4

22.6K 686 11
                                    

الحلقه (4).."هو ليّ".
--------
أخـذت شهقاتهـا تعلـو بشكلٍ واضحٍ فقد حاولت التماسُـك في هذه الأثناء..وبـدأت تبتلع ريقها بغصـه يشوبهـا قوه مكذوبه،،فقد حسمـت قرارهـا أن تتخلـص كُلياً من هذه الحياه الكـأباء التي عايشتها بلا رأي او هـدف بل دُميه سُلبت إرادتهـا بغير وجـه حق...
ومن ثم جلسـت إلي طرف الفراش بإبتسامه باهتـه ونبرة خافتـه...
-قوليلي السر ،،اللي خبيتيـه عني..يا ماما صفيه لحد دلوقت.
نظـر راضــي بإتجاه السيده صفيه وكذلك بادلته هي نظـره مكسـوره وهنا تابع راضي بعد أن أغلق باب الحُجـره جيداً..
-نــوراي عندها حق يا ست صفيـه..قوليلهـا الحكايه وريحي قلبها..سيبيهـا هي اللي تختار ،تكون فين.
ترقرقــت عيناي السيده صفيه بالدموع وبعدها هـزت رأسها في وهن وهي تتعكـز علي عصاتِها إلي ان جلست بجانبها وهنا رددت بنبرة ســادره....
-م م ماشـي..هحكيلك كُل حاجـه.
في تلك اللحظة صلبت نـوراي بصرها بإتجاه السيده صفيه بينما تشدقت هي بالكلام قائلـه بشرود...
-ممرضـه فلبينيـه..لقيت شُغل في بلد غير بلدهـا فقررت تسافر..بتسعي ورا اكل عيشها،،وبعد سنه من وجودها في مصر حبيت واحد مصـري واتجوزتـه وإنتِ بنتهم.
تلعثمت نوراي في عباراتها قليلاً ومن ثم تابعت بعدم فَهم...
-ممرضه!!!..وايه اللي شغلها خـدامه.
بـدي وكأن وجه نوراي داهمته الجاديه والقوه دون مُقـدمات بينما تابعت صفيــه بإستكمال...
-مش هدخل في تفاصيل يا بنتي..بس الظـروف كانت ضـدها وحياتكم إتغيرت للأبشع وكانت والدتك تعيسـه..لان صالـح بدأ يشتغل مع عصابات..انا الحقيقه مش عارفه مين الناس دول وايه شغلهم مع والدك..بس بدأوا يهددوا والدتك..انهم هيقتلوكــي لو ما نفذتش طلباتهم.
مســحت نــوراي علي وجهها بكفها الصغير حيث لٙم تستطع إستيعاب ما قالته السيده صفيه حتي الآن ولكن ما سمعته لا شيء مقارنهً بمــا سوف تُصرح به السيده صفيه بعد ثوانٍ من رؤيه علامـات الإستفهام علي وجه نوراي...
-طبعاً عاوزه تعرفي ايه الشرط!!!
نـوراي بحُزن إحتل قسمـات وجهها..
-وايه الطلب اللي يخلي ام تسيب بنتها لناس غريبه عنها!!!
صفيـه مُكمله بنبرة مُتفهمـه:طلبوا منها تخطف أطفال مقابل إن حياتك تكون في امـان وطبعاً لمـا مامتك عملت كدا في مـره،،حسيت بالذنب وإنهارت فـ العصابه غضبت من رفضها الشغل معاهم وحسوا إنهـا هتشكل خطـر عليهم ،فـ قتلوا والدك ولفقولهـا قضيه إعــــدام.
دارت الدُنيـــا بها وظلت مُحملقه بالسيده صفيـه في صدمه وإحتبس الكلام في حلقها وأخذت الدموع تنساب علي وجنتيـها دون صوتٍ بينما نظر لها راضـي ثم ردد بنبرة قٙلقه..
-إنتِ كويسه يا بنتـي.
تحررت نــوراي من قيد صمتها ثم رددت بنبرة هادره وهي تنتصـب واقفه عن الفراش..
-أطفــال!!!!..ومـاما ماتت بحُكم إعـــدام!!!
أخـذت نــوراي تصرُخ بنبرآت هادره تُحطم كُل شيء حولهـا فقد إئتكل داخلها ممـا سمعته وفقدت السيطره علي نفسها...
في تلك اللحظة تحطمت إحدي الفاظـات الزُجاجيه حتي أصابت قدمها ،،لتجلس نــوراي أرضاً والدمـاء تنهمـر من باطن قدمها... وهنا أسرعت السيده صفيه بإتجاههــا ثم قامت بإحتضانها في حُـزن والدموع تنهمر علي وجنتها هي الأُخري ومن ثم رددت بنبرة مُختنقــه...
-انا عارفه ،إنها صـدمه كبيره عليكِ يا بنتـي..بس صدقيني محدش يعرف بالسر دا غيري انا وراضــي.
دفـنت نــوراي وجهها بين ضلوع السيده صفيه حيث سلطت بصرها في أحد زوايـا الغرفه بإستسلام شـديد دون أن تتفوه بكلمه واحـده بينما رددت صفيه ببُكـــاء...
-ما تسكوتيش يا نـوراي كدا..وتقلقينـي عليكِ.
نـوراي بوهن:هات عنـوان بيـت مـاما!!!
---------
فُضــت السهره في قصــر عائله الدالــي،،وذهب الجميع من حيث أتـوا وهنـا رفع عاصم بصره حيث غرفتهـا ليجد حاله من السكـون تسـود القصر من جديد..
زفــر عاصم زفره قويه وقام بإنتشـال مفاتيح سيارته وغــادر القصر علي عجاله من أمـره..
قــاد سيارته بسرعه رهيبه وظل يضرب المقـود بقبضه يده مُتأففـاً من ضعفـهِ تجاههـا ومجـهوداته المُضنيـه في الحصول عليها والتي جميعها باءت بالفشل،،وهنـا ردد بنبرة صارخـه وهو يصر علي اسنانـه...
-مش عاصم اللي يخسـر قوته وجبروته قـدام عيله،،ومش انــا اللي استسلم عن حاجه ،عاوزهـا ولو عوزاهـا رسمي..نمشيها رسمـي ،لكن تخلصي مني دا في احلامك يا نــوراي هانم.
وقـف بسيارتـه فجأه حتى أصدرت صريراً قوياً جلب علي أثره أنظـار الواقفين في المكان بينمـا ترجل من سيارته مُتجهاً داخل ذاك الملهـي الليلـي...
وبالفعـل جلس إلي إحدي الطاولات بالداخل وبدأ في فتح قنينـه الكحول الموضوعه أمامه يتجرع منهـا كميات كبيرة جداً ليستطع كظم غيظـه من رفضها لـه...
في تلك الأثنـاء قطع شـروده فيها ،صوت هاتفه يُعلن عن مجيء إتصالاً ،ليُجيب هو بنبرة ساكره...
-فينـك!!!..ايه اللي حصل،،طيب انا جاي حالاً.
-----------
"في صباح اليوم التالي،،،
بذاك المنـزل قديم الأثـاث..تسلل ضـوء الشمس إلي عينيهِ مُتجاوزاً النافذه الزجاجيه حتي داعب الضوء أهـدابه الطويلـه ليفرك عينيه بكفه ثم يفتحهما ببُطء ليجد السيد ناجي يضع بعض الأطباق إلي الطاوله القابعه بجانبـه...
هٙب سليم عن الأريكـه الخشبيه تلك ومن ثم ردد وهو يتجـه حيث يقف السيد ناجي قائلاً بضيقٍ مُصطنـع...
-انا اسف جداً جداً...انا اللي المفروض اعملك الفطــار مش انت اللي تعمله وبعدين الدكتور قال ممنوع تقوم من السرير.
إبتسم له ناجـي في هدوء حيث إتجه معه حيثُ الفراش مُجدداً وهنا تابع ناجي بنبرة خافته...
-ومين فينا بيسمع لكلام الدكاتره يابني..وبعدين الله يعينـك طول اليوم شُغل فـ جسمك بيكون محتاج لراحـه...وبعدين إنت ليه قررت تشتغل ورديه النهار وبالليل؟!..التاكسي بتاعك مش هيستحمل الضغط دا كُله.
تنهـد سليــم بهدوء وهو يرفع خُصله من شعره سقطت علي وجهه للأعلي ثم تابع بإبتسامه هادئه...
-لحظـه وراجعلك.
ترجل خارج الغرفه لدقائق ثم عاد حاملاً،وعــاء مُسطحاً يعلوه الطعام وقام بوضعه علي الفراش الذي يجلس إليه السيد ناجي ومن ثم ردد...
-مصاريف كُليه روفيدا زادت اوي ،،ما تبصش لكام يوم الأجازه دول وبعدين ،،روفيدا بقيت عروســه وهي بنتي مش بس أُختي مين هيجهزهـا غيري...انا واخد عهد علي نفسـي مش هجوزهـا غير لراجل يتقي ربنا فيها ويصونهـا ،،دا غير إني هشترط عليه براحتـي دي اول بنت دخلت حياتي وتعبت في تربيتها بعد وفاه أبويـا وشفتها بتكبر قصاد عيني،،،ما ينفعش احرمها من أي حاجه بتحلم بيهـا،،انا هنا علشان احققلها أحلامها وطول ما فيا صحه هشتغل.
بادره ناجي بإبتسامه إعجاب ثم ربت علي ظهره في حنـو...
-ربنا يديك الصحه وطول العمر يابنـي وتفرح بيها ونفرح كُلنـا بيك.
إبتسم سليــم في خفوت ومن ثم وجد هاتفه يصدُر رنيناً فـ أسرع بإخراجهِ من جيب بنطاله وهو يُردد بحنو..
-اهـي الزئرده بترن.
أجابهــا سليــم بنبرة حانيه:ايوه يا روفــا؟!
تفوهـت روفيدا بنبرة أشبه للبكاء وهي تعُض شفتها في قلق...
-هو انا مُمكن اروح المؤسسـه يا سليــم..إنت عارف إني بحب شُغلي فيها اوي ،،وحياتي عندك.
صمـت سليـم لبعض الوقت فـ قلقت هي من صمته ذاك ومن ثم تلفظ بنبرة ثابتـه...
-ماشي يا روفـا..بس الكلام دا مش هيحصل بدايه من الاسبوع الجاي علشان تتفرغـي لكُليتك.
تفهمـت روفيدا جيداً لحديثهِ ومن ثم أردفت بنبرة فرحه بعد أن قبلت سماعه الهاتف بطريقه مرحـه...
-ربنا يخليك ليا يا سليـم.
سليم بحُب:ويديمـك نعمه حلوه ربنا رزقنا بيها يا بنت عُمــري.
روفيدا بهدوء يشوبه نبره حُب:بنت عُمرك اللي بيروح علشان تحققلي احلامـي...عُمرك اللي أبداً ما كانش ملكــك.
إحتقن وجهه بالغيظ من حديثِها ومن ثم هدأ قليلاً وهو يُتابع بنبرة حانيه...
-إنتِ مش أُختي بس..إنتِ بنتي وانا أبوكِ..وكُل اب بيحب يشوف بنته أحسن منه ،،بصحيح العباره بيحقق أحلامه فيها..وطول ما إنتِ ناجحـه وبتوصلي لأحلامك كأني انا اللي وصلت..اوعي تزعلينـي منك تاني..دا كفايه ضحكتك وإنتِ بتخففي عني وقت ما بكون زعلان..دي عندي بالدُنيـا..إنتِ روح جوا روحـي..يعني سالكين نفس خط السير..هتفرحـي ساعتها انا اللي هطير من الفرحه..فـ لو عاوزه تفرحيني دايماً ،إفرحي إنتِ الأول.
سقطـت الدموع علي وجنتها وبدأت تُردد في شهقـه ضعيفه...
-انا بحبك اوي.
سليــم بنبرة حانيه:بطّلي عياط يا هبله،،هتتأخري علي شُغلك ولمـا تخلصي رني عليا ،،علشان اجي أخدك...خلي بالك من بنت عُمري
روفيدا بإبتسامه هادئه من بين دموعها:حاضـر يا حبيبي.
أغلق سليــم الهاتف مع شقيقتـهِ ليجد السيد ناجي ينظُر له في هـدوء وهنا ردد سليم بتساؤل:مالك يا عمـي ناجــي!!!
ناجي بحُزن:زعلان علشان ما عنديش بنت ومش هعرف اخطفك ليها.
سليم بضحكه خفيفه:الله يعـزك يا راجل يا طيب.
----------
"علي الجانب الاخر,,,
قـــامت روفيدا بإرتـداء حقيبه كتفها ثم ترجلت خارج غُرفتها لتجد والدتها تجلس بصُحبه نسمـه ،تُشاهدان أحد المسلسلات الهنــديه حيثُ رددت روفيدا بضحكه خفيفه...
-يخربيت الهندي اللي كـل دماغكم دا.
إلتفتت نسمــه ببصرها ناحيه روفيــدا ثم تابعت بإستنكــار...
-ما هو علشان إنتِ قلبك حجر ،مالكيش في الرومانسيه..تعالــي شوفي كوشي وأرنـاف..الواحد بيكون قرب يولع من الحُب اللي بينهم..ولا جيبي أخوكِ يتفرج،،يمكن يحس ع دمــه ويعترفلي بحُبه بقي..وإلا هخطفه واتجوزه
إلتفــتت لها السيده خديجه ثم رددت بضحكه خفيفه...
-الله يحظـك يا نوســه..بتعرفي تقولي نُكت اهو.
لـــوت نسمه شفتيها في إستنكار ومن ثم ضيقت عينيها بغيظٍ...
-ما بهزرش يا خالتــي..انا بتكلم بجد.
خديجـه بخُبث:دا إنتِ بتبقي عامله زي الكتكوت المبلول لو شخط فيكِ.
نسمـه وهي تنظُر إلى جسدها بضيق حيث بدأت تُردد من جديد...
-تقصـدي شبه سيد قشطه وهو بيستحمي في النهر وبعدين إبنـك عصبي وحمش كدا وعلشان كدا انا بحبه.
أطلقـــت روفيدا ضحكه عاليه ،أثر حديث نسمه ومن ثم قامت بالتوجـه صوب باب المنزل وهي تُردد بحسم...
-سلام علشان هتأخر علي الشغل بسببكم.
وبالفعل إتجهت روفيـدا حيثُ عملها ومن ثم تابعت نسمـه بنبرة مُتنحنحه وهي تقترب من السيده خديجـه ثم تُقبل وجنتها عده مرات متواليـه...
-بقولك ايه يا خالتي!!!
رفعت خديجـه أحد حاجبيها ثم رددت وهي تضع إصبعيها اسفل ذقنها...
-قولـي يا نـوسه..يا قدرنا إنتِ.
بـدأت نسمه بتبريق عينيها ومن ثم خففت من حــده نبراتها إستعداداً للحديث حيث تابعت بتساؤل...
-قوليلي بقي..الشقه اللي في الدور الأرضي دي..مقفوله بالقفل دايماً ليه؟!...ومش عاوزين تسكنوها لحد أبــداً.
رمقتها السيده خديجـه بتفهُـم ومن ثم تنهدت تنهيده يشوبها الآسي حيث ُ صرحت قائله...
اصل الشقه دي كانت ساكنه فيها واحده صاحبتي اوي..عشرة عُمر يعني ،،عيشنا ما بعض سنين كتير بحلوها ومُرها ولمـا ماتت هي وجوزها فضلت حاجتهم زي ما هي ،،ما قدرتش أفرط فيهم.
نسمـه وهي تنصـت لحديث السيده خديجه بإهتمام ومن ثم رددت بفضـول...
-ليه هو ما كنش ليهم حد!!! وماتوا ازاي!!!
خديجـه بنفاذ صبر:لا كانوا مقطوعين من شجره وبعدين ربنا لما بيفتكر عبده ،الطريقه مش بتبقي مُهمه اوي يا حشريه هانم.
إتسعت ضحكـه نسمه بطريقه مُفاجأه ،،ضحكه لا صوت لها ومن ثم قربـت الطبق الموضوع في يدها بإتجاه خديجه مُردده بنبرة بلهـاء...
-كُلي لِب يا خالتي..كُلي بس وما تجيش علي اعصابك كدا.
-------
"داخل شركـه الدالـــي لصناعه السيارات العالميه،،،
أردف هو بنبرة هــادره من خلف مكتبه مُتجهاً بالحديث إلي ابنـهِ...
-من أمتي وإنت بتأذي بنات الناس بالطريقه دي..طول عُمــرك حيوان في إسلوبك مع الناس وانا بقول بُكره يتغير..بس إنت بتتمــادي يا عاصــم باشا.. وتقريباً سفري المُستمــر خلاك تاخد نفسك جوا القصــر علي الأخر.
رمقه عاصــم بنظره بادره فلم يتحسس درجه واحده لحديث والده بل قام بإرتشاف قهوته وهو يُتابع بنبرة جامده...
-عاوز اتجوز نــوراي.
إنتصب فؤاد واقفاً ثم ســار بضع خُطوات ومن ثم جلس إلي المقعد الجلدي المُقابل لابنهِ مُردداً بصرامــه...
-واللي بيحب حد وعاوز يتجوزه بيأذيه،،قولـي دلوقتي هتاخد موافقتها ازاي بعد اللي عملته.
قــام عاصـم بوضع كوب القهوه علي الطاوله أمامه ومن ثم نظـر صوب والده بنظرات تحدي قائلاً...
-هتوافق.
نهض عاصم عن المقعد وقد أظهر غطرسه ما بعدها من غطرسـه،،حيثُ بدأ والـده يشُك في هذا الحُب ،،فقد أصبح تملُــك ورغبه في السيطره والسعاده بضعف الآخريـن،،،
تنهـــد فؤاد بآسي واضعاً رأسه بين كفيهِ حيثُ ردد مُحدثاً نفســه...
-"يا تري بتفكر في ايه يا عاصـم؟!!،،وعاوز ايه من البنت..وهل الحُب دا هينهـي جبروتك ولا إنت اللي هتدمـره!!!".
-----------
-مش هترجعي عن قرارك دا يا بنتي؟!،،انا محتاجاكِ جنبي وفي نفس الوقت خايفه عليكِ.
أردفت السيده صفيه بتلك الكلمات وقد ظهر الحُزن جلياً علي وجهها وأخرجت نفساً من صدرها يوحي بوصول همومها إلي قمتها،،بينمـا توقفت نــوراي عن جمع حقائبها وكُل ما يخصها في هذا القصر ومن ثم قامت بإحتضان السيده صفيه بحُب قائله..
-هاخدك تعيشي معايا ما تقلقيش..بس لازم أوصل للمكان الأول..انا عُمـري ما اتخلي عنك أبداً..دا إنتِ أُمـي والرُكن الحنين في القصر دا..بس مش عاوزه حـد يعرف ،،إني ههـرب من القصر وبالأخص عاصم..عاوزين الموضوع يتم علي خيــر،،
صفيه وهي تطبع قبله حانيه علي جبينها:لو كان فيا صحـه ما كُنتش سيبتك تمشي،،بس انا ما بقيتش قادره احميكِ منه...بس خير إن شاء الله..واوعـي تنسينـي يا بنتي وهستناكـي دايماً.
عــاودت نــوراي لملمت مُحتويات غرفتها،،إستعداداً لبدايه حياه جديده..فهي لا تعلم ما ينتظـرها،،ولكنها تثق كُل الثقه أن المجهول القادم اهـون عليها من براثن ذاك الســادي...
-------
جشـأ الليل عليه وهو يُتابع مُجريات عمله ،،،
فقـد إشتد الحر عليه طيله اليـوم وهنـا جلس في سـاحه العمل بصُحبه مجموعه من زملاء عمله،،ليُتابع أحدهم بإرهــاق...
-كفايه عليا شُغل لحد كدا..انا اروح ارتاح في البيت شويه.
شريف مُقاطعاً حديثه: النهارده الحركه كتيره،،ودا احسن وقت للشغل،،
ثم إلتفت ناحيه سليـم الذي إندمج في إحتسـاء كوب الشاي في صمـت..
-وإنت يا سليــم ،شغال ولا هترجع البيت!!!
إنتصب سليـم واقفاً بعد أن ربت بهدوء علي كتف صديقه...
-لا شغال..بس الاول هروح اجيب روفيدا من شغلها واوديها البيت.
في تلك اللحظة وجدها تُهاتفه ،،ليُجيب عليها بتساؤل...
-خلصتي يا روفــا؟!!
روفيدا بهدوء:ايوه يا سليم..هستناك قدام باب المؤسسـه ما تتأخرش عليا.
أغلق سليـم الهاتف معها ومن ثم هـرول صوب التاكسي الخاص به ودلف داخله علي الفور ثم هتف مُحدثاً شريف صديقه..
-ربع ساعه وراجعلك.
--------
قــامت بإحتضان ذاك العجوز الذي اعتبرهـا ابنته الصغيره ولم يدخر جُهده في رعايتها منذ كانت صغيره وجاء بها القدر إلي هذا القصــر،،،
ومن ثم رددت بنبرة هامسـه...
-خلي بالك من صحتك،،هفتقدك جداً يا عمـو راضي وكمان هيوحشنـي أكلك..بمُجرد ما عاصم ينام ،،عاوزاك تتأكد إن مفيش امن في الباب الخلفي للقصــر.
راضـي بحُــزن:ماشي يا بنتي.
"لفظ راضي بهذه الجُمله علي مضـض فهو حزين كثيراً علي ذهابها ولكنه يعلم جيداً أنها لن تتخلص من عاصم بسهوله حتي لو نجحت في هذه الخُطـوه،،ينجح هو في آلاف الخطط ليستعيدهـا..ولكنه آثار الصمت فلربمـا تنجح هي وتستعيد حريتها المسلوبه"،،،
إتجهت نــوراي من جديد صوب الدرج لتجده يأتي من الخلف ثم يمسـك كفها بقوه مُردداً...
-تتجـوزيني!!!
إتسعت حدقتـا عينيها في صدمه ومن ثم إبتلعت ريقها ولم تلحظ قوه قبضته علي كفها،،حيث طبعت أثار أصابعه عليه وكذلك أطبق أصابعها لتُلامس بعضها...
تأوهـــت هي في ألم ممـا فعله ثم نظرت إلي أصابعها التي أحتدت الدماء بها وأخذت تُردد في نفسها...
-"إستحملي يا نــوراي...دا اخر يوم ليكِ مع المتوحش دا..إتحكمي في اعصابك".
فتحت عينيها من جديد ،،فقد اغلقتهما قبل قليل في تفكير ومن ثم نظرت له بثبـات...
-لا،،وسيب إيـــدي
تطايــر الشرر من عينيهِ ومن ثم قام بإمساك ذقنها بإصبعيه وقرب وجهه من أذنيها هامسـاً بحده..
-مش بمزاجـك يا حلــوه.
تركها علي الفور ثم صعــد الدرج ذاهبا ً إلى غرفته بينمـا سلطت هي انظارها ناحيته بكره وفي تلك اللحظة قطع صعوده الدرج هتاف راضي بنبرة مُتلعثمـه...
-مش هتتعشي يا عاصم بيه!!
عاصم مُكملاً صعوده دون أن ينظُـر له:لا هنـام.
تحــولت نــوراي ببصرهـا ناحيه السيد راضي وقد لمعت عيناها لمعه أمل بينما إبتسم لها بدوره وأشــار بأصابعه ناحيه الباب،،ففهمت هي ما يُرمي له ومن ثم إتجهت ناحيه غُرفتها علي الفور..
إنطلق راضي بقلق حيث الباب الخلفـي للقصر ومن ثم خـاطب الحارس بنبرة هادئـه...
-يلا يا راشــد العشا جاهـز،،زمانك علي لحم بطنك من الصُبح.
راشد وبدأ لعابه يسيل من شده الجوع:عندك حق يا عم راضي..دا انا واقع علي الأخـر،بس إنت ما جبتهوش هنا زي كُل يوم ليه؟!!
إبتسم له راضي بهدوء ثم ربت علي كفهِ قائلاً..
-خلينا ناكل سوي،،وحشني الكلام معاك ولا إنت مش عاوز،،،
راشد بهدوء:لا عاوز..يلا بينا.
-------
-نعم،،نعم ،نعم ،نعــــم!!!..عاوز ايه من زفته؟!
اردفت روفيدا بنفاذ صبر وهي تشيح بوجهها بعيداً عنه أثنـاء وقوفها أمام باب المؤسسـه بإنتظــار شقيقها،،،
رمقها شــادي في إعجاب وهو يتحول ببصره من أعلي رأسها إلي قدميها ثم ردد بنبرة هادئه..
-ايه بقي اللي مش عاجبك فيا؟!!،،ما تخلينا نتعرف يا حلوه ،،هو انا هاكلك.
روفيدا مُردده بسُخريه:لا ما انا لحمي مُر..وبعدين قولتلك مليون مـره..إن انا مش عاوزه اتكلم معاك..لأن إنت نيتك مش كويسه،،ولو كُنت فعلاً جــادي ما كُنتش فكرت تعمل حركات الشباب السيس دي وتحاول تمسك إيدي وتاخد رقمي وعاوزني اخرج معاك من ورا أهلــي كمان..اهو دا اللي ناقص يا حيلتها..وابعد بقي من وشي خليني أمشـي،،،
هٙمــت هي بالإبتعاد عنه ليقوم بإمساك ذراعها ولضعف جسدها إرتدت للخلف قليلاً ولكنها تماسكت حتي لا تصطدم بجسده وقبل أن تتفوه بكلمـه تجد شقيقها يلكمه عـده لكمات علي وجهه حتي سقط أرضاً وبدأ أنفه ينزف بـ الدمــاء..
سليــم بنبرة صارمـه:مالك ومالها ياض!!!
فغــرت فاهها في صدمه ومن ثم أسرعت بإبعاد شقيقهـا عن الشــاب حيث رددت بنبرة أشبه للبكاء...
-خلاص يا سليــم...علشان خاطري،،،
إلتحم الإثنـان من جديد حتي تجمع المــاره علي مُشاداتهم لتتجـه رئيسه المؤسسـه حيثُ ابنها وتُردد بنبرة صارخـه...
-ابني...حد يبلغ البوليس للبلطجي دا.
روفيدا ببكاء:سيبوا يا سليــم علشان خاطري..وبعدين اخويا مش بلطجي ،إنتِ اللي معرفتيش تربي.
في تلك اللحظة إبتعد سليم عنه ثم ركله بظاهر قدمه قائلاً بأنفاسٍ مُتلاحقـه،،،
-إبنك عندك اهو..المره دي هعديها بمزاجي..المره الجايه لو مشي من الشارع ،اللي أُختي ماشيه منه حتي لو بالصُدفه..هدفنه حــي.
أنهـي سليم جُملته التهديديه تلك ومن ثم أمسك بكف أخته وسـار بها حيث التاكسي الخاص به مُنطلقاً إلي المنزل...
رمقها سليــم بضيقٍ ولٙم تتوقف هي عن البُكاء وهنا ردد بهدوء...
-طيب بتعيطي ليه دلوقتي؟!!
روفيدا وهي تنظُر له بطفوله وتنساب الدموع علي وجنتها...
-علشان إنت زعلان مني،،،
سليـم وقد عقد حاجبيه بهدوء:امممم،،وهزعل منك ليه بس!!!..هو إنتِ عملتي حاجه تزعلنـي..انا اللي اسف علشان إتأخرت عليكِ،،،
ومن ثم قام بتقريبها إلي حُضنه بأحد ذراعيه مُردداً بنبرة مـرحه عكس ما يشعر به من قلق علي شقيقتهِ..
-وبعدين تعالي هنا..وكفايه عياط ،،هنعمل حادثه الله يحرقـك..ها بقي قوليلي مين دا؟!!
طـال الحديث بينهمـا حيثُ سردت له ما حدث معها داخل المؤسسة وتعرض هذا الشاب لها بإستمـرار،،لٙم تجد منه أي رده فعل سوي إبتسامه هادئه ظهرت علي ثغره ،،حتي اوصلها إلي باب المنزل وعاد إلي عمله من جديد...
------
حملت حقيبه ظهـرها التي وضعت فيها بعضا ً من ثيابها وكذلك حقيبه يد وودعــت السيده صفيه وإنطلقت من الباب الخلفي للقصــر،،،،
أمسك سيجارته بين أصابعه ومن ثم وقف امام نافذه الغرفه شــادر قليلاً فيما ينتوي فعله..ليجدها تُسرع الخُطـي خارج باب القصر الخلفي،،فغرفته لا تطُل علي هذا الباب وهذا ما هدأ من روعها قليلاً حيال هذه الخطه ولكن ما لم تحسب له أن مكتبه يطل كُلياً ناحيه الباب الخلفي،،فقد ظنت أنه نائم ولكنه قـرر الدلوف داخل مكتبه والتخطيط جيداً للسيطره عليها...
في تلك اللحظة هتف بصوتٍ أجشٍ....
-نـــوراي،،
إرتعدت أوصالها وهي تنظُر صوب النافذه،،فقد تشنجت ملامحـه بينما هرولت هـي بأقصي سُرعه لها ليُمسك هو هاتفه وأمر حُراس القصـر بإمساكها ،،وأخد يُهرول هابطاً الدرج،،
قامت بإيقاف تاكسياً ثم طلبت منه الإسـراع وظلت تنظُر من النافذه الخلفيه لتجدهم يلحقون بها،،ظلت تـدعو الله أن يُنقذها من براثنـه ،فإذا فشلت خطتها هذه المـره سوف يُنفث غضبه بهـا ولن يمنعه أحـد،،،
قطعت السياره مسافات طويله ولكن الحُراس ما زالوا يلحقون بهم لذلك أمرت السائق بأن يسلُك مساراً أخـر...
فعل السائق ما أمـرته به ولكنه شعـر بالقلق مما يحدُث فأوقف سيارته مُردداً بقلق...
-أنزلي يا أنسه ،،في موقف أخر الشارع دا..انا مش مطمن للي بيحصل..انا عندي عيال وعايز اربيهم...
رمقته نــوراي بحُزنِ فلديه كُل الحق فيما قاله وهنا ترجلت من السياره وأخذت تُهرول ناحيه هذا الموقف وهي تدعـو أن تتخلص منهم،،،
وصلــت بالفعل لذاك المكان لتجد أعداداً هائله من السيارات العامه (التاكسي)،،وهنـا أسرعت ناحيه أحدهم ثم دلفت داخله وأمسكت بمقود التاكسي مُنطلقه به عندما لاحظت قدومهم بإتجاهها...
في تلك اللحظة نظـر هو بإتجاه التاكسي الخاص به ليجد أحداً قد قاده بهوس،،،
هرول سليم ناحيه التاكسي وحاول اللحـاق به مُردداً بصراخ...
-يالهووووي..هو يوم باين من أوله.
وبالفعل نجح في ذلك ،ليـحكم قبضته عليه من الخلف ومن ثم يصعـد أعلاه وهو يهتف بعصبيه...
-إنتِ يـاما..إنتِ مجنونه أنزلـي واخده التاكسي ورايحـه فين!!!!
صعـد سليـم إلي سطح التاكسي بصعوبه شديده فقد كان الهواء قوياً بينما أخذ يطرُق علي زُجاج العربيه بغضبٍ عارمٍ...
-إنتِ خارصه ولا ايه...الله يحرقك..اوقفي يا بت إنتِ...دا انا هنفخك.
تنهـدت نــوراي في إرتياح بعدما تمكنت من الهرب منهم ومن ثم اوقفـت التاكسي أخيراً وترجلت منهم..
لهس سليــم بأنفاسٍ مُتقطعه وقد فرد ذراعيه علي التاكسي بطريقه مُنهكه ،وفجأه هٙب نازلاً إلي الأرض ثم صـر علي اسنانه بغضب...
رمقته نــوراي وقد لمعت عيناها بالدموع بينمـا ركز هو بها وقد أحس بغرابه ملامحها ومن ثم تابع بترقُب،،،
-you speak English!!!!
إرتعشت أطرافها قليلاً فقد خشيت بطشه ومن ثم ضمت كفيها إلي بعضهما قائله بنبرة ضعيــفه،،،
-انا أسفــه جداً،،بس كان...
سليم مُقاطعاً حديثها وهو يمسح ذقنه بكفه:وكمان مصـريه!!..الله يحرقك يا بعيده..قطعتي نفسي..ما إنتِ بتتكلمي اهو.
صـر سليــم بأسنانه في غيظ بينما سالت الدموع علي وجنتها ليهتف هو بإستغراب...
-بتعيطي ليه طاه!!!..يعني سارقه عربيتي وكمان بتعيطي!!!
نــوراي بتلعثم:اصل في ناس كانوا بيضايقوني..فـ معرفتش اهرب منهم أزاي.
سليم وهو يضرب كفاً بالأخر:اه فـ لقيتي التاكسي بتاعي قدامك..واخدتيه واجري.
نــوراي وهي تواليـه ظهرها مُبتعـده عنه...
-اسفــه للمـره التانيـه،،،
رمقها سليــم بإستغراب حيث قرأ الضعف في ملامحها وشعر بأن بها هم مــا لذلـك ردد بتساؤل...
-الجو متأخـر ،تعالي اوصلك للمكان اللي إنتِ عاوزاه يا آنسـه.
إلتفــتت له مُجدداً ثم رددت بإبتســامه بلهــاء أبرزت الجانب الطفولي بها...
-بجد يا كابتــن!!!!
اومأ سليـم برأسه إيجاباً وهو يبتسم لها بينمـا أمدت له ورقه ثم رددت بهـدوء...
-عاوزه اروح المكان دا...!!!!
يتبع

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن