الحلقه (10).."هو ليّ".
---------
قـرّب كف يدها إليه وبدأ يُقبل باطنه في شغفٍ يكسوه الحُزن لحالتها تلك حيث تابع بنبرة ثابتــه،،،
-زي ما سرقتي قلبي،،لازم اسرق ضعفك منك..عارف إن الدُنيا بالنسبه لك هي الست دي،،وعارف إن كُل حاجه نقصاكي هي اللي كانت بتكملها..بس دي الحياه يوم فيها وفي ثانيـه ما بنكونش موجودين.
تنهــــد بثقلٍ في تلك اللحظة ومن ثم مــال بجذعه للامـام ليقترب من رأسها ويطبع قبله حانيه عليها،،،
أحس بألم يكــاد يُفتك برأسه وهنـا جلس إلي المقعد مُجدداً ورمــي برأسه للخلف ،مُغمضــًا عينيه...
---------
ثبتت مُقلتــي عينيه بإتجاه اللا شيء وهو يجلس بجانب تلك العجوز التي إنتقلت روحها للأعلـي حيث قام بوضع الغطــاء علي وجهها بعدما قبلها بثبات،،،
جلس السيد فؤاد إلي الأريكة وهو يضع رأسه بين كفيه،،لا يستطع البُكــاء..لا يليق به،،يجب أن يتماسك أكثر من ذلك فوضع كهذا يستوجــب الثبات الإنفعالـي،،،
في تلك اللحظة إلتفــت عاصـم بإتجاه جدته حيث وقف قبالة الفراش لتخونه عٙبره حاره تسقط علي وجنتـه..أبعدها عاصم في عصبيه ومن ثم تابع مُتجهًا بحديثهِ إلي راضي،،،
-المُغسله جت ولا لسه؟!
راضي بحُزن:انا كلمتها وهي علي وصول يا عاصم باشــا.
أومــأ عاصم برأسه مُتفهمًا ومن ثم وضع يديه في جيب بنطاله بثباتٍ شديدٍ ليُتابع فؤاد بنبرة خافتـه،،
-خلينا نجهز كُل حاجه..علشان نلحق ندفنها الصُبح بدري.
--------
في فجــر اليوم التالي،،
فتحـــت عينيها بصعوبه وقد أحست بأن الدوار مازال مُسيطـرًا عليها لتعتدل في نومتها جالســـه ومن ثم تنظُـر إلي يدهـا مُتذكره أحداث اليوم السابـــق وهنا وقعت عيناهـا عليه حيث غفـا علي مقعده من شده الإرهــاق،،
شعــرت نــوراي بغصه في قلبهـا ومن ثم عــاودت البُكاء من جديد واضعه يدهـا علي فمها حتي لا تـوقظه ولكنها لٙم تنجح في ذلـك فبدأت شهقاتهـا تعلــو تدريجيًا حتي فتـح هو عينيه بتباطـؤ من أمرهِ ومن ثم رمقهـا بخوفِ قائلًا،،،
-إنت كويسه يا نــوراي؟!
إرتعشــت فرائصها وبدأت الدموع تنهمـر من مُقلتيها بغزاره ومن ثم تابعت بنبرة واهنـــه،،،
-ماما صفيــه..سابتنـي يا سليم.
مســح سليم علي وجهه في ضيقِ من إنهيــارها،،فوجعها يؤلمـه أضعاف ما تشعر هي به ليلتقط كفها ثم يُتابع بنبرة هادئه،،،
-نــوراي..اهدي علشان خاطـري..ادعيلها بالرحمه وخليكِ قويه..لأن ضعفك دا مش هيرجعهــا.
نـوراي بحُزن:كان نفسي اشوفها واحضنهـا اوي يا سليم.
سليم بإبتسامه هادئه:تتقابلوا في الجنه إن شاء الله ولو بتحبيها بجد ..ادعيلها وبس..وقفي دموعك علشان الدموع دي بتأذيها اوي.. موافقه انها تتأذي بسببك؟!!
نـوراي وهي توميء برأسها سلباً في بكاء،،،
-لا،
بس انا عاوزه احضر الدفن..لو سمحت يا سليم،،عاوزه اودعهـــا.
حـــك سليــم ذقنه بإصبعيه في تفكير إستغرق دقائق وكانت تُراقب إجابته بلهفه وأعينٍ حمـراء من كثره البُكــاء ،وأخيرًا تابع هو بنبرة مُتسائله،،،
-قولتيلي في واحد في القصر كُنتِ بتعرفي اخبارهـا منه؟!
نـوراي بنبرة هادئه:عمـو راضي.
سليــم بثبات:اه هو دا.. كلميه ناو واعرفي منه الدفن هيكون أمتي وفين؟!
أمـــد سليـم يده لها بالهـــاتف الجــول،لتلتقطه هي في عجاله من أمرها ومن ثم أجرت إتصالًا به ولكن دون إجابه،،،
أخفضــت نــوراي يدها عن أذنيها بخيبه امل حيث رددت بنبرة مُختنقــه،،
-مش بيرد عليا.
سليم بهدوء: أكيد مشغول بإجراءات الدفن.
ومـا أن إنتهي سليم من جملته تلك ليجد الهاتف يُعلن عنه مجيء إتصالًا ،،،
نظــرت نـوراي للرقم في لهفه ومن ثم أجـــابت علي الفـــور مُردده بنبرة مُتلعثمــه،،،
-عمو راضي؟!!!
راضي بهدوء:إنتِ كويسه يا بنتي؟
أخرجـــت في تلك اللحظة زفيـرًا مُتثقلًا بالأوجاع والهمـوم ومن ثم رددت بنبرة مُنكســره،،
-انا كدا مش هشوفها تاني خلاص؟!
راضي بحنــو:ادعيلها وهتشوفيها في حلمــك.
نــوراي بنبرة مُتلعثمــه:ممكن تقولي مكان الدفن فين وامتي؟
راضي بحُزن:اوعي تيجي يا نوراي..عاصم مش هيسيبك دا بقي اسـوء من الاول.
نـوراي بتنهيده ضعيفه:ما تخافش عليا..بس لازم اودعهــا.
تفهـــم السيد راضــي حالتها تلك ورغبتها في توديع جسدها قبل أن يتواري تحت التراب حيث أخبرها بكُل التفاصيل ومن ثم أغلقـت معه علي موعد باللقـــاء،،،
رمقهــا سليــم في فضـــول بينما رددت هي بخفوت،،
-الدفنه بعد ساعتين..في مقابر الدالــي.
سليـم بثبات:هنروح..بس هتشوفيها من بعيد.. تمام؟!
نــوراي علي مضض:تمــام.
--------
بـــرزت أشعــه الشمس تُعلن عن صبــاح يوم جديدًا لتنتهـي هي من إرتداء ملابسها التي تلونت كُليًا بالأسـود ومن ثم قامت بإرتداء نظـاره شمسيه تُخفي الكثير من قسمـات وجهها وهنا تابعت روفيدا وهي تتجه معها صوب باب الشقه،،،
-خلي بالك من نفسك يا نـوراي..انا مش خايفه عليكِ ،لان سليم معاكِ..بس خايفه من تصرُفاتك المتهوره..وبإذن الله اول ما ارجع من الجامعه هقولك عن مفاجأة هتعجبك جدًا
أنهت روفيدا حديثها ومن ثم قامت بطبع قُبله حانيه علي جبين نـوراي بينما تابعت نـوراي بنبرة حزينه،،،
-خير.
إتجهتـــا معــًا لخـارج البنايه حيث كان ينتظرهمـا داخل التاكسي الخاص به ومن ثم ركبتـا معه مُنطلقين حيث مقاصـدهم،،،
"علي الجانب الاخر"
قــــام بعض الرجــال بوضع التـابوت أرضًا ليبدأ التُربي في فتــح القبر بهدوء شديد،،
وقـف الجميع حول المقبره يُتابعــون إجراءات الدفن اولًا بأولٍ وكذلك بدأ الشيخ الموجوده في تلاوة القرءان بصوتهِ الهــاديء وهنـا بدأ عاصـم يُساعد التُربي في إتمام عمله،،،
وصــلت هي بصُحبه سليـم حيث المقابـر وأخذت تُراقب الإجراءات عن بُعدٍ ولٙم تكُف عن البُكـاء لدقيقه واحده ليقوم سليم بضمها إليه في حُزن وتــروي،،،
قام الرجـال بوضعها داخل قبرها ومن ثم أُغلقت المقبره وأُسدل التُراب عليها..لتُتابع نـوراي بإنهيار ونبرة ضعيفة،،،
-هتوحشينـي يا ماما.
لمعـــت عيناه بالدموع وضغط عليها بين أحضانه بكلتا ذراعيه مُحاولًا إخبارها أنه بجانبها ولن يُصيبها مكروه.
بينمــا تابعت نـوراي وهي تنظُر بإتجاه ذاك الشاب مُكفهر الوجـه،، قاس الملامح...
-يا تري..إرتاحـت كدا يا عاصم؟!.
إستمع سليـم لحديثها الخافت مع نفسها ومن ثم إنتقل ببصرهِ حيث تنظُر هـي ،،ليجده نفس الشــاب الذي قابله قبل هذه المـره.
تنهـــد سليــم بقوه ومن ثم تابع بنبرة ثابته،،
-يلا يا نـــوراي نمشي.
نــوراي برفض قاطــع:لا،،
إستني بس هم بيمشوا وانا هروح عند القبر أقرأ الفاتح وبعد كدا نمشي.
صمـــت سليم في هدوء تــام فـ لٙم يرغب في إعتراضه علي ما قالتـه لإحساسهِ بالخوفِ عليها.
وبالفعـــل بدأ الجميع في الرحيل عن المقبره بينمـا قام سليم بإعطـاء رجل المقبره مبلغ من المـــال ليبقون قليلًا بعد ،قبل أن يوصد باب المقبره بتلك السلاسل الحديديه،،
تنهــــــدت نــوراي في آسي وما أن تأكدت من رحيل الجميع وكذلك هذا البغيض حتى دلفـت إلي حيث المقبره بصُحبه سليـم لتجلس امامها في الحال وتبدأ في قراءه الفاتحــه في صمتِ،،،
دعـا سليم ربهُ في تلك اللحظة أن يقويهــا لتتقبل ما مــرت به دون خسائر أكبر فيكفيه رؤيه الضعف في عينيهـا،،،
وقــف سليم أمام باب المقبره ليجد ذاك البغيض تأخذه قدماهـا ويعود إلى المقبره من جديد،،
زفــر سليم زفرة قويه ومن ثم إتجه ناحيتها وقام بنزع وشاحهها الذي يُحــاوط رقبتها وطلب منها أن تضعه فوق رأسها وتُخبيء معالم وجهها أيضـًا،،،
نـوراي بذهول مما يفعل:في ايه يا سليم؟!
أغمـــض سليــم عينيه بقلقٍ عارمٍ ومن ثم ردد بنبرة ثابته،،،
-عاصم هيدخل من الباب حالًا وللأسف مفيش مكان نهرب منه ،غير الباب اللي هيدخل منه حالًا..اوعي احس بضعفك لحظـه او تلفتي إنتباهه.
شُحـــب لون وجهها في خوفِ بينمــا قام سليـم بإمساك كفها مُتجهين معــًا صـوب باب المقبره،،
تـرقرقـت عيناها بالدموع وبدأت تبتلع ريقها في خوفِ عندما وجدته يقف امامهـا وكذلك إرتعشت أطرافهـــا ليضغط سليم علي اصابعها القابعه بين كفيه في ثبات،،
رمقهمـا عاصـم في إستغراب ومن ثم تابع مُتجهـًا ببصره ناحيه سليم،،
-إنتوا مين وبتعملوا ايه هنا؟!
سليـم بنبرة جامده مصوبًا بصره إليه وكأنه يتحداه:انا سـواق صفيه هانم..وجاي اقرأ لها الفاتحـه..إنت بقي مين؟!
جــدحه عاصم بنظره حاده بينما أخفضــت نــوراي بصرها حتي لا يُلاحظ عاصم توترها ويُثيره الشك حيث ردد عاصم بتساؤل عاقدًا حاجبيه،،،،
-انا حفيدها..وليه المدام حاطه الطرحه علي وشهــا كدا؟!
سليم بنفاذ صبر وهو يصطحب نـوراي ويكملان سيرهمــا:أصل عندها حساسيه من التُراب.
ســـار سليم بهـا لخُطوات بعيده عنه ومن ثم ردد بنبرة هادئه،،
-اهدي ما تتوتـــريش.
في تلك اللحظة هتــف عاصم بنبرة هــادره،،،
-إنت اسمك ايه؟!
نــوراي بنبرة مُتلعثمــه:انا هسبقك علي العربيه.
سليم بثبات قبل أن يلتفت له:تمـــام.
وهنــا إلتفت سليم ناحيته مُجددًا والضيق يعتري قسمــات وجهه بينمــا هــرولت نــوراي في طريقها للسيــاره ولكنها بالفعل إستطاعت تأكيد شكوكه بها حينمـا فلتت خُصلات شعرها من الرابطـه الخاصه بهم وأنســدلت علي ظهرها..فـ عاصم يحفظ كُل تفصيله بهــا وهنا ردد بصُراخ ونبرة مُزمجـــره،،،
-نــــوراي؟!!!
إرتعش جسدها بالكـــامل ومن ثم إلتفتت ناحيته والدموع تتساقط من عينيها ليهٙمّ هو بخُطواتهِ ناحيتها...
في تلك اللحظة أغمض سليــم عينيه بنفاذ صبر وقد إشتعلت النيران داخله ليهتف وهو يقف امامـه ويعيق طريقه،،،
-امشــي إنتِ.
نــوراي بنبرة مُنهــاره:لا يا سليم مش هسيبك،،،،
تجـــرع سليــم غيظـه في سعه صبر فقد خشيت هي عليه الأذي من قبل ذاك البغيض،،بينمـا هتف سليـم بها مُجددًا،،،
-امشي حالًا بقولك.
إنصـــاعت نــوراي لحديثهِ علي مضض وأخذت تستئنف عدوهــا لخارج المقبره بينمـا أمسكه عاصـم من ياقه قميصه ومن ثم وجه له تحذيرًا صارمًا،،،
-وحيات امك لأقتلك يا كلب..إنت مين؟!..وايه علاقتك بنوراي!!
رمقــهُ سليم بنظره ثابته وهو يجــوب ببصره بين كفه المُمسك بياقه القميص وملامحـه المُخيفه بالنسبه لنـوراي..اما بالنسبه له فـ عاصم أضعف ممـا تصور في غياب حاشيته،،
صــــر سليــم علي اسنانهِ في غيظٍ ومن ثم ردد وهو يُبعد كفه بعُنفً،،،
-وحيات امي اللي جبت سيرتها دي..إني ممكن أدفنـك هنا ومش هتاخد في إيدي دقايق.
تشنــجت ملامح وجه عاصم،فـ لٙم يُقابل تهديدات من أحد مُسبقـًا فالكُل يخشــاه وبشده وهنا اكــال عاصم لـ سليم لكمه مُفاجأه بينمـا ثـــار سليم عليه وأسـرع برد لكمه له مُستخدمًا رأسه حتي خارت قوي عاصم وسقط أرضًا بينما تابع سليـم بإبتسامه مُتهكمــه،،،
-اجمــد يا جدع في ايه،،مفيش راجل بيقع الوقعه دي؟!،،
اه وصحيح لو عاوز نــوراي اوي كدا...لازم تقابل الوحش الاول.
في تلك اللحظة هـــرول سليم لخارج المقابر وما أن وجدته هي حتي تنفســت الصعـــداء بينما دلف سليم داخل السياره وساقهــا بسُرعه جنونيه.
علي الجانب الأخر،،
ظل عاصم يضرب الأرض بكفيه في قــوه ويسبهُ بألفــاظ قاسيه ومن ثم نهض عن الأرض وأخـذ يُهرول مُحاولًا اللحـــاق بهم ولكن دون جــدوي ،،حيث إستطــاعا الهرب بدهــاء سليم..فـ أكثر ما أثار حنق عاصم ،هو تحدي سليم له ونظـرات القوه والتهكـم التي صوبها له،،فإندلعت نيران الإنتقـام منه أيضًا وبذلك تم إضافة سليـم إلي قائمــه المبغوضيـن بالنسبه له،،،
إلتفــتت بجسدها بالكامل ناحيته وكاد الفضول أن يقتُلها لمعرفه ما حدث عند ذهابها لتجده يبتسم إبتسامة ثابته ناظرًا حيث الطريق امامـــه،،،
عضـــت نــوراي علي شفتيها وأخذت تفرك كفيها ببعضهمــا ومن ثم رددت بنبرة مُرتعشه،،،
-سليــم..إنت كويس؟!
في تلك اللحظة إلتفت سليم ببصره ناحيتها ومن ثم ردد بنبرة هادئه،،
-اه طبعاً كويس..إنتِ شايفه ايه؟!
نوراي بتلعثم:ايه اللي حصل بينكم؟!!
