قضايا المجتمع والاسرة⇦الزوج المثالي

153 7 0
                                    


《مواصفات الزوج المثالي》
@الجزء_الثالث :

مواصفات في دائرة السؤال :

هناك بعض المواصفات قد يلتفت إليها بعض الناس في الزوج أو الزوجة، وذلك على نحو الإيجاب في بعضه، والسلبية في بعضها الآخر، بينما يسأل آخرون عن موقف الإسلام منها وهي:

1- الحسب والنسب:
بيّنا سابقاً أن بعض الأحاديث أشارت إلى دور العرق في مجال الوراثة
فـ"العرق دسّاس" بتعبير النبي الأعظم صلى الله عليه واله.

وهذا ما أكده بعض العلماء الاختصاصيين كالعالم النمساوي "مندل" الذي قال " إن كثيراً من الصفات الوراثية تنتقل بدون تجزئة، أو تغيّر من أحد الأصلين، أو منهما إلى الفرع" 16

وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى مصداق تطبيقي لهذا الأمر يوم طلب من ولده محمد بن الحنفية أن يحمل على القوم في حرب الجمل، فتوقف ولده محمد قليلاً، ثم كرّر عليه أبوه الإمام عليه السلام قائلاً له: "احمل"، فأجابه: يا أمير المؤمنين، ألا ترى السهام كأنها شآبيب المطر؟!

فدفعه الإمام في صدره وقال له: "أدركك عرقٌ من أمك"17.

من هنا حينما أراد أمير المؤمنين أن يرزقه الله تعالى ولداً يكون في مستقبله ناصراً لولده الحسين عليه السلام في كربلاء، قال لأخيه عقيل - وكان نسَّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم-:

"ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب، لأتزوجها؛ فتلد لي غلاماً فارساً".

فقال له: أين أنت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابيّة؛
فإنه ليس من العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.

فتزوّجها أمير المؤمنين عليه السلام فوَلَدت له العباس عليه السلام واخوته 18.


لذا فإن مراعاة قرابة الذي له علاقة في التأثير على الأولاد
وراثياً لم يمانعه ما ورد في النصوص الدينية.

إلا أنها اعتبرت أن قيمة الإنسان الحقيقية ليست من خلال نسب أو حسب، و
كما في الشعر المنسوب لأمير المؤمنين عليه السلام :

- لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
- فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب

- فقد رفع الإسلام سلمان فارس
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب 19

ومن جميل الواقع العملي المعبِّر عن هذا المبدأ الإسلامي قصة جويبر الذي كان رجلاً أسود من أهل اليمامة لا حسب له، ولا مال، ولا جمال، فدعاه رسول الله أن يتزوج فأجابه:

يا رسول الله بأبي أنت وأمي، من يرغب فيَّ،
فوالله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال فأجابه صلى الله عليه واله :

"إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً وشرَّف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيع، وأعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليل، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية، وتفاخرها بعشائره، وباسق أنسابه، فالناس اليوم كلهم أبيضهم، وأسودهم، وقريشهم وعربيهم وعجميهم من آدم، وإن آدم خلقه الله من طين، وإن أحبّ النّاس إلى الله أطوعهم له وأتقاهم. وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً إلا لمن اتقى لله منك وأطوع "20.

ثم زوّجه ابنة أحد كبار القوم.

الهوامش :
ـــــــــــــــــــ
16- القرشي، محمد باقر، حياة الإمام الحسين، قم، دار الكتب العلمية، ج1، ص43.
17- الأمين، أعيان الشيعة، منشورات التعارف، بيروت ج1، ص457.
18- المصدر السابق، ج7، ص429.
19- الأمين، محسن، ديوان الإمام علي عليه السلام ، ط1، بيروت 2000، ص 31.
20- المجلسي، بحار الأنوار، محمد الباقر، ج22، ص118.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
... 

لعلك تهتدي-الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن