13

17.5K 527 7
                                    

الحلقه (13).."هو ليّ".
---------
أمســك بذراعها في قـوه ،وأخـذت أنفاسه تتلاحـق بثوره لا تهـدأ أبدًا..مُمسكًا بكفهــا في خوف من أن تفلت يداهـا بينمـا تتطاير خُصلات شعرها الحريريه الطويلـه في الهــواء،،ورغم عناء الموقف فلأول مـره تستشعر معنـي الحُريه بإكتمال..من أحبـت بجانبها ،يقبض علي يدهـا في حـنو وقوه ويُداعب الهواء أهدابها بإنتعــاش،،أي أنها نظـرت للموقف من منظـورها الإيجابي،،،
إنتقــل ببصرهِ إليها ليجد شفتيها مفتوحتـان بإبتسامه مجنـونه ،ليرمُقها هو بعبوس خفيف ،لترتسـم إبتسامة عاشقه علي شفتيه قائلًا بإستسلامـه الكامل لهــا،،،
-رغم إنك مجنونه،،وإن دا مش موقف يستدعي الضحك أبدًا..بس انا بحبـــك ،بحبك اوي يا أوشيــــن.
أجفلــت عينيها قليلًا ،قبل أن تتـوقف عن عدوهـا تمامًا،،إتجهـت ببصرها إليه ثم رددت وقد إتسعت حدقتا عينيها في عدم تصديق،،
-سليــم إنت قولت ايه؟!
عــــاود سليــم النظـر للخلــف ليتمتم بنبرة شبه مُغتاظه ويهدر بها بصوتٍ حازمـا،،،
-وقفتـي ليه يا مجنونه...اتحركي بسرعه..اكيد المجنون دا باعت حراسـه ورانا،،خلينا نـوصل للعربيه بسرعه.
أومـــأت نـوراي برأسها سلباً،،وباغتته بنظـره هائمـه وهي تميل برأسها جهه اليمين كـ طفلًا يستعطف أبويه لنيل شيئًا مــا،،،
-قولها تاني يا سليــم.
صـــر سليــم علي اسنانه،،لتمتد يده إليها حيث هـمّ بحملها بين ذراعيها مُرددًا بخشونته المعتـاده التي خالطـها إحساس حُبه لكونها له،،،
-بحبــــــك يا مجنونه.
أطلقــت هي ضحكه سعيده ،لتحقيق هدفها التي رغبته وبشده ومن ثم قامت بإلفاف ذراعيها حول عُنقــه وكذلك أرخت رأسها علي صدره في إطمئنــان بينما هرول من جديد حاملًا إياها ليصل وأخيرًا إلي التاكســي الخـــاص به ليقتاده علي عجــاله من امـــره بعد أن زفــر زفرة إرتيــاح وإنتصار أيضًا لأنه يُلاعب عاصم الدالي علي الحبلين كما يُقــال..فقد يري عاصم أن قوته لا يُقابلها أحدًا ولا يعلم أن لهذه القوه بدايه ونهايه،،فيعمل سليـم علي شـدّ طرف خيط البدايه لتنفرط قوته ويسقط صريعًا وهكذا يعرف حجمـه بعيدًا عن حاشيته،،،

"علي الجانب الاخر،،،
تساقطـــت الأوراق من المظــروف أرضًا ولكن لم يشغل لها بالًا ،فقد حصل بالفعل علي مُبتغاه،،فظل ينظُر امـامه تاره وأخري ينظـر إلي المـظروف بإبتسامه إنتصـــار....في تلك اللحظة قطع لحظـه تلذذه بالنصر ،هتــاف أحد رجاله بثبات ونبرة مُتسائله،،،
-تحب أخد الرجاله ونلحقهم يا عاصم بيه؟!
رمقـهُ عاصــم بثبات..بادره بإبتسامة بارده ،،حتمًا يُخطط لشيء مـا وهنا خرج عن صمتـه المتفكر ليردد بوجوم،،
-لا يا كمــال..تعالي ورايا علي المكتب.
أومـــأ كمال برأسه في تفهم ،فكما توقع..يُخطط عاصم لشيًا قاسٍ جدًا وهو مٙن سيقوم بالتنفيذ،،،
دلــف عاصم مُجددًا إلي بهو القصـــر ومن ثم إنعطف بين أروقة الطابق الأرضي حتي وقف امـامه دون أن يتفـوه بكلمه،،فقـط جدحه بحـده ليُتابع راضي بنبرة ضعيفه،،،
-خير يا عاصم بيه.
صـفق عاصم بكفيه في سخريه ومن ثم كـز علي اسنانه بشـر يتبعه نبره هادره قائلًا،،،
-مش عيب لمـا راجل كبير زيك كدا ويمثل؟!
أخفض راضي بصره أرضًا وقد إبتلع إهانته رغمًا عنه ومن ثم ردد بنبرة قٙلقه،،،
-يابني..هي طلبت مني حاجه وانا ماينفعش اقولها لا..دي من ريحه صفيه هانم وموصياني عليها.
جـــدحه عاصــم بنظره قاسيه ومن ثم ردد بحزم وهو يواليه ظهره،،،
-حسابك معايا بعدين.
إتجــه في هذه اللحظة صوب حجرة مكتبه ليتبعه كمال للـداخل وهنا أطبق عاصم علي عينيه بنفاذ صبر قائلًا بحـده،،
-الواد دا لازم يدوق العـذاب مليون مره،،بس مش قبل ما ارجع نــوراي للقصـر..إنت هتاخـد العنوان دا،،وتراقب خطواته وكُل حاجه بتحصل ،وكُل حركه بتعملها نـوراي..واول ما اديك الإشارة..تنسحب إنت علي طول.
حــدق كمال به في ثبـــات لبضع ثـوان ليُتابع مُسترسلًا في حديثه،،،
-بس دا حي شعبي ووجودي فيه بإستمرار هيكون ملفت للإنتباه ومثير للشــك.
عاصم مُكملاً:هو انـا بقولك روح عيش هنـاك..الوضع دا هياخدله يومين مش اكتر،،ما تركــز معايا شويه.
كمال وهو يبتلع ريقه خِفيه:حاضر يا عاصم بيه..اللي تشـوفه.
----------
-بتتكلم جـد..حمدلله علي سلامـتك يا حبيبي،، مفتقــدك جدًا..ودايمًا علي بالي وبدعيلك في كُل صلاة.
أردف السيد ناجي بتلك الكلمات في فرحه غامـره،،فيقـف في شرفه منزله وقد إرتسمت علي ثغره ،إبتسامة عذبه يملأهــا الحنين والإشتيـاق له ..فهو أكثر القلوب حنانًا عليه ولٙم لا فهو قُره عينه ،،رغم سفـره الدائـم والمتواصل للدراســه وكذلك العمل،،،
جلس ناجي علي أحد المقاعد الخشبيه بالشـرفه بينما أجابه المُتصل بسعاده،،،
-انا مش بس رجعت لـ مصر علي طول ومش هسافر تاني..لا دي في مُفاجأه تاني..احلي ومتأكد انها هتفرحك.
ناجي بإشتياق:تعالي إنت بس والفرحه هتدخل لقلبي تاني.
المتصــل بحنو:حاضــر ..استناني في اي وقت.
أخفـض ناجي يده ناحيه الطاوله أمامه ليضع عليها الهاتف بسعاده غامــره بينمـا أطرق رأسه مُفكـرًا في بعض الذكريات التي مضت وآلمته كثيرًا،،،
وهنـا نفض عن رأسه هذه الذكريات وإنتصب واقفًا داخل الغرفه،،،،
-------
ظلت تتحرك داخل الغرفه ذهابًا وإيابًا،،تشعر بالحنق لتأخرهم عن موعد الذهاب للمشروع..تضرب بقدميها الأرض في تذمُـر ،فـقد آن لهذا المشروع أن ينتهي علي أكمل وجه،،
في تلك اللحظة قطع شـرودها ،مجيئهمـا حيث دلفت نـوراي داخل باب الشقه الذي كان مفتوحًا بالفعل وكذلك تبعها هو  لتنظـر روفيدا لهما بغيظ هاتفـه،،،
-واضح إنكم مش هتتأخـروا فعلًا..وواضح إننا هنفتتح المشروع علي نهايه الاسبوع.
ألقـــي سليــم بجسده إلي الأريكة،،يتنهـد بعمق  ومن ثم فوجئت به ينظر لها بعبوس مردفًا،،،
-إنتوا البنات كائنات غير مريحه بالمـره،،انا بأيدهم جدًا ،،لما كانوا بيدفنوكم زمان أحياء،،واحده هبله والتانيه خُلقها أضيق من خرم إبرة..ما تهمدي إنتِ وهي بقي.
في تلك اللحظة أمسك بالدميه الخاصه بنوراي والتي وُضعت بجانبه علي الأريكة ليضرب بها روفيدا في مُزاح قائلًا،،،
-اعمليلي حاجه اشربها.
حملقـــت نـوراي به وقام بلطم خديها بكلتا كفيها وتنظر له بوجوم كأنه اقدم علي فاجعه مــا ،قائله،،،
-عاااااااا..عروستي،،بترميها كدا ليه؟!..دي بتحس زينـا بالظبط.
انفرج فمـه بإبتسامه بلهــاء وهو يجوب ببصره بين الإثنين،ناظـرًا لهما شذرًا وبجمود ردد،،،
-يُمهل ولا يُهمل..قدامي اوصلكم للمؤسسه واودي البومه دي البرج،قبل ما اشوف عمي ناجي.
وهنـــا هرولت روفيدا صوب باب الشقه وما أن تجاوزت عتبته حتي رددت بمرحها المُعتاد،،،
-يلا بسرعه.
نـوراي بضحكه مرحه:اختك دي مكافحه اوي يا سليم.
--------
-تحت أمرك يا فندم؟!
اردفــت السكرتيره بتلك الكلمات في أدب أثناء دلوفها داخل المكتب بعد إستدعائه له بينمـا تابع هو بإبتسامه هادئه،بعد أن رفع رأسه عن الأوراق،،،
-عاوز البرنامج اليومي بدايه من بعد بكرا ومش عاوز اي تقصير في الشغل ،وكل كبيره وصغيره لازم اكون علي علم بيها.
أومـأت السكرتيره برأسها مُتفهمـه ومن ثم  تنحنحت قليلًا قبل أن تردف مُتسائله وهي تمسك قلمها وتُدون جميع أوامره لها،،،
-طيب وبكرا يا فندم؟!
رمش بعينيه في هــدوء وافــر وقد تبادر إلى ذهنه لحظـه إتفاقه مع مالك العماره علي إستأجار شقه بها ليفتتح فرعـًا جديدًا في هذه المنطقة المُحببه لقلبهِ ،رغم ذكرياته الصادمه هُناك ..لا يعلم لماذا يتمسك بهذا المكان بالرغم من إنتهاء ماضيه به،،،
ولكن لا بأس ببعض الذكريات،،لا يجب أن نحميها كُلها فلربما تجعلنا اقوي عن ذي قبل ونبدأ بمواصله النجاح في حاضـرنا.
إرتسمت علي شفتيه ،تلك الإبتسامة التي لا تُفارق ثغره ومن ثم ردد بثبات،،،
-بكرا تجهيزات فرع الشركه الجديد.
---------
-الله،،تسلم إيدك يا عم ناجي.
أردف سليـم بتلك الكلمات في تلذُذ وهو يتناول شطائر المعجنات الخــاصه بالسيد ناجي،حيث تتسم بمذاقها الخاص الذي لا مثيل له علي الإطلاق،،،
يقفــان امـام المـوقد ويبدأ ناجي في تقليب الزبده في إحدي الأواني حتي إنصهرت ليُمرغ الفطائر بداخلها،،،
إنفرجــت أسارير وجهه وهو يري سليـم يتناول فطيرته بشهيه واسعــه ،،رمقـه بنظره حانيه وبعدها ردد بحُب،،،
-انا عارف إن دي أكتر اكله بتحبها من إيدي..فـ استغربت إن أديلك فتره ما طلبتهاش مني..و قولت اعملهالك انا.
أخذ سليـم يمضُغ الشطيره بنهم ومن ثم إبتلعها بسرعه وهو يردد بسعاده،،،
-ربنا يطولنا في عُمرك..وناكلها من إيدك كُل يوم.
أنهــي ناجي إعداد الشطائر والتي تناول سليـم نصفهم أثنـاء وجوده في المطبخ ،وهنـا أردف ناجي بفرحه مُتذكرًا لشيء مـــا،،،،
-مــــاجــد رجع يا سليم.
حـدق سليم به في إندهـاش ومن ثم صـارا معًا للخارج ليُتابع سليم بإبتسامه هادئه،،،
-حمدلله علي سلامته..يعني هنشوفه النهارده؟!
ناجي بهدوء:بكرا علشان يكون إرتاح من السفر.
سليم بتفهم:ربنا يخليهولك يا عم ناجي.
تنهــد السيد ناجي بإرتياح وقد إرتسمت علي ثغره إبتسامة هادئه..رامقًا إيــاه بجانب عينيه،،،
-نفذتلها اللي في دماغها؟!
أومــأ سليم برأسه إيجاباً وهو يرتشــف جرعه تلو الأخري من كوب الشاي الموضوع بين يديهِ ثم تابع مُردفًا بثبات،،،
-اي حاجه نــوراي هتحتاجها،،هتحصل؟!
ناجي بنبرة ذات مغـزي:خلاص استسلمـت قدامها.
سليم بشرود قليلًا:إستسلمـــت واللي كـان كـان.
ناجي بتساؤل مُضيقًا عينيه:حاسس بإختلاف في مشاعرك ما بين دلوقتي وقبل ما تقولها بحبك.
مـــال سليم بجسده للأمــام ثم أسند مرفقيه علي قدميـهِ ليتنهـد بعمق مُردفًا،،،
-كُنت اتمني إنه يختلف بإيجابية..لأول مـره اخاف من غياب حد غير اهلي..كُل يوم خوفي عليها بيزيد ،،وكُل ما ببص للبني آدم دا بشوفها جوا عينيه بتصرُخ..بشوف كُل اللي كان بيعمله فيها زمان..اول مـره حد يمنـع رغبتي في حاجه،،عندي رغبه اقتله بضمير مرتاح ،بس هي مانعاني..بقيت بحسب كُل خطوه بعملها علشان احميها،،عيشت معاها مشاعر مُختلفه وغريبه عليا..بس مش كُل مشاعري معاها انا حاببها..يعني مثلًا بقيت بضعف قدام كلمه منها او طلـب..نفذت رغبتها ووديتها القصـر..بس خايف أضعف تاني قدام طلب جديد منها..وادفع تمن الضعف دا ،لو ضاعت مني.
ربـــت ناجي علي كتفه في حـنو وتفهُم ومن ثم تابع بنبرة هادئه،،،
-طبيعي تحس بكُل دا..وطبيعي تفقد قوتـك قدامها..دا أرجل راجل في حُضن حبيبته طفل،،بس اللي مش لايق عليك إنك تفقد قدرتك علي التفريق،،
وقت ما تحس إن الطلب دا خطر عليها أرفضه،،ولو خايف انها تكرهـك او تشوفك شبه اللي فات..فـ ما تقلقش..نــوراي بتعشـق،،انا شايفـــك في عيونها ملك رغم إنك شاب عادي ظروفه ضـده والدُنيا مخاصمــاه،،،إسمعها مني يابني لو حتي جـات في مره وقالتلك مش بحبــك "اوعي تصدقهـا"،،،كلمه مش بحبـك وقت الدموع ،بمليون معني..زي مثلًا "ماليش غيرك فـ اتمسك بيا"،،"طمـني"،،"اسنـد قوتي اللي إنهارت"..نـوراي معدنها نضيف ،،زي الكتاب المفتـوح لما بتحب بتخلـص،،،
فاهمني يا سليم؟
أومـأ سليم برأسه في تفهم،،كذلك هـبّ واقفًا ليقترب أكثر من السيد ناجي ويطبع قبله حانيه علي جبينه قائلًا،،،
-من غيرك،،مش عارف كُنت هفهم الدنيا دي ازاي؟!...إنت كـنز في صوره بني آدم وربنا بعته ليـا علشان يعوضنـي حنان ابويا وفقدان الصاحب.
---------
-اديلها ساعتين يا باشـــا في العمــاره مع بنت تاني..والشاب وصلهم ومشــي.
أردف كمـال بتلك الكلمات في ثبات وهو يقـف بجوار البنايه مُباشـره ليتبع خُطواتها بينما تابع عاصم بنبرة هـادره،،،
-اوعي تشوفك..لانها عارفاك كويس جدًا.
كمال بتفهم:تمام يا باشـا،،،
ومن ثم إستئنــف حديثـه مُجددًا بنبرة سريعه مُترجلًا بعيدًا عن البنايه،،،،
-سليم رجعلهم بالعربيه تاني يا باشـا.
عاصـم بنبرة هـادره:خليك وراهم.

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن