12

18.1K 570 12
                                    

الحلقه (12).."هو ليّ".
----------
سكـــنت بسعاده شديده بين أحضانه،ينتـابها إحساس الحُب والسعاده والأمـل وكذلك الأمـان مُكونًا خليطًا تجرعتـهُ فجعلها تنسـي مٙن تكُن وهي بجانبه،،وهنــا تابعت نــوراي بنبرة هائمـه ومازلت مُتشبثــه به بكلتا يديهـا،،،
-ممكن اطلب منك،،طلبين؟!
رفــع سليـم أحد حاجبيه ومن ثم ضيق عينيه بحركه مـرحه وهو يُردد بحنو،،،
-الطلب الاول؟!
إبتعـــدت عنه قليلًا وقد تغيرت نبرتها للحُزن حين تابعت بثبات،،،
-عاوزه افتح قضيه ماما تاني...ممكن تساعدني.
حملــق إليها بإستغراب شديد ،لينفرج ثغـره بإبتسامه توحـي بعد فهمه لمـا ترغبه بعـد ومن ثم تابع بنبرة مُتسائله،،،
-قضيه مامتك اللي عـدي عليها أكتر من 15 سنه،،واللي انا معرفش عنها غير طشاش كلام؟!
أخفضـــت نــوراي بصرهـا في حُزنِ لتبدأ خُصلات شعـرها بالميل مُنسدله علي وجهها،،فأسرعت بإبعادهم في عصبيه جـارفه،،،
-مـاما اتظلمت كتير وانا لازم ارجع لها حقها وكرامتها يا سليــم..ماما مش قاتله ولا حتي سيئــه ،انا عرفت كُل حاجه خلاص وهبدأ افتح القضيه تاني..تحب تكون معايا؟!..وتبدأ شغلك الحقيقي بالقضيه دي؟!
رمقهـــا سليـــم بثبـات وأخذ ينتقل ببصره بين تفصيلات وجهها وعلامـات الحُزن التي احتلته،،فهو يبغض نفســه إذا لمـح بوادر الحُزن علي وجهها الملائكــي بينمــا يقتُل الحُـزن ذاته ليـري لآلآها المرصوصـه بإنتظـام ورقـه،،فكثيرًا ما يعشق إنغلاق عيناهــا حين تضحـك وكذلك إنكماش حاجبيهـا علي بعضهمـا حين تغضب رافعه إصبعها في مواجهته وهي تُردد جُملتها الشهيـره له "إنت مش رجـوله"..لا يلتفت كثيرًا لمعنـاها الجوهـري لعلمه تمامًا أن وراء لفظتها تلك،،طفله غامضـه لا تعي للدُنيـا همًا ولا تضمُر لأحد كُرهًا رغم مُعــاداه الدُنيا لها وآن له أن يُعادي الدُنيـا من أجلها ،،فهي اول حلم رغب وبشـده في تحقيقهِ ولن يرغب عنـه أبدًا.
فـــرد سليم قامتــه بشكلٍ مُنمق شامـخ الهيئـه ومن ثم أدي التحيـــه العسكــريه امامها بثقـه قائلًا،،،
-انا هنـا علشان اكون معاكِ يافنــدم..انا هنـا علشان أوشين تفرح وتحقق احلامهــا.
هـــرولت نــوراي إليه بحُب جـــارف وصلت نيـران إتقاده لذروتهــا،،فهي لٙم تر له مثيلًا من قبل..كـانت قد فقــدت الأمــل تمامًا في مقابله فـارس أحلامها الذي يتصف بخِصله واحده فقط وهي الأمــان ولكنها لٙم تتوقعــه أن يكـون ملكًا وليس فارسًا فحســب،،فهذا أكثر ممـا حلمت به،،
إستمــد سليــم قوته منهـا،،رغم كـونه الأقـوي والأكثر دهاءًا من قبل رؤيتها ولكنها أضافت له ميـزه أُخري ،لا يعلم مُسماهـا ولا كيف يُحدد وقتًا لها ،،فقط يحسهـا كلما إقتربت نــوراي منه وهـذا ما جعله يتجشـم المخاطـر حفاظًا علي أميرته التي لا إستسلام أبدًا في فقـدها،،،،
في تلك اللحظة قطع هـدوئها في حضرته،،صوتـه الخشن الذي تميــز بالحنـو الهاديء،،
-والطلب التاني؟!
تحــولت مُقلتي عينيها إليه لترمقه بنظـره طفوليه بينما بادرها هو بإبتسامه عريضه أظهرت نواغـزه ليستئنف هو حديثه بنبرة مرحه،،،
-شكلك نسيتيـه.
نـوراي بهُيـام:طول ما إنت بتضحك وغمازتك بتظهـر..طبيعي هنسي اللي هقــوله.
تقلصــت عضلات وجهه علي الفــور بحركه مُتعمده حيث بات وجهه مُتجهمـًا ليُردد في حـزم،،
-اتفضلـي يا هانم..قولي الطلب التاني؟!
ضيقــت هي عينيها بمـرحٍ ومن ثم تابعت وهي تفرُك كفيها ببعضهما بنبرة رقيقـه كـ حملًا وديعًا،،،
-عاوزه اجيب البومه اللي في القصـر..أكيد مافيش حد بيهتم بيهــا.
غطــي سليم وجهه بكفه وكذلك كـز علي اسنانه في غيظٍ وبعدها هدر بصوتٍ حـــازم،،،
-القصـــر؟!..إنتِ نـاوي تجننينـي يا نــوراي.
تلعثمــــت نــوراي في حديثهـا ولكنها أصرت علي إقناعه برغبتها تلك فأخـذا يتجادلا جـدالًا هــادئًا،ورغـم قوه شخصيتـه إلا أنه إستسلم ولأول مــره امــام عنادهـا فما كان منه إلا أن يهتـف بنفاذ صبر علي مضــض من امره،،،
-ماشي يا نــوراي..حــــاضر.
إقتــــربت منه علي الفــور ومن ثم طبعت قُبله حــاره علي وجنته وهي تُردد بنبرة مُتحمسـه،،،
-أمتي هنروح؟!!..صدقنـي أنا هكلم عمو راضي يستنانا عند الباب الخلفـــي ويتأكد إن عاصم مش موجود.
أومــأ سليــم رأسه في هــدوء مُعلنًا عن إحترامه لرغبتها بينمـا أخـذت هي تجـوب ببصرها في المكان بأكمله ،فرحــه بهذا البرُج العال المليء بهذه الطيور المُحببه لقلبهــــا،،،
في تلك اللحظة قطـــع إنسجامها في الأجــواء،،هتافـه بها مُرددًا بتســـاؤل،،،
-اللي في القصــر يعرفوا ماضي والدتك؟!
إختفت السعاده عن قسمــات وجهها لتـزداد ملامحها بلمحة حُزن بــارده،،حيث إلتفتـــت له وبادرته بإبتسامه باهتـه يملؤهــا الوهن،،،،،،،

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن