الحلقه (23).."هو ليّ".
---------
واري جُثمانه الثــري..أنهي التُربي إحكام غلق المقبرة..وبدأ الناس في الرحيل بعـد الإنتهاء من تأدية واجـب العــزاء،،،
وقـف ذاك الشــاب الذي أصبح علي مشارف الأربعين من عُمره يستقبل التعــازي..يصطف بجانب شقيقه وكذلك سليـــم الذي أصبح علي حالة لا يُرثي لهـا...
يُصافح حسن الجميع بوجةٍ صــارمٍ ،،يوميء برأسه في تقبل لأحاديث الجميع لهُ فحســب..عــاد المكان فارغًا من الناس كعادته..ليقتـرب حسن ناحيه ماجد مُرددًا بنبرة جامده،،،
-بُكرا ..هنفتح الوصية علشـان كُل واحد ياخد ورثه ..وننتهي من الموضوع دا.
رمقـــهُ ماجد بنظـرات مصدومه وعين شزراء..فقد إصفــر لون وجهه وأجتاحته معالم الحُزنِ ليضع وجهه بين كفيه ومن ثم جلس إلي أحدي الصخور الكبيره قائلًا بحدة..
-مش هتتغيـر..هتفضل الفلوس هي همـك الأول والأخير في الدُنيا يا حسن..حتي ما فكرتش تسأل عن أبوك وهو عايش..لا وبتفكر في الميراث بعد أول خمس دقايق من دفنه.تجمــدت معالم وجهه ليُردد بنبرة مُكفهرة:
-أبوك عُمره ما حبني..ما كانش فيه في حياته غير ماجد..كان دايمًا يحسسني أنه ماعندوش غير ابن واحـد.
سليــم بجمود وهو يسعي بخُطواتهِ إليه:
-مافيش أب بيكره ولاده..وما كانش ينفع تعادي الراجل اللي رباك ليلة واحدة ..مش ذنبه إنك ما قـدرتش تفهمه.
رمقه حسن بنظرة مُستهينــه..ثم إنتقل ببصرهِ ناحية شقيقـه مردفًا بحزم:
-بكرا الوصية هتتفتـح ..في مكتب المحامي...مستنيــك.
إنطـلق حسن صوب سيارته ومن ثم دلـف داخلهــا وقادها مغادرًا المكـــان....جدحـه سليـم بنظره ثاقبة حتي غــاب عن مرآه عينيـه ليتحول ببصرهِ ناحية ماجد،،
تنهــد قليلًا في آسي ليربت بكفهِ علي كتفِ ماجد ومن ثم جلس بجانبه إلي تلك الصخره ،،مرددًا بنبرة شائبة...
-الشدة يا ماجد..ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنه.
ماجد بثبــات:
-اللهم أميـــن.
في تلك اللحظة شـرد سليــم للبعيد..حيث أول لقـــاء بينهمـا بوجهٍ كاسفٍ راح يتذكر....
Flashback,,تعكــز علي عصاه..فلم يُشفي بعـد مازلـت الجروح تُسطر علاماتها علي قدميهِ..فلم تزل أثار الحادث بعد ،،
إتجه صوب البنايه صاعدًا الدرج..يتأبط كتابًا كعادته ليشتـد الألم عليه فيقـف في مكانهِ بعـدم إتزان وما برح أن يمد ذراعه مُستندًا إلي الحائط حتي وجد يدًا أخري تمتد إليه،،
أطبقـــت هذه اليـد علي ساعـده ليلتفـت بإستغـراب شديد قاطبًا حاجبيه،،
ينظُر إلي شـاب في الثامنه عشر من عُمرهِ ..قوي العارضه،،ذو وجه بشوش وإبتسامه هادئه أدت لبروز تلك النغـزه علي خدهِ الأيسر..وهنا بادله ناجي الإبتسامة ليجد الشاب يردف بحنو قائلًا..-أسمح لي أساعدك تطلع السلالم؟!
رمـقهُ ناجي نظرة مُطولة وراح يُمرر كفه علي خُصلات شعره قائلًا بترقُب..
-تسلـم يابني..انا بس حسيت بدوخه وكُنت بعود رجلي علي المشي ..علشان ترجع لطبيعتها بعد الحادثه..انا هكمل يابني..مش عاوز أتعبـك.
الشـاب بإبتسامة حنونه:
-تعبـك راحه..انا سليـم وحضرتك؟!
ناجي بحُب:
-وانا عمـك ناجي..اتولـدت في الحي دا ،،بس عيشت في مكان تاني..إنت بقي ابن مين؟!
هـمّ سليم بإسنـاد السيد ناجي والدلوف داخل البنايه حيث أردف هو بنبرة ثابته..
-اسمي سليم رؤوف النجـدي.
أنت تقرأ
هو لى
Romanceمسلوبـه إرادتُهـا،ذات ماضٍ لم تكُن هي سوي ضحيتـهِ،،ماضٍ اُستعمل كـ سلاح ضدها..لتُسجن داخل حاضرها المُعتم،وتُصبح أداه لذاك السادي،،ولا يُمكنها أن تصرُخ مستغيثـه سوي داخل نفسها..لتجـد وأخيراً بريق امل يتسلل داخل عتمتها ويمُر امام عينيها ثم يُكسبها لمع...