الحلقه (17).."هو ليّ".
----------
تبعـثرت نفسه وهو ينصت لحديثِ والده المُبهم،أخـذ يضرب بأطراف أصابعه علي سطح المكتب وقد تلون وجهه بالحُمره الداكنه من شـده الضيق قائلًا في حيره من أمـره...
-جثـه طفل؟!..وأيه علاقه دا بإصدارتنا!!..وبتعمل ايه في الشحن!.. ومين اللي عاوز يأذينا بالطريقه الغريبه دي ؟!أنهي جملته الأخيرة ومن ثم وضع رأسه المشتت بين كفيه ليتابع فؤاد بنبرة حزينه،،،
-بس الغريب إن صاحب الشحنه واللي المفروض هيستلمها قال في شهادته إنه إستلمها من شركتنا من فتره كبيره وبرء الشركه تمامًا.
عاصم مُضيقًا عينيه:غريبه؟!..بس خروج الماركه من موطن الشبهات إنجـاز في حد ذاته.
ضرب فؤاد سطح المكتب في عصبيه خفيف حيث بدأ يمرر أصابعه علي جبينه دهابًا وإيابًا قائلًا بوجوم،،،
-المشكله الأكبر في إن الجثه كانت في الشحنه الخاصه بالشـركه...حتي لو خرجنا من الموضوع بس إحنا ما ينفعش نسكت عليه أبدًا.
عاصم بثبـات:وناوي تعمل أيه؟!
فؤاد بنبرة جامده:كُل خير."علي الجانب الاخر،،،
-بقولك أيه يا آلاء..انا متوتره جدًا النهارده..اللي تشوفيه صح اعمليه،،مش كُل حاجه هقولك عليها.
أردفت إلهـــام بتلك الكلمات في عصبيه مُحتده وهي تُحادث مساعدتها هاتفيًا حيث إعتدلت في مقعـدها الهزاز وأغلقـت الكتاب القابع بين يديها ومن ثم ألقته أرضًا بينما تابعت آلاء بنبرة هادئه....
-تمام يا إلهام هانم بكرا بإذن الله همضي العقد مع عدد لا بأس به.
إلهام ببرود :طيب.
---------
جلســوا سويًا في صالة المنـزل يستعيدون عهـد الطفولة وإشتياقهم لهذه الأيام وهنا تابع ماجد بضحك،،،
-طول عُمري بحب الحي دا زي ابويا بالظبط ،،لكن حسن كان شبه ماما عُمره ما حب يعيش هنـا ولما أمي ماتت حسن قرر يعيش في الڤيلا وحملنا ذنب وفاتها..وانا أضطريت أعيش في ڤيلا تانيه وأخدت بابا معايا وتعدي الأيام والحاج ناجي يحن للحي اللي اتولد وعاش فيه وقرر يرجعله ومن ساعتها وحسن أخويا مش بيسأل علينا ولا نعرف عنه حاجه...ورغم وجودي في الحي من وقت للتاني بس عُمري ما أخدت بالي من سليم غير لما كبرنا ولقيتـه صاحب بابا جدًا.
تنهـــد سليــم بهدوء..وهو يتابع بنبرة ضاحكه...
-سليم طالع عينه من طفولته في الشغل..هتشوفه فين بقي!!..هو انا زيك يا عم ماجد مولود في بؤي معلقه دهب؟!
زياد مُقاطعًا بمرح:
-انا بقي..من يومي وان بلطجي حارتنا.
إستمــر الحديث بينهم لـ ساعاتين لينهض ماجد عن الأريكة مردفًا بنبرة جـاديه...
-ربنا ما يقطع لمتنا..وبإذن الله هتتكرر كتير تاني.
سليم بهدوء:أكيد يا صاحبي.
زيـاد وقد إنتصـب واقفًا:خلي بالك من نفسك وما تضغطش علي رجلك كتير ووقت ما تحتاجنا هنكون موجودين بأمر الله.
سليم مُربتًا علي كتفه بحنو:
-تسلم يا زيزو.
إصطحبهم سليـم خارج باب البنايه مودعًا إياهم حتي غادروا المكـان وما أن إلتفــت عائدًا للداخل حتي وجـده تقف أمامه مردفه في غيظ...
-انا متغاظه منك يا سليم.
سليم بنبرة هادئه: ليه بس يا نسمه ؟!
نسمـه واضعه ذراعيها حول خصرها،،،
-أولًا ما خلتنيش أشوف المُز ..وثانيًا قاعدين لوك لوك لوك ..والمسلسل فاتني انا وخالتي.
سليم بإبتسامه ذات مغزي:
-طيب الحقي بقي خالتك بتسمع المسلسل علي اللاب بتاع روفيدا.
هـــرولت نسمه ،صاعـده الدرج علي عجلة من أمرها بينما تابع هو بنبرة خفيفه،،،،
-السلم دا لو بينطق كان اتحسبن عليكِ.
أنت تقرأ
هو لى
Romanceمسلوبـه إرادتُهـا،ذات ماضٍ لم تكُن هي سوي ضحيتـهِ،،ماضٍ اُستعمل كـ سلاح ضدها..لتُسجن داخل حاضرها المُعتم،وتُصبح أداه لذاك السادي،،ولا يُمكنها أن تصرُخ مستغيثـه سوي داخل نفسها..لتجـد وأخيراً بريق امل يتسلل داخل عتمتها ويمُر امام عينيها ثم يُكسبها لمع...