سليم بثبات:ضربته..عادي يعني.
جحظـــت عيناي نوراي في ذهول وهي تضع كفها علي فمها ثم رددت بنبرة مصدومه،،،
-ضربتـه!!!...وبكدا حٙطك في دماغه ومش هيسيبك.
سليـم بضحكه بارده:قصدك انا اللي حطيته في دماغي..وهنلعب عسكر وحراميه سوا..واتمني ينبسط معايا.
إبتلعــت نوراي ريقها في قلقِ وأخذت تنظُر لقسمات وجهه الذي يبدو عليها الأريحية التامـــه بينما ردد هو بتساؤل،،،،
-بس هو عرفك ازاي وإنتِ مغطيه وشك؟!
نوراي وهي تنظر من النافذه:من شعري اكيد.
سليم بضيق:دا عارف كُل تفصيله فيكي بقي؟!
نوراي بغضبٍ:كُل حاجه فعلًا.
رمقهــا سليــم ببرود ومن ثم ضرب مقود السيارة بقبضته في قوه وهنا تابعت نوراي بهدوء وقد احتل الحُزن خلجات وجهها،،،
-شكرًا بجد..مش عارفه من غيرك كُنت هعمل ايه؟!
----------
مــــر اسبوعــان،،بدأت نــوراي تتناسـي ما حدث لها خلال الأيـام الماضيه حيث جاهد سليم كثيرًا في إشغـال وقتها وساعاته بالتدريب داخل الصاله الرياضيه،،فلٙم يترُكها للحظــه واحده،،
تظُن هي أنه يُشفق عليها بأفعـاله،ولا تعلـم أن عُمــق حبها داخله يزداد خفقانـًا،،يُحبها في صمــتِ،،يستخدم حذقته ودهـائه حتي في الحُب ،،تبدو ملامحه وكأنه لم يعرف الحُب مُسبقـًا بينمـا داخله حُب مُتقد،تأكل نيرانه ،داخله بالكامل،،،
قـــامت روفيدا بطبع قُبله حانيه علي وجنتها ومن ثم حملت حقيبتها وهي تُردد بنبرة هادئه،،،
-انا ماشيه للجامعه يا قلبي..خلي بالك من نفسك لحد ما ارجع.
بــادرتها نـوراي بإبتسامه هادئه لٙم تصل لثغرها بعد وهنا تنهدت روفيدا بحُزن قائله،،،
-نفسي ترجعي لطبيعتك يا نوراي.
إتجــهت روفيدا علي الفــور خارج البنايه بينمـا ظلت نوراي تنظُر من شرفه غرفتها تُراقب مجموعه من الأطفال يلعبون الكُره بالشـــارع،،
في تلك اللحظة تنهـــدت نـــوراي بعمقٍ مُتذكره حديثه معهـا وأكثر العبارات التي كان لها أثر سلبيـًا علي قلبها حينما قال لهــا،،،
-"بحميكي منه،،علشان شايفك ضعيفه وعاوزك تكوني اقوي..وبما إني مُدرب كاراتيه وبحب ان العدل يسود ،،فقررت أدربك ،علشان تواجهي الدُنيا بنفسك"،،
هكـذا كانت تظُن في السابق وبالأمس أكــد هو لها صحـه ظنونه،،رغم أن تلك الظنـون بالفعل خاطئــه،،،
هو يُريدها قويه ويري أن الحُب ضعف،،وهذا يتنافـي مع أهدافه ناحيتها...
زفــرت نــوراي زفره قويه تحمل الكثير من الآسي ومن ثم إلتفتت ناحيه مرآتهــا حتي وقفت امامها مُباشـره،،
جــذب إنتباههـا وجود هذا المقــص الموضوع امامها ،،فشعرت انها تُريد تغيير شيء مـــا بها،،لذلك إلتقطته في هـدوء وبدأت بتحويل خُصلات شعرها امامها وهنـا وجدته يهتف باسمها بالخارج،،،
سليم بإستغراب:نـوراي؟!!..روفيدا؟!!!
لٙم تستجب هي لهتافهِ أبدًا ،لذلك قـرر هو الدلـوف داخل الغرفه عندما وجد بابها مفتـوح وهنا تابع بنبرة هـــادره،،،
-نــوراي!!!..إنت بتعملي ايه؟!
تابعت نــوراي بنبرة بارده وهي تنظُر صوب المرآه،،،
-بقص شعـري..هتشفق عليا في قص شعري كمان؟!
أغمــض سليم عينيه بنفاذ صبر ومن ثم تابع وهو ينتشل منها ذاك المقــص،بنبره صارمــه،،،
-اوعي تفكري تقصيه أبدًا.
رمقتهُ نــوراي بغضبٍ هائل ومن ثم قامت بإزاحته بكلتا يديها الضعيفتين قائله في ضيق ونبرة عاليـه وهي تشير بأصابعها ناحيه باب غرفتها،،،
-اطلع برا يا سليـم..مش عاوزه اشوفك تاني..ولا محتاجه شفقه من حد..سيبوني في حالي بقي..وخُد أختك معاك واعتبروا الشقـه لسه مهجوره زي زمان..انسوني عاوزه اعيش لوحــدي.
عقــــــد ذراعيه امام صدره ،مُنتظـرًا إنتهاء صُراخهـا وهنا ردد بنبرة هادئه،،،
-خلصتي زعيق.
إنهمـــرت الدموع علي وجنتيها،،فأصبحــت تحمل أوجاعًا وهمومًا فوق قدرات تحمُلها لذلك أسرعت بالدلوف خارج الغرفه وما أن وصلت إلي باب الشقه الذي كان مفتوحًا بالفعل،،حتي فتحتـه علي مصرعيهِ قائله بنبرة جـامده،،،
-انا بكرهك..أطلع برا.
إقتـــرب سليــم منها في تلك اللحظة ومن ثم ضغط بقبضه يده علي أحد ذراعيها قائلًا في جـديه،،،
-نـوراي ..ممكن تهدي.
أبعــدت ذراعه عنها بقوه ومن ثم تراجعت خُطوتين للخلف قائله بنبرة مُتهكمه،،،
-انا هاديه جدًا..ممكن بقي تُخرج من حياتي للأبـد.
سليـم وهو يرمقهـا بحنو واضعًا يده في جيب بنطاله،،،
-ممكن إنتِ تخرجي من قلبي الأول..وانا اوعدك هخرج من حياتك.
رمقتـــهُ هي في ذهول من أمرها،،هل إعترف بحبه أخيرًا..تكلم الحجر كما قالت روفيدا..شعــرت برعشه في جسدها وبدأت تنظُر له بملامح سعيده فتاره تضحك وتاره تبكي بينمــا فرد هو ذراعيـه لهـا ،لتُهــرول ناحيته وتقوم بإحتضانه في سعاده غـامره،،،
ضحك سليــم بشده علي تغير ملامحـه بكلمه منه وسرعه رضــاها بأقل إمكانياته وهنا طبعت هي قبله علي وجنته قائله،،،
-انا بحبـــك اوي يا سليم.
سليـم بهمس في أذنهـا:عرفتي انا واقف جنبك ليه؟!..الشفقه مافيهاش إصـرار..الإصـرار دا أحد صفــات الحُب.
أغمـــضت عينيها علي كتفه دون أن تتحدث بكلمه واحـده،ليُلاحظ سكونها بين أحضانه وهنـا تنحنح بنبرة مـرحه قائلًا،،،
مش عاوزه تشوفي جايبلك ايه معايا؟!
نـوراي بفضول:ايه؟!
قـــام سليم بإخراج علبه من القطيفه ورديه اللون ومــا أن قــام بفتحها حتي هتفت نـوراي بفرحه،،،
-حلوه اوي..سلسله وبومه كمان..وكمان فضيه...ربنا يخليك ليا.
إقتـرب منها سليم ثم قام بطبع قُبله حانيه علي جبينها مُرددًا بحُب ،،،
-لفي بقي..خلينـي البسهالك قبل ما أتأخر علي الشُغل.
قـــامت نــوراي بإبعاد خُصلات شعرها ليقوم هو بإلباسها القلاده ومن ثم تابع بنبرة حانيه،،،
-هتوحشينـي..يلا سلام.
لـــوحت له بيدها وما أن دلف خارج البنايه حتي هــرولت ناحيه الشرفه لتختلس بعض النظــرات إليه من خلالهـــا...
قـــاد سيارته حيثُ العمـل بينما أخذت هي تتـرنح علي الفراش بسعاده غير معهـوده بالنسبه لها وقد تبدل حالها تمامًا وأصبحــت ذات وجه مُشرقًا من جديد ،فكم كانت بحاجه لحُبه حتي تقــوي علي همومها من جديد،،وفي تلك اللحظة وجــدت نسمه تُردد بإستغراب،،،
-إنتِ إتجننتي يا نــوراي.
توقفـــت نـوراي عمـا تفعل ومن ثم تنحنحت قليلًا وهي تنزل عن الفراش قبل أن تُتابع بنبرة هادئه،،،
-ازيك يا نسمــه؟!
إتجهـت نسمه إليها ثم قامت بإحتضانها في هدوء ورددت بنــدم،،
-احنا صحاب يا نــوراي ومش هنفضل زعلانين من بعض طول العـمر..وبعدين انا حبيتك اوي وفهمت بردو إن الحُب مش بالعافيه..ونصيبـي محدش غيري هياخده..فاطمنت.
إرتسمــت إبتسامة عريضه علي ثغــر نـوراي وهي تحتضنهــا هي الأُخــري ومن ثم رددت برقه،،،
-انا كمان بحبك اوي..ومش عوزاكِ تزعلي مني أبدًا.
نسمه وهي تبتعد عنها قليلًا:بتحبيه يا نـوراي.
قـــامت نــوراي بطبع قُبله حانيه علي جبين نسمه وبعدها تابعت وهي تجلس بصُحبتها علي الفراش،،،
-مش هكذب عليكِ..انا بعشقـــه..هو شعاع الفرحه بالنسبه ليا..الفرحه اللي اتحرمت منها من سنين كتير ،،هو كوكب امان مُستقل عن الدُنيـا وانا عاوز اعيش علي الكوكب دا لوحدي...بس مش عاوزه اكون سبب في كسره قلب اي حد ،،فهماني؟!
أومـــأت نسمه برأسها في تفهُـــم ومن ثم تابعت بحنــو،،،
-ربنا يسعدك ويهنيكِ معاه..سليم راجل ودايمًا قد وعوده وكلامـه..بس تفتكري انا كمان هلاقي نصيبي..ولا محدش هيفكر يبصلي.
نـوراي بلوم:من قال إنك وحشه أساسًا..لازم تكوني واثقه من نفسك بزياده علشان ثقتك الداخلية بتبهـت علي تصرفاتك..الروح لو مش نضيفـه ،ما تتطاقش..وبعدين الشكل الخارجي في ثانيه ممكن يتبدل،،
تخيلي بقي واحده جميله جدًا وروحها بشعــه،،كُل الناس اللي عاملين انهم بيحبوهـا دول..بمُجرد ما يحصلها تشوه والعياذ بالله هيبعدوا عنها..علشان كانوا صابرين عليها لجمالها،،فـ راح الجمال..ازاي هيستحملوا روحها البشعه دي؟!!!..صدقيني جمال الروح ،نعمه من ربنا...خليكِ واثقـه في نفسك أكثر من كــدا.
نسمه بنبرة حانيه: صدقيني مفيش اجمل من روحـك إنتِ يا نــوراي
--------
-يا باشـا إحنا كُل يوم نروح الموقف،،ونسأل عن واحد اسمــه سليم..ومش بنوصل لحاجه،،لأن في اكتر من عشرين سواق بنفس الاسم.
أردف احد رجال عاصــم بتلك الكلمات في ثبات بينمـا إنتصــب عاصــم عن مكتبهِ في إنفعال قائلًا...
-المطلوب منك..تعرفي عنوان العشرين دول..وتجيبلي صوره لكُل واحد فيهم بعنوانه..وتسيب الباقي عليــا.
أنهـــي جملته تلك ومن ثم إتجـه خارج الشركــه كُليًا باحثًا عن نقطـه الإنتقــام الخفيه،،كعادته كُل يومٍ،،،،
---------
وقفــت تجوب ببصرهـا في المكـان تُلقي الأوامــر علي مسامع المنظمين للإنتخابـات بالجمعيه لتأتي إحدي صديقاتهـا ثم تُردد بنبرة ثابته،،،
-المكــان كدا بقي جاهز لإنتخابات بكرا..بس تفتكري لو كسبتي ..ايه خططك الجايه..والجمعيه هتبقي الراعي الرسمي لأي مؤسسات؟!
أطلقـــت إلهــام ضحكه مُتهكمه ومن ثم تابعت وهي تجلس إلي أحد المقاعد في تجبرِ،،،
-اعتبر نفسي كسبت..وقررت أوجه شُغلي للملاجيء وفصـــول محو الأمية.
-------
قـــام سليــم بإسناد ظهره إلي التاكسي الخاص به يتذكـر مرحها ومـزاجيتها المُتقلبه تلك،،فهو الآن يعشقها وبشــده..وأخيرًا بات يعترف بهذا داخله،،،
قطــع شروده في تلك اللحظة مجيء شريف صديقه الذي ردد بنبرة هادئه،،،
-فينك يا بني..بقيت تيجي فتره صباحيه بس ومش بنتقابل.
سليم بهدوء:كُنت محتاج شويه راحه يا صاحبي.
شريف بتتابع:الموقف الفتره دي مقلوب..كُل يوم شويه رجاله لابسين بدل ،،ييجوا يسألوا عن اسم واحد والغريب أن الواحد دا اسمه سليم،،
انهي سليم بقي مش عارف..اوعي تكون إنت اللي بيدوروا عنه.
إنتبه سليــم لحديث صديقه ومن ثم تابع بنبرة مُتسائله،،،
-وايه اللي حصل بعد كدا؟!
شريف بإستكمال:مفيش..مش بنديلهم عُقاد نافع..الموقف مليان سواقين عندهم نفس الاسم..وهم مش معاهم صوره للشخص اللي بيدوروا عليه..وبعدين انا مش مـرتاحلهم،،،
حــك سليم ذقنه بكف يده في ثبات ومن ثم تابع في حيره مُحدثًا نفسه،،،
-"بس هو عرف اسمي منين؟!"
في تلك اللحظة ذهـب بذهنه لما حدث قبل اسبوعين عندما هتف بها أن تسبقه إلي السياره وحينها رددت هي اسمه بنبرة باكيه حين قالت،،،
-"لا ،،مش هسيبك يا سليم"،،،
إستفـــاق من شروده علي صوت صديقه مُرددًا بتساؤل،،،
-هترجع البيت ولا هتكمل لورديه بالليل؟!!
سليم بجمود وإبتسامه ذات مغـزي:مكمل لورديه بالليل طبعًا .
-----------
-مبســـوطه اووووي يا عمو ناجي..أخيرًا اتكلم.
اردفت نــوراي بتلك الكلمات في سعاده وهي تجلس إلي الأريكة بجانبه بينمـا ردد ناجي بنبرة حانيه،،،
-ربنا يسعدكم يا بنتي...وطالما قالك بحبك،،تبقي بقيت اغلي عنده من روحـه،،
فياريت يا نــوراي ،ما تتعبيش روحـه أبدًا.
نـوراي بحُب:بعد الشـر عنه.
قطــعت نسمه حديثهما وهي تضع اكواب الشاي إلي الطاوله حيث رددت بنبرة مُغتاظــه،،،
-كلت دماغي من الصُبح يا عم ناجي.
ناجي بحنو:عقبال ما تلاقي اللي بتحلمي بيه يا نسمه إنتِ وروفيدا،،
ومن ثم إستئنف حديثه قائلًا :امال فين روفيدا صحيح.
نسمه بإستكمال:كلمناها وقالت انها راجعه من الجامعه وقربت توصل.
ومـا أن أنهت نسمه جملتها حتي وجدوا طرقات علي باب المنزل لتهتف نسمه بضحك،،،
-اهي جت.
قـــامت نسمه بفتح باب المنزل علي الفـــور وما أن دلفت روفيدا للداخــل حتي رددت بنبرة سعيده،،،
-وأخيرًا ..لقيت المشروع اللي هنعملـه.
الجميع في نفس واحد:ايه؟!!!!!!
تابعت روفيدا وهي تقفذ في مكانها بنبرة مـرحه،،،
-محـــو أميه....!!!!!!
يتبع
#علياء_شعبان
خمسين comments و 100 vote وأنزل اللى بعده
أنت تقرأ
هو لى
Romanceمسلوبـه إرادتُهـا،ذات ماضٍ لم تكُن هي سوي ضحيتـهِ،،ماضٍ اُستعمل كـ سلاح ضدها..لتُسجن داخل حاضرها المُعتم،وتُصبح أداه لذاك السادي،،ولا يُمكنها أن تصرُخ مستغيثـه سوي داخل نفسها..لتجـد وأخيراً بريق امل يتسلل داخل عتمتها ويمُر امام عينيها ثم يُكسبها لمع...