9

20.1K 698 31
                                    

الحلقه (9).."هو ليّ".
---------
جلست علي رُكبتيها أرضاً،وبدأت في لٙملمة الأوراق المُبعثره من حولها،،فهي لا تعلم من أين خرج هذا الكتاب ومن ثم إلتفتت ببصرها ناحيته مُردده بنبرة خافتـه...
-الحُب نقمه؟!
قطبــت حاجبيها في إستغراب وبعده بدأت في جمّع الأوراق وإعادتها من جديد،،،
إنتصبــت واقفه مره أُخــري مُصطحبه الكتاب بيدِها ومن ثم جلست إلي الأريكة وبدأت في إكتشاف مُحتــواهُ..ركزت بصرها في تلك اللحظة حيثُ الأوراق ليأخُذها الفضول لقراءه سطوره وهُنا رردت بنبرة خافته أثناء قراءتها،،
-أحببتُ وبات حُبي نقمـــه لا أُحسدُ عليها..هذا كتابي لا أعلم من سيقرأه ومتي؟!..لكنني وددتُ وبشده أن أُصارح اوراقـي..أتخذها صديقه وأبوح لها بما يؤلمنـي ولن يفهمه أحد من البشر أبداً..فقط هي من تتحمل أوجاعي وحكاياتي بصدر رحب،،،
انا جــانوراي..فتاة فلبينيه..مسلمه الديانه،،ترعرت بمدينه مانيلا عاصمـه الفلبين..كانت تُسمي بمدينه "أمان الله"وتحولت لـ مانيلا في أعقاب الاستعمار الأسبانـي،،ورغم أن الإسلام هو أول ديانه خطـت الأراضي الفلبينيه بعد أن كانت علي الوثنيـه..إلا أن المسلمين ،كانوا مضطهدين بشكلٍ واضحٍ..فبدأنا نسعي لأرزاقنا في بلدان أُخري..هكذا يرسم القدر خطواتي حيثُ مِصـر لتبدأ مسيرتي العمليه والتي تبعتها مسيرتـي العاطفية،،
مصــري الجنسيه وجدتُ به كُل ما أرغبه في شريك أحلامي..بدأت حياتُنا أجمل مما ظننت وكذلك عندما توثق هذا الرابط بقيد الزواج..كُنت أراه نعمـــه من الله ،كافأنـي به علي صبري وسعـه أنفاسي لتـقـبُل عُثرات الحياه ولكن لٙم يدُم هذا طويلاً تحولت النعمــه لمُجرد نقمــه مُتخفيه وتحولت حياتي كبئر مـاء إمتلأ لأخرهِ حتي فـــاض علي الجانبين.
تجهــم وجهها بمُجرد ما رأت هذه الكلمات،جانــوراي؟!!.نعم إنها والدتها..وهذا الكتاب يروي قصه حياتِها،،
في تلك اللحظة بدأت الدموع تنســاب علي وجنتيها حيث مسحت عنها العٙبرات في عصبيــه،،
قاطــع إندماجها المشدوه صوت روفيدا وهي تضع الأكواب علي الطاوله ومن ثم رددت بتساؤل،،،
-بتقرأي ايه؟!
لٙم ترفع نــوراي عينيها عن الأوراق بينما عقدت روفيدا حاجبيها في إستغراب ومما أثار قلقها نحيب نــوراي الصامت ،لتتجـه ببصرها هي الأُخري حيثُ الأوراق،،،
بـدأت نــوراي تقرأ السطور في شغفٍ ولهفهٍ وما زالت تذرف الدموع دون توقُفِ حيثُ إستمرت بتقليب الصفحات الواحده تلو الأخري بحركه جنونيـه حتي ثبتت مُقلتيها أمام بعض الكلماتٍ لتُتابع نــوراي بنبرة مُختنقـه،،،
-لا يجب أن نثق كثيراً في إختياراتنــا..ليس كُل قرارٍ أُخذ عن قناعه صادق وصحيح..الحُب مؤذي ،مـؤذي للغايه لٙم أنل منهُ ســوي حمم أوجـاع تأكُل جسدي..ولكن لن أُعمم القاعده ،فهذا يعــود لسـوء إختياري الذي بدي في اولهِ..اجمل خياراً لــي ،فـ أنا أبغض علي الحُب ويبغض هو علي ،يُلقبنـي بالتعيسـه ،حمقـاء الإختيارات وأُلقبه انا بالنقمـه في حياة أي شخص سعيــد.
-------
-لا مش صح،،الحُب عُمره ما بيقضي علي سعاده صاحبه..مفيش شــك إن مشاعرنا في تقلُب..لأن دي فطره البشر ،كُل يوم بحال ولازم تلاقي شـدّ وجذب،،ودا ما يقللش من قيمه الحُب..وكُل واحد بيشوف الحُب بمنظوره الخاص بيه ،من خلال تجربته الشخصيه..فـ إنت عُمـرك ما هتعرف مفهوم الحُب إلا لو جربته..وعلشان تكون من الناس اللي شايفين الحُب إيجابي ومُميز..لازم تكون إنت مُميز في حُبك..صاحب تضحيه وصبر وتفهُم وإصرار..البنات كائنات ضعيفه جداً..أضعف من إنها تجرح مشاعرك..الأذي ما تخلقش للي زيهم ..إتخلقت علشان تكون ضعيفه وإنت بإصرارك إنها تكون ليك بتقويها..وبكدا العلاقه تاخد الشكل المُتكامل ،قويها بيك يا سليــم ،قولها إنك بتحبها..إعترف وما تبقاش جبان..نبضات قلبك ما تستاهلش منك مُعـافره علشان تِحيـا؟!!
أردف السيد ناجي بتلك الكلمات بينمـا تابع سليم وهو مُتجهم الوجه ينظُر إلي سقـف الغرفه في حيره...
-انا مش واثق من مشاعري تجاهها..ومش انا اللي اسرق قلب واحده منها ،علشان أحاسيسي المؤقته..انا مش انانــي.
طالعه ناجي بنظره هادئه ومن ثم ردد بتساؤل،،،
-يعني إنت شايف إنها أحاسيس مؤقتــه و...
قـــاطعه سليــم بنبرة ثابته وهو يمسح علي غُره رأسه بكفه في عصبيه حيث نهض عن الأريكة،،،
-ومش هتكون غير كدا يا عمــي ناجي..تصبح علي خير.
أومـــأ ناجي برأسه مُتفهمــاً ومن ثم ردد بنبرة هادئه،،،
-وإنت بخير.
---------
"في صباح اليوم التالي،،،
-ممكن افهم ايه اللي إنت عملته دا..إنت نــاوي تجنني؟!
اردفت إلهـــام بتلك الكلمات في عصبيه وهي تُزيح الغطــاء عن إبنِها بينمُا ردد عاصم بنبرة جافـه مُغمضاً لعينيهِ،،
-إقفلـي باب الأوضـه وأخرجي يا إلهــام هانم.
إلهـام بغيظٍ:عاصم ...قوم كدا وفهمني إنت عملت ايه للبنت؟!
إعتــدل عاصـــم في نومتهِ جالســاً ومن ثم زفــر زفرة حانقه وتبعهـا هتافه بنبرة هــادره،،،
-انا مش عيل صغير ...علشان تختاريلي واحده اتجوزهـا..انا اللي اختار مين يدخل حياتي او يُخرج منهـا وسكوتي مش معنـاه ،إني موافق علي تصرُفـاتك دي..انا ساكت بحُكم إنك أُمــي..وبلاش تشوفي مني الوش التاني يا إلهــام هانم.
رمقتــهُ إلهــام بنظره مصدومه ومن ثم صـرت علي أسنانها بغضب عارم،،،
-شكل غيابها جننك ونساك إنك بتكلم مامتك.
عاصم بصرامه:زي ما فاكرها..فاكر كويس إنك أُمي..بس عاصم محدش يجبره علي حـاجه.
أنهــي عاصــم جُملته الأخيرة ومن ثم نهض عن الفراش مُتجهاً خارج الغرفه،،،
ســـار بخُطوات ثابته بين أروقة القصر ،حتي وصــل إلي تلك الغُرفه،ومن ثم دلف داخلها دون أن يقرع الباب ،مُتجهاً صوب تلك السيده العجـوز ليُردد بنبرة هادئه ما أن إقترب منها،،،
-إنتِ ليه عاوزه تبعدي عني الحاجه اللي بحبها؟!
رمقتـهُ السيده صفيه بنظره واهنـه حيث بدت وكأنها تلتقط أنفاسها الأخيرة وهنا تابع راضي بقلق،،،
-معلش يا عاصم باشا..بس الهانم ماهياش قادره تتكلم.
أشـــارت صفيه له بكفها أن يصمُـت ومن ثم تابعت بنبرة ثقيله بعض الشيء،،،
-انا عُمري ما كرهتك يابني..ولو بعدت عنك الشيء اللي بتحبه فدا لأن الشيء دا ما حبكش..ما ينفعش اهتم بمشاعرك علي حساب موت مشاعر غيرك.
في تلك اللحظة تابع عاصم بعدما أظهر تجبُراً في حديثهِ أثناء إعتداله في وقفتهِ مُنتصب الهـامه،،،
-ما يهمنيش انها تحبني اولا..المهم اشبع غروري ورغباتي بيها.
تنهـــدت السيده صفيه بثُقلاً ومن ثم إبتسمـت بحُزنٍ،،،
-إنت علي مشـارف الساديه..رغم إنك ما كونتش كدا..ما تشبهش امك يا عاصـم..ما تشبهش إلا نفسك،،إلحق نفسك قبل ما تغرق في بحر ظُلمك.
قطـــب حاجبيه في ضيقٍ ومن ثم ردد بنبرة ثابتــه،،،
-مش هتنـازل عنها.
والاهـا ظهره ومن ثم إنطلق صوب باب الغرفه ،ليستوقفـه سمـاع كلمتها تلك التي بدت وكأنها غربيه لأذنيـهِ..لٙم يسمعها من أحدِ من قبل ولا حتي والدته،،رغم إشتياقه ورغبته الجامحه في هذا..حيث رددت صفيه بنبرة هادئه،،،
-انا بحبــك اوي يابني.
إلتفـــت عاصم لها مُجدداً ومن ثم رمقها بنبرة ثابته ولكنه لٙم يحتمل وقوفـه هكذا حيث ترجل ناحيتها مـره أخري وبعدها طبع قُبله قويه كـ قوة ملامحه علي جبينها،،،
سعـــدت السيده صفيه كثيراً لهـذا بينما تـواري هو ذاهباً خلف باب غرفتها...
-------
إمتلأ المنــزل بالصخب والأصــوات العاليـه ،حيث تجمعت الفتيـات داخل شقه نــوراي وبدأت نسمـه في إلقاء كلمات جارحه لتُثير حنق نـوراي التي تابعت بنبرة مُختنقــه،،،
-ابعدي عني بقي..انا فيا اللي مكفينـي.
ألقــت نـوراي تلك الكلمات ومن ثم إتجهت صوب غرفتها وقامت بإغلاف الباب بقوه حتي أصـدر صوتاً صاخباً وهنا تابعت روفيدا بنبرة مؤنبـه،،،
-ايه اللي إنتِ بتقوليه دا يا نسمـه..عاوزه افهم هي عملت ايه لكُل دا؟!
إمتعـــق وجه نسمه غضباً ومن ثم رددت بنبرة هــادره،،،
-رجعت ليه تاني؟!!..راجعه تاخد مني الشخص اللي بحبه!!..دي خطافه رجاله.
في تلك اللحظة قـــامت نــوراي بفتح باب الغرفه حيث ضغطت على عينيها في عصبيه مُحاوله كبح جماح غضبها مُردفه بثبات،،،
-انا مش خطافه رجاله..ماشي؟!،،،
هديه جاتلي وانا قبلتهـا..ممكن بقي تسيبيني في حالي..انا تعبت!!!!
قطــع حديثها صوته وهو يدلف للداخل بخُطوات مُتباطئه حيث تابع بنبرة جامده،،،
-مين قال إنك خطافه رجاله؟!!
حملقـــت نسمه إليه في صدمه وقلق وما أن رأتها نــوراي علي تلك الحاله حتي تابعت ببرود وأعين دامعــه،،،
-محدش..بنتناقـش عادي.
سليــم بنبرة هــادره:واضح اوي ،إنكم بتتناقشـوا..والناس اتجمعت علي اصواتكم..ايه ؟!،،هم دول كمان معزومين علي النقاش؟!!
نسمـه بنبرة أشبه للبكاء:قولي يا سليم..هي احلي مني في ايه؟!!
رمقهـــا سليــم بعدم فَهم حيث تقلصت عضلات وجهه بشكل لا إرادي مُردفــًا بتساؤل جـــادي،،،
-قصدك ايه؟!!
نسمه بضيقٍ:اشمعني هي اللي قدرت توصل لقلبك يا سليـم..مع إني حبيتك بجد،،ولا علشان انا مش فتاة احلامك وتخينـه.
تنهـــد سليــم في ثُقل حيث اغمض عينيه بنفاذ صبر وهنا ردد بنبرة ثابتــه،،،،
-علشان إنتِ أُختي ومش قادر اشوفك غير كدا..وعارفه كـويس إن اخر حاجه تلفت إنتباهي الشكل..ونوراي كمان زيّ أختي.
إبتلعـــت نــوراي ريقها في إنفعــال ومن ثم إتجهت داخل الغرفه وأغلقتها جيداً ،،وجلست أرضـًا وهي تبكي في حُرقـه ونبرآت مُتألمــه..
صلــب سليم بصره ناحيه باب غرفتها بينمــا إتجهت نسمه صوب الدرج صاعده حيث شقتها بعد أن ألقت عليه كلماتها الأخيرة بنبرة هادئه،،،
-عينك بتكذبك.
تشدقت روفيـدا بالكلام وهي تتجـه صوب شقيقهـا ومن ثم ربتت علي ظهره بحنـو،،،
-سليم اوعي تزعل من كلام نسمه..ما انت عارف انها وقت الزعل بتقول اي كلام ،بس هي طيبه اوي والله.
سليم بثبات:خلي بالك من نـوراي.
أومــأت روفيدا برأسها في تفهُم ليُغادر شقيقها البنايه بأكملها مُنطلقًـا حيث عمله،، في تلك اللحظة شعــرت روفيدا أن هُنـا خطب مــا..لٙم تُخطيء نسمـه أبدًا فهو عاشق لهذه الفتـاه،،عيناهُ تفضحه بوضـوح ولكن هكذا خِصـال سليم ليس من السهل الإعتراف بشيء يُحبه..يُفضل الصمــت والإنطواء بمشاعرهِ علي نفسهِ،،ولكن هل سيتحرر من صمـت مشاعره وبهذا تكُن نـوراي قد إستطاعت تغيير شيء به ام يظـل هو كعادته يابس الرأس رافضًا كُل ما تتعلق به روحـه...
إتجهت روفيدا ببصــرها حيث الغرفه وقد ٱحتل الحُزن قسمــات وجهها لحاله الجميع ،وهنا قامت بفتح باب الغرفه في هــدوء وتـروي لتجدها  إنزوت في إحدي زوايا الغرفه دون أن تٙنبس ببنتِ شفةٍ وأخذت تبكي في صمـت،،
جلســـت روفيدا القُرفصـاء بجانبهـا ومن ثم إحتضنتها إليها في إشفــاق قائله،،
-كفايه علشان خاطري يا نـوراي..نسمه ما تقصدش تزعلك.
أجهشـــت نــوراي بالبُكاء من جديد وهي تكتم شهقاتها بأصابعهـا قائله،،،
-مش زعلانه من نسمه ..انا موجوعه علي أُمي.
روفيدا بحُزن:انا لحد دلوقتي مصدومه من اللي قرأته..ما استوعبتش الموضوع لمـا إنتِ حكيتيلي قبل كدا..بس لمـا قرأت الكلام الدُنيا لفت بيا من الصدمه.
نـوراي بنبرة مُنهــاره:مــاما عانت كتير اوي في حياتها يا روفيدا..سابتنـي لناس تانيه علشان كانت خايفه عليا،،كانت فاكره إن مستوايا الإجتماعي في القصر دا هيحمينـي من شر الدُنيا وإني هدوس علي الفلوس برجلي وهعيش حياه أفضل من اللي هي عاشتهـا بس ما تعرفش إن الفلوس اللي بدوس عليها دي زي السكاكين بتقطع في رجلي ومش باخد منها غير الألـم.
روفيدا وهي تحتضنها أكثر إليها وأخذت تمسح علي خُصلات شعرها بحنو قائله بنبرة يشوبها الهم،،،
-ربنا يرحمهـا يا حبيبتي..وانتِ يا نوراي..مافيش أطيب من قلبك..فـ متزعليش من نسمـه ولا حتي سليـم.
إبتسمـت نـــوراي في كسره ومن ثم رددت بنبرة هادئه،،،
-وهزعل من سليـم ليه؟!..دا انا حتي زي أُخته.
تنحنحــت روفيدا في الحديث قليلًا حيث تابعت بنبرة مُترقبه،،،
-أُختـه؟!...اممم ،،إنتِ شايفه كدا.
نـوراي ببُكاء:هو اللي شايف كدا.
إبتسمــت روفيدا لها في حنـو ومن ثم طبعــت قُبله حانيه علي وجنتهـا،،،
-بتحبيـه يا نــوراي!!.
نـوراي بصرخات مُختنقــه:لا بكرهه..وبكره إشفــاقه عليا..زي الحجر ما بيحسـش..الوحيد اللي حسيت معاه بالأمــان وبيسحب الأمان دا بمُجرد نظره شفقه منه.
ترقـرقت الدموع في عينـي روفيــدا حيث أظهرت تأسفـاً لحال صديقتها وهنا رددت بحنو،،،
-صدقينـي يا نــوراي..سليم بيحبك اوي..بس صعب مشاعره تتشكل في هيئـه كلام..فـ بلاش إنتِ تستسلمي لبروده..إسعي إنك تنطقي الحجر..إسعي إنه يعشقـك ويخرج من صمتـه،،علشان سليـم لما بيحـب ،بيتحدي اي حد بحُبه ويابخت اللي هتنـول شرف الحُب دا.
----------
-اسفــه يا دارين علي اللي صدر من عاصم..بس زي ما إنتِ عارفه هو حالته متوتـره بسبب مرض صفيه هانم.
أردفت إلهــام بتلك الكلمات في هـدوء بينما تابعت دارين والده جيــداء بإمتعــاض،،،
-بجد تصرفـه كان لـوكـال اوي مع البنت..دي ما بطلتش عيــاط من إمبــارح..لو عاوزينـا نتغاضي عن اللي حصل..لازم هو بنفسه ييجي يصالحهـا وإلا الموضوع دا يكون مُنتهي بالنسبه لنا.
إلهــام بثبات:أكيد يا حبيبتي..دا إحنا عيـونا لـ جيدو.
-------
إتجـــه في هذا الممــر الرُخـامي داخل شقــه في أحد الأحيــاء الراقيـه بالمعــادي حيث خُصصــت كـ عياده للعلاج النفســي،، حينمــا أعلمتــه السكرتيره بإنتظـــار الطبيب له،،
مشــي في الممــر مُنتصب الهامـه لا يعلم ما فعلـه صائب ام يُهدد مكانته الإجتماعية،،
تنهـــد بثبــات فقد رغب وبشـده في تنفيذ نصيحتها له وهنا دلف حيث ينتظـره الطبيب.
بــادره الطبيب بإبتسامه هادئه من خلف مكتبهِ بينما جلس عاصم إلي أحد المقاعد الجلديه المُقابله لمكتب الطبيب ليُتابع بنبرة هادئه،،،
-خير يا عاصم باشا..أيه مُشكلتــك؟!!
رمقــهُ عاصم بنظره جــامده ومن ثم ردد بنبرة ثابتــه،،،
-ايه هي أعراض السـاديه؟!!
ضــيق الطبيب حاجبيه في شــدوه ومن ثم أجابه قائلاً ...
-السـاديه كلمه أقرب للشــرك..فيها تعظيم للنفس والأنــا الاعلي..بيكون مــر بتجربه أصابته بأزمه نفسيــه وكان فيها الطـرف الضعيف ولمـا قابل اول فُرصه تسمحله أن يكون الطرف القـوي ..بدأ يمارس قوته دي علي الأضعف منه ،وبيفرح جداً بمُعانتهم ..لأنه عاوز يثبت لنفسه إنه مش ضعيف وقادر يعذب النـاس أضعاف اللي جــربه..بصريح العباره عاوز يثبت لنفسـه إنه مش ضعيف زي الإحساس اللي واجهه في تجربتـه..أصعب مـرحله بيوصلها الإنسان السـادي، إنه أحيانًا بيشوف إنه أكبر من أي حد وممكن توصل لأنه يطلب من الناس تُعبده "والعيــاذ بالله" ودا راح في غيبوبه الساديه من غير رجعه ومابقاش ينفعله علاج.
طــرق عاصم بأصابعه علي سطـح المكتب ومن ثم تابع بحزم،،،
-اسمع اللي هقولك عليه.
بـــدأ عاصــم يســرد حالته أمــام أعين الطبيب الذي بدأ يُتابع إيماءاته وحركاته بتركيز وما أن أنتهي عاصم حتي  أومـأ الطبيب برأسه في تفهـُم قائلًا،،،
-حضرتك يا عاصم بيه..في المـراحل الأولي من الحاله دي..وكُل ما بتقابل حاجه صعبه في حياتك او ترغب في حاجه وما تحصلش عليها،،الحاله دي بتزيد..وعلشان كدا لازم تتقبل فكـره إن مش كُل حاجه عايزينها من حقنا..إحنا هنبدأ بالعلاج بس لازم تبدأ تنساها لو عاوز تخلص من الحاله دي بجد.
إنتصـــب عاصــم واقفاً ومن ثم أمسك ياقه الطبيب وبدأ يقترب منه مُردداً بنبرة صــارمه،،،
-انا هنا مش علشان تقولي انساها..انا هنـا علشان أملُك قلبهـا..وأعالج التصرُفـات اللي هي مش مُتقبلاها فيا.
الطبيب بخوف:ماينفعش كدا يا عاصم بيه ،لو سمحت..ولو حقيقي عاوز تتعالـج فـدا لنفسك مش علشان حد تاني.
أبعــد عاصـم كفيه علي الفــور ومن ثم رمقهُ في حـده مُنطلقــًا خارج العيـــاده....
------
قـــام راضي بوضع الهاتف علي أذنها ،إستجابه لطلبها بذلك..حيث أجرت إتصــالًا بنــوراي،،فقد إشتــاقت لسماع صوتها ورؤيتها كثيرًا ،،،
ظلـــت ساكنه الحــركه وقد إستسلمــت مفاصــل ذراعيها علي الفـراش وأحســت بصعوبه تحريكهمـا وما أن أجــابت نـوراي بسعاده علي إتصالها حتي رددت صفيـه بنبرة ضعيفه تخرُج من حلقها بالكـــاد،،،
-هتـوحشينـي يا نـــوراي.
سكــنت أنفاسهـا في تلك اللحظة للأبـد..فارقــت الحياه بعد عُمرًا أهـدته بحُب لجميع مٙن حولهـا،،لٙـم تبخل علي أحدٍ بحنانها وصدق عواطفهـا وكذلك كانت تبغض رؤيـه الأذي فيمن حولهــا،،،
سقــط الهاتف من يدها حيث رمقها راضي بصدمه وأخـذ يهتف بنبرة هـــادره،،،
-صفيه هانـم!!!..يا صفيه هانم ،ردي عليا؟!!
عٙلت صرخاته في أرجــاء المكان بينمـا أخذت نـوراي تهتف بنبرة صارخـه وهي تستمع لندابهِ،،،
-ماما صفيه..مالها يا عم راضي؟!!..رد عليا علشان خاطـري.
إلتقـط راضي الهاتف من الأرض وبعدها تابع بنبرة باكيــه،،،
-الباقيـه في حياتك يا أنســه نــوراي.
"علي الجانب الاخر،،،
سقـط الهاتف منها أرضًا وأخذت تصرُخ في هستيريه مُردده بنبرة تشبُه الجنـون،،،
-عمو راضي بيهزر يا روفيدا صح؟!!..ماما صفيه ما ماتتش..ما سابتنيش لوحدي مش كدا.
رمقتهـا روفيدا في ذهول من حالها بينما هٙبت نـوراي من فراشها واقفه لتُهـرول صوب الباب دون أن تتوقف دموعها،،
تبعتها روفيدا في قلقٍ ومن ثم إستندت بظهرها إلي باب المنزل مُتابعـه برفض،،،
-مش هتخرجي من هنا يا نــوراي..اهدي علشان خاطــري.
نــوراي بصُراخ حــاد:ابعدي عني..عاوزه اروح لماما صفيه..هي بتعمل كدا علشان تخوفنـي عليها..دي وحشاني اوي ونفسي اشوفهـا.
سقطــت عٙبره علي وِجنه روفيدا ومن ثم رددت بتلعثُم،،،
-اهدي يا نــوراي وادعيلها بالرحمه.
شعـــرت نــوراي بالدوار الذي أصاب رأسها من هــول ما سمعــت حيث سقطت أرضًا مُغشيًا عليها وقد إصطـدم ذراعها بزجاج الطاوله حتي تهشم إلي قطــع وقد أصابها جُرحاً عميقاً فـ أخذت تنزف الدماء بغزاره...
صـرخت روفيدا بفزعِ...صرخه دوت في أرجــاء المنزل ،لتتجمع السيده خديجه بصُحبه نسمـه وهنــا رددت خديجه بفزع من رؤيه نــوراي،،،
-يالهـــوي!!!!..ايه اللي حصل يا روفيدا.
إتجهـــت روفيدا صوب حقيبتهـا ومن ثم أجرت إتصالًا به حيثُ رددت ببُكاء ونبرة مُتلعثمـه،،،
-إلحق يا سليـم نــوراي بتنزف وأغم عليها..هات معاك دكتـور وتعالي بسُرعــه.
مـــر الوقت وكأنه دهراً ،حيث قامت نسمـه بصُحبه روفيدا ونقلتاهـا إلي الفراش وأخذت السيده خديجه تمحــي أثــار الدمــاء عن الأرضيــه وفي تلك اللحظة،دلـــف سليــم مُهرولًا داخل الشقــه وبصُحبته الطبيب،،،
إصطحــبه سليــم إلي الغرفـه وبدأ الطبيب في فحصهــا لبضع دقائق ومن ثم تابع بنبرة هادئه،،،
-ما تخافوش..دي إصابه عـاديه بس ياريت كُل يوم تروح الصيدليه تغير علي الجرح..ولو في حد منكم بيعرف يغير علي الجروح مفيش اي مشكله..هي بس تعرضــت لخبر قوي اوي عليها ،سيبوها ترتاح وهي هتفوق لـوحدها.
أومـــأ سليــم برأسهِ مُتفهمـًا ومن ثم إصطحب الطبيب حتي غـادر البنايه وقد أخذ منه الروشتـه الخـــاصه بالعلاج،،،
إتجـــه سليــم حيث إحدي الصيدليـات القريبه من البنايه ومـا أن أحضــر الدواء حتي عاد مُجددًا للــداخل وهنــا جلس إلي الأريكـة دون أن يتفـوه بكلمه واحـده للتتجه السيده خديجه ومن ثم تجلس إلي جانبه قائله،،،
-معلش يابني..جبناك علي ملا وشـك.
رمقهــا سليـم بنظره حزينه حيثُ بهتت علي إبتسامته التي خرجت من ثغرهِ بالكــــاد،،،
ترجلــت نسمه من خارج الغرفه ومن ثم تابعت وهي تتجه صوب باب المنزل،،،
-انا في الشقه،،لو إحتاجتوا حاجه نـادونـي.
في تلك اللحظة تابعت خديجـه وهي تتبعها بخُطواتها،،،
-وانا هشوف الاكل ليتحرق..واهي روفيدا جنبها.
إتجهتـا سويًا حيث الطابــق العلــوي بينما وضــع سليــم رأسه بين كفيهِ في إرهــاق وفجأه إنتصـــب واقفًا ثم دلف إلي غرفتها وأحضر مقعـدًا بجانب الفراش في صمــت،،،
رمقتهُ روفيدا في قلقٍ من صمــته ،،حيث تابعت وهي تقترب منه ببُطءٍ،،،
-سليـم..إنت مش هتسأل أيه اللي حصل؟!
صـوب سليــم بصره ناحيه شقيقتـه في جمود بينمـا إبتلعت روفيدا ريقها في توتــر قائله،،،
-صفيه ماتت..وإنت عارف صفيه ايه بالنسبه لنــوراي.
إلتفـت سليــم ببصرهِ ناحيه نــوراي يشعُر بإنقباض في قلبهِ لتألمـها حيث ردد بنبرة ثابته،،
-إنا لله و إنا إليه راجعون.
روفيدا بحُزنِ:صعبانه عليا اوي..ربنا يصبرهـا..وإنت يا سليم روح نام ..انا هفضل جنبها.
سليم بإعتراض قــاطع:لا انا هفضل جنبها ..وإنتِ كمان يلا نامي علشان اول يوم في السنه الدراسيه الجديده بكرا.
أومــأت روفيدا برأسها في هــدوء دون أن تعترض على حديثهِ وهنـا إتجهت داخل الفراش وقد غطت في سُباتٍ عميقٍ..فهي من هواه النـوم...
أخــذ هو يُراقب ملامح نوراي لوقتٍ كبيرٍ ومن ثم إقترب منها وأخذ يُمـرر أصابعه بين خُصلاتِ شعرها مُرددًا بإختناق،،،
-خليكي قويه يا نــوراي..انا جنبك صدقينـي،،علشان خاطري ما تستسلميش من اول ضـربه.
وهنــا سقطــت عٙبره حاره علي وجنته ليقترب من باطن كفها ثم يطبع قُبله بث فيها كُل شغفـه بها وهو يُردد بنبرة خافته،،،
-زي ما سـرقتي قلبي..لازم اسـرق ضعفك منك.
يتبع
#علياء_شعبان

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن