الحلقه (8).."هو ليّ".
--------
رمقتـهُ نــوراي بجانب عينيها ومن ثم بهتت إبتسامتها عندما قرأت الجديه في عينيها بينما تفوه هو بنبرة ثابتــه،،،،
-الصاله الرياضيه دي بتاعتي..وانا مُدرب كاراتيه.
تنحنحت نــوراي قليلاً ومن ثم تباطأت في سيرها ناحيته وهي تُردد بنبرة بلهــاء..
-وانا بعمل ايه هنا!
إبتسم سليـم إبتسامة خفيفه ومن ثم عقد ساعديه امام صدره مُردداً...
-ما هو إنتِ ،بقيتي تلميذتي.
جحظــت عينيها في صدمه ،وكذلك فغرت فاهها وهي تهـز رأسها يميناً ويساراً في رفض،،،
-لا لا لا..كاراتيه ايه؟!..دا انا بخاف اضرب نمله بالببش بتاعي..لا يا سليم انا بخاف.
رمقها سليــم بنظره واثقـه ومن ثم بادرها بإبتسامه حانيه قائلاً...
-ودا بقي دوري..انا هنا علشـان متخافيش.
في تلك اللحظة أشــار لها بالجلوس حيثُ المقعــد الخشبي الذي يتوسط الغرفه لتمتثـل هي لأوامـره دون إعتراض وهنـا وقف قبالاتها ثم ردد بتبسيـط،،،
-هدربك علي الكارتيه..ايه بقي الكاراتيه دا؟!،،طبعاً لازم تعرفي ابسط المعلومات عنه..لان مفيش مُتدربه بتكون جاهله بلعبتها.
نـوراي بإمتعاض مُقاطعه إياه...
-اوووف..انا ما صدقت إتخرجت لسـه هذاكر تاني.
إصطكـت اسنانه ببعضِهم وبدأ يُغمض عينيه بنفاذ صبر قائلاً...
-مش مُذاكره..اسمعي وإنتِ ساكتـه.
لـوت نــوراي شدقها وقد إغرورقت عيناها بالدموع حيث تابعت بغيظ...
-ما تزعقليش.
سليم ماسحاً علي غُره رأسهِ ،بكفهِ ومن ثم إرتسمت إبتسامة هادئه علي ثغره من جديد،،،
-حاضر..انا اسف ..ممكن بقي تسمعيني.
أومـأت نــوراي برأسها إيجاباً بينما إستئنف هو حديثه بعد أن أحضر مقعداً اخر ووضعه امامها ومن ثم جلس عليه،،،
-الكارتيه،،نوع من انواع الفنون القتاليه وبتُستخدم فيه الأيدي والاقدام والرُكب والمرافق كأسلحــه،،
وكلمه كارتيه هي كلمه يونانيه ودا لأن أصل اللعبه يوناني ومعناها اليد الفارغـه،،وطبعاً اللعبه بتنقسم لـ3 مجالات،ألا وهي..
(الكيهون) ودا بالظبط اللي هنبدأ فيه لان دوره بيندرج تحت تدريب الحركات الاساسيه للعبـه والمجال الثاني اسمه (الكاتا) والأخير (الكوميتي).
بدي علي وجهها مظـاهر الإمتعـاض ومن ثم رمقتهُ بنظره حزينه قائله بتلقائية،،
-اسماء ..ادويه دي ولا ايه يا كابتن سليم؟!
سليم وهو يضرب كفاً بالأخر:اه ادويه للمغـص يا روحي.
أطلقت نــوراي ضحكه رقيقه جـراء ،مُجاراته لحديثِها بينما تابع هو بنبرة هادئه...
-طبعاً زيّ لاعب الكارتيه،بيكون جاكيت ابيض وبنطلون من نفس اللون مع حزام في الوسط ودا اللي بيختلف لونه علي حسب مُستوي المُتدرب.
في تلك اللحظة إنتصــب واقفاً عن مقعدهِ حيثُ الخزانه الخشبيه الموضوعه في زاويه من الغرفه،،،
تبعته نــوراي بعينيها في إستفهام لتجده يقوم بإخراج بذله بيضــاء ومن ثم يُلقيها لها مُردداً...
-ودي بدلتك من النهارده والحزام لونه ابيض،،كونك مُبتدئه وجبانه.
نهضــت نــوراي عن المقعدِ في غيظٍ وبعدها تابعت وهي تضع يدها حول خصرها...
-علي فكره بقي انا مش خوافه.
رمقهــا سليــم بإبتسامـه هادئه ومن ثم تابع غامزاً وهو يتجه صوب باب الغرفه...
-هنشـوف كمان دقايق.
---------
-حضرتك ،عروض الطلـب علي ماركـه الدالـي كبيره جداً..دا غير إكتساح الماركه بشكل كبير في السوق من غير مُنازع..تفتكر نستجيب لأي عرض منهم؟!
أردف احد موظفي الشركه بتلك الكلمات في حيره من أمرهِ ،أثنــاء ساعه الإجتماع داخل المكتب المُتخصص لمثل هذا النوع من الإجتمـاعات بينمـا تفهم السيد فــؤاد لحديثهِ ومن ثم ردد بنبرة جــاديه،،،،
-طبيعي يكون في تهافت وطلبات من المُستثمرين علي الماركه ،بس دايماً اولويه عالم الأعمال بتكون مع المكان اللي هيظهر الماركه بشكل أكبر من وضعها الحالي.
أومأ الموظـف برأسه مُتفهماً بينما إلتفــت فـؤاد ببصره ناحيه عاصم الذي بـدي وكأنه في عالمِ أخـر غير مُدركٍ للإتفاقيـات التي تتم من حوله،،،
في تلك اللحظة تنهـد فـؤاد في ضيقِ وبعدها أذن لهم بالخروج..
تـرجل الجميع خارج غرفه المكتب بينمـا ظل عاصم علي حالته ولٙم يٙلحظ خروجهم بعد بينما إلتفت فؤاد ناحيته بكُرسيه مُردداً،،،
-وهتفضل كدا لحـد امتي؟!
إنتقل عاصم ببصرهِ ناحيه والده ومن ثم تابع بنبرة بارده...
-لحد ما الاقيها.
تفـوه عاصم بتلك الكلمات مُحاولاً تجنُب النظر إلي والده مخافتًا أن يستشعر الضعف به بينما تابع فؤاد بنبرة هادئه نوعًا مـــا،،،
-ممكن تقولي مشاعرك الحقيقه ناحيه نــوراي،يا عاصم؟!
كـان يشعُر شعــور من يمضٙغُ الحصــي او يتجرع الدواء المُـر ولهذا قام بوضع يده على عُنقـهِ مُردداً بضيقٍ،،،
-نـــوراي ما ينفعش تهرب مني..مش بالسهوله دي اسيبها،،ملكـي انا ،ملكي من زمــان وانا ما محدش يفرض عليا بُعده ،انا بس اللي اسيــب.
فـؤاد وهو يفرُك عينيه بأصابعه:بس إنت كدا ما بتحبهاش.
نهـض عاصم عن مكتبهِ في تلك اللحظة ومن ثم تابع وهو يتجه صوب باب المكتب،،،
-بس انا اللي احق بيهـــا.
---------
-إنتِ يا بت يا فلبينيــه؟!..يا روفيدا!!،،حـد يفتح الباب.
اردفت نسمـه بتلك الكلمات وهي تطرُق باب الشقه في ترقُب ونفــاذ صبر بينمـــا تابعت السيده خديجه بهــدوء...
-مش يمكن خرجوا يتمشـوا؟!
نسمـه رافعه أحد حاجبيها:من غيري؟!..لا دا انا ازعل واجيب ناس تزعل اه.
خديجه بضحك:هتجيبي ناس اكتر من كدا ايه؟!!..ما إنتِ الناس كُلهم اهو..واتضربوا في الخلاط وطلعوا نسمــه.
قطـــع حديثهم في تلك الأثناء إنفتــاح باب الشقه حيثُ أطلت روفيدا وهي تفرك عينيها مُتابعه بنبرة ناعســه...
-ادخلوا؟!
دلفـوا جميعاً للداخل وما أن جلسوا إلي الأريكة حتي تابعت خديجه بتساؤل وهي تجــوب ببصرها المكان...
-امال فين نــوراي يا روفيدا؟!
روفيدا وقد إتسعت حدقتا عينيها:هي مارحتش معاكم الســوق؟!
خديجه بإستغراب:لا ما راحتش.
في تلك اللحظة إلتفتت روفيدا ببصرها ناحيه شيء ما ومن ثم تابعت بنبرة مُتحيره...
-دا حتي قفص البومه مش موجود؟!
رمقتـها السيده خديجه بعدم فَهم وكذلك ضربت علي صدرها بخفه قائلــه...
-يادي النصيبـه..بومه ايه؟!..ليه التشاؤم دا بس؟!
تمطعــت نـوراي بجسدها في خفه ومن ثم أرجعت رأسها للخلف مُستنده علي ظهر الأريكة لتُتابع بنبرة هادئه...
-دا سليــم اللي جايبهالها.
-لاااااااااااااا ...عاااااااااااا..ازاااااي ولييييه؟!
إتسعت حدقتـا عيني روفيدا في صدمه وتأوه من أمرها عندما إنقضت نسمه بكامل جسدها عليها بينما تابعت السيده خديجه بخوفِ...
-يالهوي ،بنتي هتروح منـي،،،
ابعدي عنها يا نسمـه البت هتفطس منك.
نسمه وهي توميء برأسها في رفض...
-إنتِ السبب يا خالتي..حبيبي هيروح مني..انتِ اللي وافقتي ان البت الفلبينيه دي تقعد هنـا..هخطافه الرجاله.
روفيدا ببحه في صوتها:هقوله يجيبلك فيل حاضــر..بس ابعدي عني،ابوس إيدك ورجلك.
----------
إبتعـدت عنه في بُطء وبدأ العرق يتصبب علي جبينها حتي إلتصقت خُصلات شعرها به ومن ثم تابعت لاهثـه،،،
-مش قادره كفايه كدا النهارده.
رمقها سليــم بنظره حانيه بينما أخذت هي تُبعد خُصلاتها عن وجهها في عصبيه،،،
في تلك اللحظة إقترب منها هو ومن ثم وقف خلفها وبدأ في لملمه خُصلات شعرها في هـدوء بشكل كعكه..إلتفتت بوجهها ناحيته ومن ثم بادرته بإبتسامه هادئه تعكس شعورها الداخلــي ،الذي يتطاير في الهـواء إحتفالاً بهذا الشعور الذي لم تعهده من قبل،،فهـو القاسي الحنـون،،مُتقلب المزاجيه،،التي تتسم ملامحـه بالجديه والقسـوه وتتسم أفعاله بالرجوله بينمـا توحي إيماءاته ونظراته لهـا بشيء مُميز وكأنه يحتضنها بعينيهِ او يُسلــط شُعــاع نظراته عليها،شُعاع بـٙث فيه كُل انواع الطمأنينة،،،
تنحنحـت نـوراي قليلاً عندما لاحظ هو إطالتها في النظر له لتقول هي بنبرة مُتلعثمــه،،،
-شُكـراً.
سليم بهدوء:العفو..طيب انا مستني برا وإنتِ غيري لبسك وحصلينـي.
إتجــه سليــم بخُطي واثقه صوب باب الغرفه،،بينما بدأت هي تتفحص كُل تفصيله به ،تُحاول حفظ كُل ما يصدُر منه عن ظهـر قلب،،تُحـــاول رسم صورته امام مرآي عينيها حتي وإن لٙم يكُن موجوداً في الأصل،،،
بــدأت هي في تبديل ملابسها،،تُقارن هذا الموقف،،بأخـر مُشابه لها في ذاك القصــر..فكانت تخشي أن يقتحم ذاك الســادي غُرفتها وينقض عليها بكلماتهِ قبل أفعالهِ المؤذيه فتـود لو تُقحم باب غرفتها بالسلاسل والقيود الحديديه،،امــا هي الآن داخل غـرفه بسيطه للتدريب وقد أُغلق الباب بوضع مقعداً خشبيًا خلفـه ولكنها في اقصـي مراحــل الطمأنينة والهــدوء النفسي،،،
وبالفعل أنهت إرتـداء ملابسها ومن ثم توجهت للخارج لتجـده يُحاول جاهداً غلق إطـــار ساعه يده...
إبتسمت هي في حنـو لتقترب منه ومن ثم تُمسك طرفي الإطار قائله بنبرة هادئه...
-وادي الســاعه اتقفلــت.
كبـــا لــون الشمس في هذه اللحظـات فقد أطالا التدريب بأمــرٍ منه وهنا رددت نــوراي بتنحنُح...
-احم..سليـــم؟!
إنتبـه سليم لمُناداتها ومن ثم ضيق عينيه بتساؤل دون أن يتفوه بكلمه،،،
-بصراحـه يعني...انا جعانه.
سليم بتساؤل:وتحبي تاكلي ايه؟!
نـوراي بإبتسامه عريضه:اللي إنت هتاكله.
أومـــأ سليــم برأسه مُتفهمـــاً ومن ثم إتجها معاً لتناول شيء مـــا،،
تابـــع السير بسيارته لعده دقائق وبعدها توقف امـام أحد المطاعم الخاصــه بتقديم (الكشري)،،في تلك اللحظة تابع بنبرة مُتسائله...
-بتحبي الكُشــري؟!..ولا تحبي ناكل حاجه تاني..سمك،،مشويات،اللي تقرريه إنتِ.
رمقتـــهُ نــوراي بنظره هائمـه ولٙم تتفوه بكلمه بل بالأحري لٙم تستمع لكلماتهِ وهنا إبتسم سليــم إبتسامته الساحـره تلك،،حيثُ تحمل معها جميع معاني الجمال فتجمع بين الثقـه وثُقل الشخصيه ،،الحنان والحُب،،جميعهم كونـوا ضحكته تلك ،،وهنا تابع مُكرراً سؤاله،،،
-نــوراي..هــا تاكلي ايه؟!
إنتبهت نـوراي أخيراً لحديثهِ حيثُ تلعثمت بشكلٍ ملحوظٍ وبعدها رددت بنبرة هادئه...
-انا عُمري ما أكلته..بس احب جداً اجربه،،طالمـــا إنت بتحبه.
أومـأ سليــم بإبتسامه هادئه ومن ثم ترجلـا معاً خارج العربـه،،،
بــدأ سليــم في تناول طبقهِ كذلك فعلت هي وظلت تختلس إليه النظـرات ،تُتابع طريقته في تناول الطعام وما أن أمسك بزُجاجه الفُلفل الأحمر وبدأ يصُبها في طبقهِ ،حتي أسرعت هي بتقريب يدها ونزعهـا منه،،
لامسـت هي كفه عن غير قصدٍ ومن ثم أصرت علي نزع الزُجاجه منه وهي تُردد بضيقٍ ممـا فعل،،،
-ايه كميه الشطـه دي..مُضر جداً طبعاً..إنت كدا بتضُر نفسك وبعدين انا ما بحبهاش.
سليم بإقتضاب:انا ايه اللي خلاني اجيبك معايا.
نــوراي بمرح:انا عملك العسل في الدُنيــا.
أطلق سليــم ضحكه عاليه علي حديثها وما أن إنتهي حتي تابع بنبرة هادئه،،،،
-إنتِ إزاي..إتأقلمتي بالسهوله دي،،من قصـر لحي شعبي..التحول دا مش سهــل أبداً.
رمقتـهُ نــوراي بإبتسامه هادئه وبدأت في إرجاع خُصلات شعرها خلف أذنيها وباتت تُردد بنبرة ثابته،،،
-يمكن لو كان حصل العكس..ما كونتش هقدر اتأقلــم..الفكره عُمـرها ما كانت في الفلوس او الغنـيٙ...الجسم ما بيتعبش غير لو الروح مهلوكـه من التعب..ودا بالظبط اللي بيحصل معايا..انا حاسه بالسعاده بينكم،،الضحكه ما بتفارقنيش..البساطـه كـنز أكتر من الفلوس،،وفلوس الدُنيا ،ما تداويش جرحي او خوفي حتي لو بدوس عليها برجلي،،وممكن فجأه تتحــول في نظري حجاره لو قارنتها بإحساس الأمان وانا معاك.
بـدي وكأن نظراتها تُذيب همومه،،فتٙـاهٙ قليلاً بنظراتها له ومن ثم تابع بثبــات،،
-طبيعي إنك تحسي بأمــان من ناحيتي لأن انا ع حسب قولك..اول شخص طبيعي قابلتيه في حياتك.
نــوراي وغابت الإبتسامة عن وجهها:بس انا مش حاسه معاك بالأمان علشان اول شخص يعاملني كإنسانه..انا ليا اسبابي الخاصه بس طالما دي وجهه نظـرك ،،فلازم احترمها،،،
انهت هي جُملتها الأخيرة ومن ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنه في حُزن،،بينما شعر هو بتبكيت الضمير لما قاله..فهو لا يُفسر ما تفعله وتحكيه عينيها سوي أنها تلقائيه في شخصيتها،سعيده بشعور الأمان منه ولكنـه لا يعلم أن لقلبها رأي أخــر فقط لو يستمع لدقاتهِ وكيـف لقلبهـا الرأي الأول والأخير ناحيته،،
بينما غـــاصت هي في حُزنها من جديدِ وبدأت في تقليب الطعـام بشهيه مُنغلقه ،تتساءل لمـا تُصرح له بمثل هذا الكلام،،فهو يُشفق عليها ليس إلا،،
لٙن يُحبها ولٙن يقرأ الصوره التي نحتتها في مُقلتي عينيها له،،هو فقط يُشفق عليها ،،يتولــي أمرها ليترُكها بعد ذلك تواجه الدُنيا من دونهِ.
في تلك اللحظة قطع شرودهمــا رنين هاتف سليم وما أن أجاب علي إتصال شقيقتـه حتي تابعت هي بتساؤل،،،،
-سليــم..ما تعرفش نــوراي فين؟!..اصلها مش موجوده في البيت وكمان قافله فونها.
سليم بثبات: معايا،،،
في تلك اللحظة سمع صوت نسمـه وهي تُردد بنبرة صارخه،،
-مش قولتلكم دي خطافه رجاله.
أغلق سليـــم الهاتف مع شقيقتـهِ ليجد نـوراي تنظُر له بنظره حزينه بينمـا بادرها هو بإبتسامه حانيه قائلاً،،،،
-اسألي يا أوشين اللي إنتِ عوزاه.
يا لها من سريعـه الرضي،،فتـاه بذاكره سمـك ،تناست تماماً ما أحزنها منهُ قبل ثوانٍ وهنا تابعت بإبتسامه هادئه،،،
-مش عاوزه أي حاجه،بتعملهالي تكون من باب الشفقه يا سليــم.. الإحساس دا بيوجعني أضعاف.
سليم بثبات: طبعاً لا،،،
نــوراي وقد تجمعت الدموع في مُقلتي عينيها:امال ايه؟!
تابع سليم بإيجاز وهو ينهض عن الطاوله:علشان إنتِ مسئوله مني؟!
نـوراي وتنهض عن الطاوله هي الأُخري،،،
-ليه بردو؟!!؟
-------
أرجعت رأسها للخلـف وقد تساقطت الدموع من جانبي عينيها ومن ثم تنهدت بضعف إحتل جميع اجزاء جسدها الهزيل وهنــا تابع راضي بإبتسامه باهته،،،
-هي قالتلي انها هتكلمك تاني بالليل..بس مش فاهم ليه مش عاوزه تكلميها يا ست صفيه.
إبتلعت السيده صفيه ريقها في جزع ومن ثم رددت بنبرة مُرتعشه وهي تلتفت ببصرها له،،،
-نـــوراي بتحس بيا يا راضي.. مش هتقتنع أبدًا إني كويسه،،ولو حست إن المرض زاد عليا ،،ممكن ترجع القصر فوراً وانا مش عوزاهـا تدخل سجنها برجليها تاني.
---------
"حل الليل سريعاً،،،
هتفـــت إلهـــام بإحدي الخادمات لتمتثل الأخري لها وهنا رددت إلهــام بتكابُر،،،
-الاكل جاهز ولا لسـه؟!
الخادمه بتأكيد:جاهز يا إلهام هانم.
تابعت إلهام بنبرة مُتباهيه وهي تتجـه صوب الدرج حيثُ تستقبل ابنها الذي إنصاع لحديثها بشأن جلوسه مع هذه الفتاه،،فقد إستغربت مُوافقته في باديء الامر ولكنه الأن يستجيب لرغبتها،،،
إلهام بثقه:كُنت عارفه إن زعلي،،مش هيهون عليك.
بادرها عاصم بإبتسامه بارده ومن ثم إتجه إلي الأريكة وقام بالجلوس عليها واضعاً قدم فوق الاخري حيثُ تابع قائلاً،،،،
-امال فين ضيوفك مش شايفهم يعني؟!
وهنا قطع حديثهم مجيء الضيـوف بالفعل لتبتسم إلهام في ثقه ثم تتجـه صوب باب القصر قائله،،،
-وصلوا.
قــامت إلهام بإستقبالهم بحفاوة شديده وكذلك فعل فــؤاد بينما ظل عاصم جالسـاً في مكانهِ ،،يوزع إبتسامات بارده هُنـا وهناك،،،
بدأت السيدات يتباجحـن فيمـا بينهن والتعجرُف في أحاديثهن هو سيد الموقف،ليبدأ عاصم ووالده بالتأفُف من حالهما ،،لتنتبه إلهام لإمتعاضهمـا وهنا رددت وهي تنظُر لتلك الفتاه،،
ذات الشعر المُجعـد،،ويبدو وكأننا أفنت ساعات عُمـرها كُلها بتشعيثـهِ ،،في تلك اللحظة تابعت إلهام بنبرة هادئه...
-جيدو ،،حبيبتي..عاصم حابب يتعرف عليكِ.
جيـداء بميوعه: اوك.
ومن ثم إستئنفت إلهام حديثها مُلتفته له:اقعدوا في الجنينه يا عاصم..الجو هادي جداً،،،
إنتصـــب عاصم واقفاً بنفاذ صبر ومن ثم أشــار لها بالتحرُكِ أمامــه،،،
ترجلا معــاً حيثُ حديقه القصـر ،وهنا تابع أثنـاء جلوسه إلي أحد المقاعـد الخشبيه بهــا،،،
-قوليلي بقي..شعرك دا ولا باروكه.
أخذت هي تتبخترت في مِشيتِها بغنجٍ ومن ثم جلست إلي جانبه قائله بنبرة واثقـه،،،
-اه طبعاً شعري.
عاصم بنبرة مُتهكمه:ومالك مبسوطه كدا ليه؟!..دا إنتِ كارته حتي.
فغـــرت جــيداء فاهها في صدمه ومن ثم نهضت عن المقعدِ وهي تُردد بضيقٍ...
-إنت أزاي تقولي كدا...بجد قليل الذوق.
قـــام عاصم بالنهوض مُجدداً ومن ثم قام بإلتقاط كفها وضغط عليه في قوه قائلاً،،،
-عارفه طريق بيتكم يا ماما ولا هتتوهـي؟!
تــأوهت الفتاه وجعاً من إحكام قبضته وكذلك شعرت بالخوف من نظرتهِ وحديثهِ لها ومن ثم إبتلعت ريقها بصعوبه قائله،،،
-ع ع عـــارفه.
-------
قـــامت بإغلاق الهاتف في عصبيـه ومن ثم بدأت تُمسح بكلتا كفيها علي وجهها مُردده بنبرة خافته يملأوهــا الحُزن،،،
-ليه مش عاوزه تكلمينـي..ليه بس؟!!
إلتفــت هو ببصرهِ ناحيتها ومن ثم قطــب حاجبيه مُردداً في إستغــراب،،،
-مش بترد بردو.
نــوراي بنبرة أشبه للبكاء:اكيد حصلها حاجه..ما هي مش معقول مش عاوزه تكلمني كُل الفتره دي...اكيد فيها حاجه..خُدني عندها يا سليــم.
رمقهــا سليم بنظره حزينه ومن ثم تنهــد بهدوء قبل أن يُتابع قائلاً،،،
-مش يمكن هي فعلاً نايمــه؟!
نــوراي بإختناقٍ:نايمه 24 ساعه؟!!..اكيد المريض دا أذاها بحاجه...هتاخدني ليها ولا أروح لوحدي.
اوقـف سليم السياره في هدوء ومن ثم إلتفت بكامل جسده ناحيتها وبعدها ردد بنبرة ثابتــه...
-لا مش هتروحـي..فاهمه؟!..لااااا.
إنســــابت الدموع علي وجنتيها في صمــتٍ وساد الهـدوء لبضع ثوانٍ وهي مُسلط أنظارها بعينيـهِ ومن ثم أشاحت بوجهها عنه وقامت بفتح باب السياره ومن ثم ترجلت خارجها وهي تُـردد بنبرة عنيــده،،،
-تمام هروح لوحـدي.
ضغطــت هي علي أعصابه ِ بالشكل الكاف الذي جعله يترجل خارج السياره ومن ثم ينطلق ناحيتها قائلاً وهو يجذبها من ذراعِها ناحيه السياره مُجدداً،،،
-بلاش جنان بقي.
نـوراي بصريخٍ:ملكش دعوه بيا..إبعـد عني،،مش محتاجه شفقـه منك.
سليم بزفره ضيق:انا خايفـه عليكِ..مش شفقـه دي أبداً.
حــاولت جاهده التخلُص من قبضتهِ ومازلت دموعهــا تنهمـر بغزاره حيثُ رددت بشهقه مُتقطعـه،،،،
-هيأذيها بسببي..انا مش مُتخيله إن حد يتأذي بسببي..وخاصه لو الحد دا روحي فيه..انا ابيع روحـي ،بس هو ما يتاخدش بذنبي.
في تلك اللحظة قــام سليــم بضمها إليه في قـوه وأخذ يُردد بنبرة هامسـه ،مُقيداً ذراعيها خلف ظهرها،،،،
-مش هتسلمـي روحك لحد..ومحدش هياخد منك حاجه غير بإرادتك حتي لو ضحكه ومش قابله تضحكيها في وش حد..ما تضحكيهاش..بصي لراحتك بقي..ماحدش هيتأذي بسببك..متأذيش إنتِ نفسك بالتفكير دا.
إنهـــارت في بُكاءها وأستسلمت لحديثهِ وما أن أحس بهدوئها حتي ارخي قبضه يده عن ذراعيه لتقوم هي بإحتضانهِ في صمـت،،،
ســاد الصمت بينهما قليلاً ،ليبتعد عنها في هـدوء ومن ثم ردد بنبرة ثابتــه،،،
-يلا يا نــوراي..إركبي العربيه.
رمقتـهُ نــوراي بنظره مُنكسره ،ولكنها إنصاعت لحديثهِ تلقائيـاً مُنطلقياً معــاً حيثُ المنـــزل،،،
مـــر الوقت سريعاً،،،
ومن ثم إصطــف سيارته امام البنايـه،،وهنا ترجلت نــوراي خارجها ،،،
وهنــا قطبــت حاجبيها في إستغراب ومن ثم رددت بنبرة مُتسائلــه....
-مش هتنزل؟!!
سليم بهدوء:هروح اطمن علي عمي ناجي وراجع.
نــوراي بتفهُم:امممم ،،،ماشي.
إتجــه سليــم حيثُ منزل السيد ناجي ،،لينظُر إلي أضــواء الغرفه المُطلي علي الشارع الرئيسي ليجدها مُضيئه كما توقع،،فالسيد ناجي دائم الجلوس بهـا حيثُ جعلها خصيصاً كـ مكتبه للقراءه ووضع عدد لا بأس به من الكُتب،،،
إتجــه سليم صوب الدرج ومن ثم صعـده وما أن وقف امام باب الشقـه حتي طرق الباب في هــدوء،،،
قـــام السيد ناجي بفتح الباب وعلي وجهه إبتسامه عريضه بينما رمقهُ سليم بفٙهم لنظراتهِ ومن ثم إنطلق إلي الأريكة المواجهه للباب...
جلس إليها علي الفور ومن ثم دلف السيد ناجي إلي المطبخ وعاد مُجدداً يحمل فناجين القهوة بين يديهِ ليجد سليم مستلقياً للخلف ومُغمض لعينيهِ...
جلس السيد ناجي بجانبهِ ومن ثم ردد بنبرة هادئه،،،
-اخدتها وروحتـوا فين.
أعــاد سليم النظر له ومن ثم ردد بنبرة هادئه...
-كُنت عارف إنك هتسأل.
أومأ ناجي برأسه في ثبات بينما بدأ سليم يقُص عليه ما قام به اليـوم وما عزم لأجلهِ وما أن إنتهي حتي تابع ناجي بنبرة مُتسائله,,,
-ليه يا سليم؟!
سليم مُضيقاً عينيه بعدم فَهم:هو ايه اللي ليه؟!
ناجي مُكملاً:ليه عاوزها ،تبطّل خوف وتحمي نفسها؟!
سليم مُتابعاً:يمكن حاسس إن هي مسئوله منـي وبحاول اقدملها حاجه تساعدها.
ناجي بثبات:هو دا السبب بس.
رمقـهُ سليم بنظره شــارده ومن ثم تابع بنبرة هادئه،،،
-اه هو دا السبب.
ناجي بثقـه:لا مش دا السبب..ما انكرش إنك راجل ..وراجل اوي كمان..وبتحب تساعد غيرك وترسم علي وشوشهم من غير مُقابل ،بالظبط زي ما بتعمل معايا كدا..بس دا بردو مش السبب الحقيقي.
سليم بتساؤل:امال ايه السبب من وجهة نظـرك.
قـام ناجي بإلتقـاط كوب القهوه ومن ثم أعطاه له وهو يُردد بثقـه...
-الحُب يا بني،،
إنت حبيتها يا سليــم..بتحميها بطريقتك..عاوز تقولها إني بدربك علشان تحمي نفسك ودا اللي ظاهر فعلاً..بس إنت في الأصل عاوزها تقوي بيك..عاوزها طول الوقت جنبك...تقدر تقولـي ايه هي مـراحل الحُب من وجهه نظـرك؟!!
قــام سليم بوضع كوب القهوه إلي الطاوله من جديد وقد إندمج كُلياً مع السيد ناجي ،حيثُ بدأ يُردد بنبرة هامسـه...
-الحُب اوقـات بيتفهم من النظرات؟!
بـادره ناجي بإبتسامه هادئه قائلاً: فعلاً،،هو إحساس بيوصلك من نظره اللي قدامك وكأنك نمله وعندها قرون إستشعــار قادر تشوفه كأنه كتاب مفتوح.
سليم بهدوء غير معهود فيه:وتحس إنك طاير من مُجرد نظره بس..وبيقطع الفرحه دي،،خوف إنك ما تكونش قد المسئوليه اللي نظراتها بتحملهالك.
ناجي بإبتسامه ذات مغزي:مبـروك..إنت عديت المرحله الاولى في الحُب.
-------
-يالهوي لو تشوفيها.. الحمدلله إنك ما كونتيش موجوده وإلا كانت بلعتك وشربت بعدك مياه علشان تهضمك.
اردفت روفيدا بتلك الكلمات في ضحك بينما تابعت نـوراي بضيق،،،
-يا رخمه ليه قولتلها كدا!!!
روفيدا بهدوء:هي خرجت مني كدا..وبعدين ما هي دي الحقيقه.
نـوراي بهدوء:وهي فين نــاو!!!
روفيدا مُكمله وهي تتجه ناحيه المطبخ,,,
-ماما اقنعتها تقعد معاها فوق ،يعملوا اكل سوا..هعمل مجين نيسكافيه ورجعالك.
أومــأت نــوراي برأسها مُتفهمه ومن ثم إتجهت صوب المكتبه الخشبيه الموضوعه في إحدي الزوايا...
أخذت نــوراي تنتقل ببصرها بين الكُتب،،فهي لا تعلم مٙن مِن والديها كان هاويــاً للقراءه وبينما تُتابع بعينيها اسامي الكُتب،،،
تجــد بروازاً لتلك اللوحـه الفرنسيه المشهــوره (الموناليـزا)..حيثُ عُلقت هذه الصوره علي الجدار المُجـــاور للمكتبه،،،
رفعــت نــوراي يدها لتلتقطها لتسقط اللوحه أرضـاً ويسقُط خلفها كتاباً خٙط الزمن خُطوطه علي اوراقهِ فإصطبغـت باللون الأصفـر كثيراً....
نظرت نــوراي للأوراق المُبعثره امامها ومن ثم إلتقطتت الكتاب ورددت عنوانه بنبرة خافتــه،،،
-الحُب نقمـه....!!!!
يتبع
#علياء_شعبان
أنت تقرأ
هو لى
Romanceمسلوبـه إرادتُهـا،ذات ماضٍ لم تكُن هي سوي ضحيتـهِ،،ماضٍ اُستعمل كـ سلاح ضدها..لتُسجن داخل حاضرها المُعتم،وتُصبح أداه لذاك السادي،،ولا يُمكنها أن تصرُخ مستغيثـه سوي داخل نفسها..لتجـد وأخيراً بريق امل يتسلل داخل عتمتها ويمُر امام عينيها ثم يُكسبها لمع...