قائلاً )
جيرمي : اعتقد ان المجرمون لديهم معرفة بالضحية اكثر من المحقق
شنايدر : فقط !! أهذا منطقك ؟ .. اووووه يا رجل على هذا المنوال بدأت اشكُ ان معظم المسجونين مظلومين !!
( انزعج المحقق من طريقة شنايدر الساخرة لجعل الموقف الجدي كوميديّاً ، هو يدرك انه يفعل هذا من اجل التهرب لكنه سوف يوقفه عند حدّه ، تحدّث بحزم )
جيرمي : كلامكَ الساخر هذا قد يوقعك في السجن ، بتهمة اعاقة عمل الشرطة
شنايدر : واااااو ما هذا ايضاً ؟! لقد اثبتَّ صحة كلامي اذاً ، أنتم أيها الشرطة اذا لم تجدوا الفاعل ، تستدرجون احد المواطنين الأبرياء وتلقون التهمة عليه بحجة انه لا يملك دليل براءة في نظركم ، وتغلقون القضية براحة تامة بعد ان أجرمتم في حق الانسانية !
( قالها بنبرة غضب ساخر وهو يفتح ذراعيه امام الطلاب بتعجب يشير الى التذمر ، حتى ذاق المحقق ذرعاً من محاولاته الفاشلة في التحايل ، رفع صوته وبحدة قال ..)
جيرمي : كيف تجرؤ على اهانة الشرطة ؟!
شنايدر : ماذا ؟!! انا لم اُهِنْ أحداً هنا !
جيرمي : بل فعلت !
شنايدر : اثبت لي ذلك .
( أظنكم تتساءلون " كأن الأدوار انقلبت ؟!" ، وإن قلتُ لكم ان شنايدر خطط لذلك ؟! :) ،،،، وسط احتدام الامر بين الاثنان ، شمل السخط والتشكيك بالأقوال المعروضة ،، سئم المحقق من الوضع فقرر توبيخ شنايدر )
جيرمي : أنتَ من عليه الاثبات لي ، كيف علمتَ ان معظم المساجين مظلومين ؟! هل فقط لأنني سأسجنك بلا دليل؟
( لاحت ابتسامة المكر على ثغر شنايدر تبرز الخبث الذي يسكنه وهو يكبح ضحكات الانتصار في جوفه عندما قال )
شنايدر : كيف ايقنتَ انني الفاعل ؟ هل فقط لأنني اعرف اسم الضحية ؟
( انقشع غطاء الحماقة والسخرية عنه ليظهر وجهاً اخر لم يحسب له المحقق أي حساب ، ملئت تجاعيد الانزعاج وجهه ، حين رأى الفتى يخرج مصاصة من جيبه ويحشرها في فمه بوجه خالي من التعابير ، رفع هاتفه المحمول في يده الى الأعلى قليلاً وأصبح يعبث فيه دون اي اكتراث للمحقق وكآن شيئاً لم يكن ، حملق المحقق بسخط صامت ، استطاع ان يتدارك نفسه قبل الوقوع في فخ آخر من ألاعيب هذا الفتى ، لاسيما انه ليس وحده بل امام الطلاب لذا عليه ان يضبط سلوكه اكثر وإن كان الخصم استفزازياً ،، طأطأ راْسه متمهلاً لإنهاء الامر بسرعة ، حتى صدمه سلوك الفتى حين اخفض هاتفه قليلاً و مدَّ يده ليصافح يد المحقق معتذراً )
أنت تقرأ
تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~
Bí ẩn / Giật gân~[ تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ]~ " عندما يصبح الظالمُ مظلومٌ لم يأخذْ حقه ، فيقرر الانتقام من الجميع على طريقته .. ماذا سيفعل ؟" عزيزي القارئ/ اذا كنت من عشاق الغموض والانتقام فأنت في المكان الصحيح ،،...