( واقتربت الساعة من موعدها المنتظر ، وتلك الشكوك تتضارب في الأذهان فتصيبهم بجنون الارتياب بعد أن عصف بهم الدهر .. هل من حيلة ترشدهم الى المفر ؟! .. " كلا !" ترسخت هذه الحروف الثلاثة في ذهنه كل حاول اكتشاف سبيل للفرار يجدها أمامه .. اخفى الرعب الذي يرسم ملامح وجهه في راحة كفيه وهو حاضر في جلسة التحقيق )المحقق : في أقل من شهر زار الموت ثلاثة من الطلاب هنا تحت ظروف غامضة .. اثنان منهما في نفس اليوم ، احدهما وفاة طبيعية والآخر يقال انه منتحر ... و الثالث ...
( شدَّ على لكنته وهو ينطق كلمته الاخيرة قبل ان يتابع حديثه )
المحقق : قُتِلَ مطعوناً في غرفته .. واو .
( عندئذ بدأ المحقق لعبته في توتير أعصاب الماستر المتهالكة ، حيث زخرف ثغره بابتسامة متكلفة وهو يقول )
المحقق : أتمنى ان يكون لديك تفسير افضل من [ صدفة ] سيدي الماستر .
( اخذت انفاسه تتصاعد وتتهاوى بتخبط عشوائي ، لا يعرف اي حبل يمسك به اولاً [ عائلة الضحية - لويس - الطلاب - الإعلام - الشرطة - رفاقه ] ،، فخرجت من فاهه كلمات مبعثرة لم يكن لها جدوى غير تعميق الجراح اكثر حيث قال مرتبكاً )
الماستر : ماذا ؟ .. هل .. ؟ هـ .. ؟ أتعتـ.. ؟ أتعتقد ..؟ أتضعني في قائمة المشتبه بهم ؟! لا طبعاً صحيح ؟
( ضمَّ المحقق شفتيه قبل ان يباشر بالقول )
المحقق : مؤخراً ، هناك بعض التحقيقات تجرى بشأنك .. يعتقد البعض أنك متورط في قضايا مشبوهة بحكم انك تخفي هويتك عن الغالبية .
الماستر : هااااه !!! وما مصلحتي في قتل طالب ؟ سلامته هي من أولوياتي هنا !!
المحقق : اتفق معك ، إنها حماقة ان يسلِّمَ الوالدان روح ابنهم كأمانة في عنق رجل يخفي هويته .
( انفعال الماستر لم يكن مرجواً ولا مفيداً حتى ! إذ زاد الاضطراب عن حدّه .. بعد ان خيَّم الصمت على محادثتهم ولم يضف المحقق اي كلمة اخرى ، فقد سحب سماعة الهاتف بهدوء كي يجري اتصالاً لولم يقاطعه نهوض الماستر متعجلاً وإغلاقه لخط المكالمة بإصبعه على هيكل الهاتف ، رفع المحقق رأسه المنحني لتستقبله تلك العينان اللتان ترعبا خصومه بمجرد التحديق بهم ، وتمتم بكلماته مهدداً )
الماستر : لا يهمني من تكون وما جئتَ لأجله ، ما دمتَ في ضيافتي فسوف تتبع قوانيني !!
المحقق : " إعاقة عمل الشرطة " لا تجعلني أضِيفُ هذا الى سجلك المشبوه .
( ظلَّت عيناه مستقرتين على أعين المحقق ولم يزحزح إصبعه عن الهاتف ،، مما دفع الضابط الى رفع شارته بكل اعتزاز في وجه الماستر و لَوَّحَ بها امامه باستخفاف اثناء قوله )
المحقق : أظنك بالغ بما فيه الكفاية لكي تتهجأ الحروف المطبوعة هنا ..
( هنا ادرك الماستر ما كان حدسه يحاول قوله له ذاك اليوم ، كان إنذاراً بوجود عدو متخفي في بعد آخر ، لم يبالي جدياً بعجرفة المحقق التي تثير اعصابه وهو يقول ..)
أنت تقرأ
تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~
Mystery / Thriller~[ تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ]~ " عندما يصبح الظالمُ مظلومٌ لم يأخذْ حقه ، فيقرر الانتقام من الجميع على طريقته .. ماذا سيفعل ؟" عزيزي القارئ/ اذا كنت من عشاق الغموض والانتقام فأنت في المكان الصحيح ،،...