42

12.8K 504 18
                                    

الحلقه (42).."هو ليّ".
--------
استحضر عقله إينذاك كُل الذكريات المُتعلقة بهذه الكلمات ، نحـا ببصره إلي كمـــال وهو يتذكر تشنُجـات وجه والدهُ حينما كان يُردد دائمــًا ،،،
-" البوليس لقي جُثه لطفل في شُحنه العربيـات ! .. في واحد من العصابة موجود معانا في الشركة يا عاصم ! "

ظل صوت والده يتردد في خلايا عقله وأخـذ صدي كلماته تلك يضرب به في شيء من التيقظ ، نعم كان والدهُ علي حق ! ، تنهـد في تلك اللحظة تنهدًا ممدودًا بعمقٍ لتأخذه قدماه حيث الزاويه التي يجلس بهــا كمال ومن ثم ردد بإبتسامة توحي بمـدي استغفالهُ من حيث لا يعلم ،،،
- لأ .. دا مش بس دراع رئيس العصابة اليمين ، دا كان دراع أبويا اليمين في الشركة بردو .

رمقــــهُ كمــال خيفة من ردة فعله ، وأخـذ يعـود بجسده في أخر الزاوية في احتراس شديد من هجومهِ وبالفعل هجم عليه عاصـم ومــا أن رفع قبضته كي يطيح به حتي وجد سليم يمسك بذراعه في محاولة لإزدجاره عن هذا الفعـــل ،،،
سليـــم بثبـــات :
-بلاش يا عاصم ، مش دا الحل .
تشنجت فرائصه بشكل ملحوظ ، وهنــا جلس القرفصاء أمام كمال محاولًا كظم غيظـه علي جنب ،،،
- وديتوا نسمــــه فين !!
كمال  بفــزع : انا ماعرفش حاجه عنهــا .

كشــر عاصم له عن أنيابه وراح يقبض على عُنقة بقوة ،بينمــا إتسعت حدقتا عينيه وصعب عليه إلتقــاط أنفاسه هاتفًا بإستغاثه ،،،
- همـوت ، همـــــوت .
قـــام سليم بإبعــاد عاصم علي الفور وأخذ يهـــدر به بنبرة صارمة ،،،
- أهــــدي بقي هتموته !
قبــض سليم علي ذراعه في ثبـات ومن ثم إصطحبه للـدلوف خارج الغرفه وهنا أخذ عاصم يُردد بنبرة رخيمة ،،،
- مش هيكفيني عُمرك وأهلك كُلهم لو جرا لها حاجه ، وهتعتـــرف غصب عنـك .

قـــادهُ سليم خارج الغرفه علي الأثر ، فقد رأي الغضب باديــًا علي وجهه حتي تحول لكُتلة من الجمــر وهنـا تابع سليم بنبرة هادئه...
- حاول تتحكم في أعصابك أكتر من كدا ، شكلنا هنتعب معاه علشــان يعترف عن مكانها .
--------
إنــزوت في زاويه من الغرفه ، أمسكـت بالطعام بين كفها ومــا أن أرجعت رأسها للخلف قليلًا حتي أغلقـت عينيها في إرهــاق ، بينمـا رمقها رمضان بتسـاؤل ،،،
- يخيبيتك !، بتنامي حتي وإنتِ بتاكيي ! ، نسمه !!! ، يا فيـــاشه !

إنتبهت نسمه لصراخه بها ، فـركت عينيها بأحد كفيها ومن ثم رددت بنبرة ناعسة ،،
- في أيه يابني !
رمضـــان وهو يشير للطعام القابع بين أصابعها :
- تنامي وتاكيي ، الإتنين  !
في تلك اللحظة وضعـــت نسمه الطعام جانبـًا ، ومن ثم إستدارت ناحيته بكامل جسدها لتُطالعه مُردفة ،،،
- إنت شغال أيه هنــا !
رمضـــان بسعادة : بجيب لليجاله أكي وسجاييي ، بسعي ويا يقمه عيشي يعني .

نسمه بضحكه هادئه : إنت ألـدغ في الراء واللام ! ، ومع ذلك كُل كلامك عبارة عن راء ولام .. بقولك أيه بقي ، انا محتاجه فون يا صاحبي !
ضيق رمضـــان عينيه في إنـدماج ومن ثم تابع بتساؤل :
- يمــاذا يا صديقتي !

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن