18

14.4K 524 22
                                    

الحلقه (18).."هو ليّ".
----------
إنتصــب واقفًا عن الأريكة والغضب يحتل قسمات وجهه بقوة..قــام بوضع كفه علي عُنقه في إختنـاق مُتنهدًا بآسي ،حيث ردد بنبرة واجمه،،،
-نــوراي في كفه..وحياتك كُلها في كفه يا عاصم باشــا..نجحت أنك تخرج أسوأ مـا عندي..بس ما حسبتهاش كويس..علشان أسوأ ما فيا فوق كُل توقعاتك السطحية.
كــور قبضة يده في إصـرار ..يمُر بين الأثاث القديم ذهابًا وإيابًا كالليث الجريح ليجد شقيقته تنظُر له في إشفاق مُردفـه،،،
-سليم إنت كويس!!!
تـوقف سليم بمكانه في الحـــال ثم صدرت منهُ إبتسامة بارده قائلًا...
-بخير ما تقلقيش..رايحه الشغل؟!
روفيدا وهي توميء برأسها إيجابًا:
-أه مش عاوزه أتأخر أكتر من كدا.
سليم بتفهم:طيب يلا علشان أوصلك..قبل ما اروح شغلي.

إستعـدا للذهاب معًا..فـ إلتقطت روفيدا حقيبه كتفها وما أن إلتفتـت ناحيته ببصرها حتي وجـدته ممسكًا بهذه الدُميه في ثبـات فقد نسيتها داخل هذا البيت القديم،،،
سحـب جُرعه لا بأس بها من الهواء إلي صدرهِ..فقد خنقتهُ الدموع التي هي بحاجة للتحـرر وبشده وما أن لاحظ تركز نظرات شقيقتـه إليه حتي ألقي بها بعصبية خفيفه وإتجه صوب الباب مُردفًا بهـدوءه المعتاد...
-يلا بينـا.

قـــاد سيارته حيث مقر عمل شقيقته،،مُركزًا بصره في الطريق بوجهٍ عٙبوسٍ..بينما تنظُر إليه روفيدا بين الوقت والأخر وقد ضاق صدرها من حالته تلك...
إصطــف سيارته أسفل البنايه وهنــا وضعت روفيدا كفها مربته علي كفه بحنو ،،وقد ثقُل الإختناق في نبرآت صوتها قائله،،،،
-بالله عليك ما تزعلش..مش عاوزه أشوف الوجع دا في ملامحك.
سليم ناظـرًا لها بحنو:
-الوجع مش لينا يا روفـا.. شويه زعل وهيروحوا لحالهم..يلا علشان ما تتأخريش علي شغلك وخلي بالك من نفسك.
روفيدا بنبرة هادئه: حاضر.
تــرجلت روفيدا خـارج السياره ليقودها هو بحركه جنونيه مُتجهًا بعيدًا عن المكان.
-------
"داخل قصـــر عائله الدالـي،،،

-نـورتي بيتك يا بنتي بس أتمني إن ما يكونش حد غصب عليكِ..إنك ترجعي؟!
أردف السيد فـؤاد بتلك الكلمات وهو يجـوب ببصره بينها وبين عاصـم الذي يجلس إلي الأريكة في ثبات واضعًا قدمًا فوق الأخري،،
تلعثـمت نــوراي في حديثها قليلًا وهي تنظُر له بثبات...
-لا انا اللي رجعت بنفسي يا عمـو.
فـؤاد بتساؤل:
-بس مش غريب موضوع الخطوبه اللي خرج فجـأه دا ؟!!
إعتــدل عاصم في جلستهِ ومن ثم رمقها بنظـره ثاقبة مردفًا بثبـات...
إحنا الإتنين عاوزين بعض..وأخدنا قرار مستقبلي علي إنفراد وبلغناكم بيه..في مانع يا فؤاد بيه !!!
هـبّ فؤاد عن مقعدهِ منتصب الهامـة ،،عــدل من هندامهِ بثبات ...ثم تابع بنبرة هادئه،،،
-دي حياتكم وإنتوا اللي هتعيشوها..إتفضل قدامي علشان عندنا شغل.
أومـــأ عاصم برأسه مُتفهمًا..لينتصب في مكانه واقفًا وبعدها غمز لها بعينيه ثم ســار تابعًا لخطوات والدهُ....
كــانت إلهـام تُتابع حديثهم في صمتٍ ،،فقد إئتكل داخلها لعودة نــوراي فهي تُبغضها بشـده وتري أنها لا حق لها بالتواجُـد في هذا المكان..وكذلك لا حق لها في أن ترث شيئًا منه...
نهضــت نوراي عن مقعدها في الحـــال ،تنظُر أمامها بنظرات فارغـه بينما أوقفها صوت إلهـام عن السير قائله بحـده،،
-رجعتي ليه يا نوراي؟!
أطلقـــت نوراي ضحكه عاليه يملؤهـا الكُره والإنكسار بينمـا قطبت إلهام حاجبيها بإستغراب وغيظ قائله...
-بتضحكي علي أيه؟!

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن