سر صندوق١٧

43 5 0
                                    

#ســر_الــصــنــدوق
••• الفصل السابع عشر

الصندوق الكبير قد وضع فيه ورقة بيضاء...
حملها جواد ورفعها ثم قال :

هذا شيك بمبلغ متواضع...أدار الصندوق مجددا نحو العبارة التي عجزنا عن تفسيرها :

كلما دفع الثمن يكبر الصندوق...
وكلما كبر الصندوق دفع الثمن...

وقال : الكل لم يفهم سر هذه العبارة ولا السر الذي جعلني اقوم بكل هذه اللعبة...

عندما يدفع ثمن الدماء والأرواح فداء للمبدأ والدين..
لا بد لصناديقنا أن تكبر وأن يزداد حجمها...

وعندما تكبر الصناديق لا بد للثمن الذي ندفعه فيها أن يكبر ويزداد...

مرام...
لقد قلت لك يوما أن المقاومة ليست بحاجة لدعمنا..
لكنني كنت أريد أن أرى إجابتك...

وكما قلت لي : المقاومة لا تحتاج لمالنا...
بل نحن نحتاج لبركة التبرع...

لقد قمت بأخذ الصناديق الصغيرة وتسليمها لهيئة الدعم...
ووضع صناديق أكبر منها عند استشهاد كل شهيد
كي يشعر الجميع أن واجبنا يزداد مع سقوط كل قطرة دم...

فعوائل الشهداء تزداد..
أيتام الشهداء وأماناتهم تزداد ...
والمسؤول عنها نحن...

نحن الذين ضحى لأجلنا كل أولئك الشهداء....

ثم وضعت شيكا بمبلغ معين دون علم هيئة الدعم
كي تبقى صدقة سرية كما أوصانا الرسول...

وبعد أن بدأ الناس بالتبرع في هذه الصناديق فرحت كثيرا بنجاح الخطة...

إلا أن الأمر قد تغير إذ أن زوجتي مرام قالت لكم أن هذه خدعة لسرقة أموالكم...

وأشارت اليكم بالتبرع في منازلكم...
هنا فكرت بفكرة أخرى ...
وألصقت العبارات على جدران منازلكم الخارجية
لأحثكم على الجهاد بمالكم...
الجهاد بالمال ليس فقط لرعاية أيتام الشهداء وعوائلهم..
الجهاد بالمال هو تماما كالجهاد بالسلاح...
فلربما تبرعت أنت بمبلغ صغير جدا ...

واشترت به المقاومة.رصاصة واحدة...
وهذه الرصاصة قتل بها أحد الأعداء...

فكم سيكون لك الأجر والثواب؟!

وكما قلتها سابقا...
المقاومة ربما تمتلك الدعم الكافي والوافي..
ولكن أين ذهبت واجباتنا تجاهها؟!

التبرع ليس للتبرع فقط...
بل هو استشعار للمسؤولية العظمة ..
وتذكير بأهمية القضية...

تذكير بالخجل من نفسنا إزاء أولئك الشباب
الذين يدفعون دماءهم وأرواحهم وربيع أعمارهم..

ونحن ننسى أو نحرص على أموالنا وكأن هناك أمرا
في هذا الوجود نصرف المال عليه...
أهم من سر وجودنا وبقائنا..

#يــتــبــع  .



لعلك تهتدي-الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن