الحلقه (14).."هو ليّ".
--------
هبّت عاصفـه هوائيـه إنتشلت الوشاح عن كتفيها،،لٙم تكُن سوي سحابة صيف ساخـنه،جعلت خُصلات شعرها تتطاير فـزعًا مما تري،،تراجعـت للخلـف قليلًا لتسقط بعضًا من خُصلات شعرها علي وجهها،،،
وأخيرًا خرجت من حيز زُعرها وهي تُردد بنبرة مُرتعشه،،،
-إنت عرفت مكاني منين؟!..وعاوز مني ايه؟
رمقهــا عاصــم بنظره حـاده ،واضعًا يده بجيب بنطاله وقد إرتسمت إبتسامة مُستفـزه علي وجهه قائلًا بصوتٍ جامد،،،
-وحشتينـي.
نظــرت له شـذرًا وسط خوفها ومالت بجسدها للأسفل قليلًا لتلتقط وشاحها ثم تضعه علي جسدها مـره أخري مُحاوله الثبـات في حديثها،،،
-دلوقتي حالًا تمشي من هنا وإلا..،
قــاطع حديثها ليمد يده إليها حتي أحكم كلتا ذراعيه حول خصرها لتصطدم بصدره وقد عــاد بها للخلف قليلًا حتي إصطدمت بالحائط وهنا ردد بصوتٍ خافتٍ يملؤه القسـوه والتهديد،،،
-القطـه ،ما تهددش أســد.. وبعدين يا حلوه هنمشي ســوي..وإنتِ معايا ،وهنتجـوز وتنسي العيل اللي بتحبيه،وكمان الحـي المُقرف اللي عايشه فيه دا.
قــامت بوضع كفيها في منتصف ظهره مُحاوله إبعاده عنها وهي تشيح للجـهه الأخري في نفور من لمساته لها ،لتُردد بنبرة ثابتـه،،،
-سليم أرجل منك،،ما بيستغلش ضعف بنت علشان يشبع جبروته..ما استناش مني في يوم مقابل..لكن إنت قـذر..زباله ومريض..وانا مش هكون لحظـه معاك..انا اموت ولا إني اكون ليك،،،انا لـ سليم ومفيش قوه تبعدني عنـه..دا غير إنه لو شـافك هيقتلك.
تشنجــت عضلات وجهه بشكلٍ ملحوظٍ وهو يصـر علي اسنانه بغضب ،ليحكم قوه أصابعه حول ذقنها يكاد يُفتك بها ومن ثم ردد بنبرة أشبه بفحيح الافعي،،،
-كبرتي وبقيتي تستهوني بقوتـي يا حلوه.
نـوراي بثبات أكثر:كبرت علشان بيحمينـي راجل ..يا جبان.
إستشــاط هو غضبًا ،،نظر في عينيها ليقرأ فيهمـا الثبات ولكنه يعرف تمامًا مــدي خوفها منه،،مهما تظاهرت بالقـوه وهنا رفـع كفه للأعلى وراح يضرب وجهها في قـوه مُردفًا بحدته المعتاده،،
-شكلك حنيتـي لأيام زمان يا نـوراي هانم.
خــارت قواها الضعيفه امام صفعه منه لتسقط أرضًا مُصدره تأوهًا خافتًا،،خوفًا من أن تستيقظ روفيدا وتنقلب الأجـواء وتصل لذروتها،،،،
رمقتـــهُ نــوراي في هــدوء وضعف شديدين..جعلته يبتسم في عجرفه لحالها،بدأت هي تنزف الدماء من جانب شفتيها ومن ثم بادلته نفس الإبتسامة وفجــــأه،،،
راحــت تضربه بقدمها في مؤخـره قدمه،فقد تعلمت من سليم كيف تتصـرف في مواجهه مثل هذا الموقف،ليتـأوه هو في ألم جــارف حتي سقط أرضًا بجانبها لتُردد هي بإبتسامه مُنتصره من بين وجعها،،،
-دي بس حاجه بسيطه،،علشان تفهم إني مش زي زمــان..وافهم كويس إني لو صرخـت الحي كُله هيكون في ثواني تحت البلكونه،،ووريني هتخرج سٙليم أزاي..اصل هنا مش قصرك المُبجل وقت ما تأذيني وتقولي أصرخي محدش هيسمعك..الموقف إختلف.
لٙم تستطع تحمل وجعها أكثر من ذلك،،ف أين هي من قوته؟!..وخـاصه عندما اسرع بإلفاف خُصلات شعرها بين يديهِ مُردفًا بحــده،،،
-هترجعيلي برجلك..لو مش دلوقتـي فـ بعدين،،بس هترجعي وإنتِ خسرانه وقتها.
ســالت الدموع علي وجنتيها وهي تصرخ في صمت وهنا رددت بنبرة مُتألمــه،،،
-وجودي معاك..هي اكبر خسـارة.
نهــض عاصــم عن الأرض ومن ثم عـدل من وضعيه ثيابه ثم رمقها بنظـره جامده مُرددًا وهو يذهب من حيث أتـي،،،
-غلطانه،إنتِ لسه ما تعرفيش الخسارة الكبيره..بس قريب هتعرفيهـا.
راقبتــه بعينيها في كـره حتي غــاب في ظلمه الليل بينمـا ضغطت هي علي عينيها في توجـع ومازلت تجلس في مكانها قائله بنبرة خافته،،
-يا تري هتعمل ايه تاني!!!..ليه مش عاوز تسيبني في حالي وياتري قصدك ايه بالخسارة الكبيره؟!
مـــر الكثير وهـي لا تزال ساكنه الحـركه في مكانها،لا تملُك شيء سـوي البُكـاء بحُرقة لتجـده يطرق باب الشقـه بهدوء شديد،،،
أســرعت بالنهوض فــورًا ،أخـذت تسير صوب الباب بخُطي مُتثاقله وكانت حالتها لا يرثي لهـا وهنا ردد سليم من خلف الباب بصوته الحنون،،،
-نــوراي؟!!..إنت صاحيه؟!
وقفـــت امام الباب مُباشــره وقامت بوضع كفها علي فمها ،لتظل دموعها حبيسة أعينها دون أن تصدر عنها ذاك الصوت الذي يُقلقه،،لتجده يعــاود هتافـه،،فهو يعلم تمامًا انها لا تستطع النوم إلا عندما يصل إلى المنزل،،
في تلك اللحظة تنهـدت هي بثبات ثم تابعت من بين دموعها،،،
-لو سمحت يا سليم..اطلع دلوقتي.
لٙم يفهم سليــم ما تفوهت به بعــد،،حيث ردد بنبرة مُتسائله،،،
-مش فاهم؟!..في ايه يا نوراي،،افتحي الباب دا ،،وصوتك متغير ليه؟!
نـوراي بإختناق: مفيش..ومش هفتح يا سليم..امشي بقي لو سمحت.
سليم بضيق:نـوراي إنتِ بتعيطي؟!
نـوراي بإيجـــاز:شويه برد..تصبح علي خير.
سليم بعدم إقتنــاع وهو يتجه صــوب الدرج،،
-اللي يريحـك..وانتِ بخير.
--------
"في صباح اليوم التالي،،،
أنت تقرأ
هو لى
Romanceمسلوبـه إرادتُهـا،ذات ماضٍ لم تكُن هي سوي ضحيتـهِ،،ماضٍ اُستعمل كـ سلاح ضدها..لتُسجن داخل حاضرها المُعتم،وتُصبح أداه لذاك السادي،،ولا يُمكنها أن تصرُخ مستغيثـه سوي داخل نفسها..لتجـد وأخيراً بريق امل يتسلل داخل عتمتها ويمُر امام عينيها ثم يُكسبها لمع...