الفصل ٢٠ : هروب .

3.3K 196 943
                                    


( واقتربت الساعة من موعدها المنتظر ، وتلك الشكوك تتضارب في الأذهان فتصيبهم بجنون الارتياب بعد أن عصف بهم الدهر .. هل من حيلة ترشدهم الى المفر ؟! .. " كلا !" ترسخت هذه الحروف الثلاثة في ذهنه كل حاول اكتشاف سبيل للفرار يجدها أمامه .. اخفى الرعب الذي يرسم ملامح وجهه في راحة كفيه وهو حاضر في جلسة التحقيق )

المحقق : في أقل من شهر زار الموت ثلاثة من الطلاب هنا تحت ظروف غامضة .. اثنان منهما في نفس اليوم ، احدهما وفاة طبيعية والآخر يقال انه منتحر ... و الثالث ...

( شدَّ على لكنته وهو ينطق كلمته الاخيرة قبل ان يتابع حديثه )

المحقق : قُتِلَ مطعوناً في غرفته .. واو .

( عندئذ بدأ المحقق لعبته في توتير أعصاب الماستر المتهالكة ، حيث زخرف ثغره بابتسامة متكلفة وهو يقول )

المحقق : أتمنى ان يكون لديك تفسير افضل من [ صدفة ] سيدي الماستر .

( اخذت انفاسه تتصاعد وتتهاوى بتخبط عشوائي ، لا يعرف اي حبل يمسك به اولاً [ عائلة الضحية - لويس - الطلاب - الإعلام - الشرطة - رفاقه ] ،، فخرجت من فاهه كلمات مبعثرة لم يكن لها جدوى غير تعميق الجراح اكثر حيث قال مرتبكاً )

الماستر : ماذا ؟ .. هل .. ؟ هـ .. ؟ أتعتـ.. ؟ أتعتقد ..؟ أتضعني في قائمة المشتبه بهم ؟! لا طبعاً صحيح ؟

( ضمَّ المحقق شفتيه قبل ان يباشر بالقول )

المحقق : مؤخراً ، هناك بعض التحقيقات تجرى بشأنك .. يعتقد البعض أنك متورط في قضايا مشبوهة بحكم انك تخفي هويتك عن الغالبية .

الماستر : هااااه !!! وما مصلحتي في قتل طالب ؟ سلامته هي من أولوياتي هنا !!

المحقق : اتفق معك ، إنها حماقة ان يسلِّمَ الوالدان روح ابنهم كأمانة في عنق رجل يخفي هويته .

( انفعال الماستر لم يكن مرجواً ولا مفيداً حتى ! إذ زاد الاضطراب عن حدّه .. بعد ان خيَّم الصمت على محادثتهم ولم يضف المحقق اي كلمة اخرى ، فقد سحب سماعة الهاتف بهدوء كي يجري اتصالاً لولم يقاطعه نهوض الماستر متعجلاً وإغلاقه لخط المكالمة بإصبعه على هيكل الهاتف ، رفع المحقق رأسه المنحني لتستقبله تلك العينان اللتان ترعبا خصومه بمجرد التحديق بهم ، وتمتم بكلماته مهدداً )

الماستر : لا يهمني من تكون وما جئتَ لأجله ، ما دمتَ في ضيافتي فسوف تتبع قوانيني !!

المحقق : " إعاقة عمل الشرطة " لا تجعلني أضِيفُ هذا الى سجلك المشبوه .

( ظلَّت عيناه مستقرتين على أعين المحقق ولم يزحزح إصبعه عن الهاتف ،، مما دفع الضابط الى رفع شارته بكل اعتزاز في وجه الماستر و لَوَّحَ بها امامه باستخفاف اثناء قوله )

المحقق : أظنك بالغ بما فيه الكفاية لكي تتهجأ الحروف المطبوعة هنا ..

( هنا ادرك الماستر ما كان حدسه يحاول قوله له ذاك اليوم ، كان إنذاراً بوجود عدو متخفي في بعد آخر ، لم يبالي جدياً بعجرفة المحقق التي تثير اعصابه وهو يقول ..)

تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن