6

20.6K 654 18
                                    

الحلقه (6).."هو ليّ".
--------
أنصـتت نــوراي لحديث السيده صفيه عندما سألتها مُستفسـره عن حالهـا وما آلت إليه الأمور معهـا وقبل أن تُتابع نـوراي مُجيبه علي اسئلتها تجد شخصُاً مــا يُردد بثبات...
-وصلت فين؟!!
إلتفتت السيده صفيه حيثُ مصدر الصوت،لتجده إبنها ومن ثم تابعت حديثها مع نـوراي بثبات...
-اقفلي وهكلمك وقت تاني.
أغلقت صفيه الهاتف معها ومن ثم وضعتـه امامها دون إكتراث لفضوله وهنا جلس هو حيثُ المقعد المجاور لها ومن ثم ردد بنبرة هادئه...
-إنتِ يا أمــي اللي ساعدتيها تهرب!!!
قـامت السيده صفيه في تلك اللحظة بإلتقاط كوب القهوه القابع امامها ومن ثم إرتشفت جُرعه منه في ثبات وهي توميء برأسها إيجاباً...
-امــال هستني لمـا إبنك يأذيها؟!
بدت علي وجهه مظاهر الحُزن ليُتابع بنبرة حزينه...
-ما كونتش عاوز الامور بينك وبين حفيدك توصل للمرحله دي يا أمـي،،
اوعي تكوني بتكرهيـه ،،صدقـ...
صفيه مُقاطعه بنبرة مُعترضه:مش بكـرهه طبعاً..الإنسان ما بيتكرهش،،افعـاله هي اللي بتخليك تبعد..وانا عاوزه احمي البنت اليتيمـه منه،،اصله فاكر انها علشان بنت خدامـه وإحنا ربيناهـا يبقي مش من حقها تعيش بحُريه ولا تختار واللي زاد الامور بشاعه إنه من ساعه ما حبها وعرف إنها مش بتبادله نفس الشعـور،،قرر إنه يفكرها بماضيها علشان تخضعله وفاكر بالطريقه دي هيملك قلبها.
تنهــد فـؤاد تنهيدة مليئـه بالحُزن والآسي ومن ثم وضع رأسه بين كفيهِ قائلاً بهٙم...
-عاصـم جواه طيب اوي يا أُمـي..بس ما كونتش أعرف إن الغني والظروف هتخليه بالبشاعه دي...مشكلته إنه مش فاهم الحُب صح،،،
والمشكلة الأكبر إنه مجنون بـ نــوراي ومش عاوز غيرها..وهو عنيد صعب تقنعيه يغير رأيه عن حاجه اختارها قلبه...هو اه صارم وعُدواني مع الناس بس لو حٙب،،بيحــب أضعاف قوته اللي بيظهرها قدام الناس.
رمقته السيده صفيه بثبات حيثُ تابعت وهي تربت على كف ابنها...
-إبنك سادي يا فـؤاد،،
ما هو اللي يعيش مع إلهـام،،لازم يكون اناني..بيحتقر الناس ومش فارق معاه اوجاعهم..الحُب شعـور مُتبادل ،بيهز كيانك كُله ،،زي التنويـم المغناطيسي..ماشي ورا اللي بتحبه ومكمل معاه ،مش شايف منه لا عيوب ولا حتي مميزات ويوم ما تشوفله ميزه..بتحس أنه ملاك ونزلك من السمـا ،،يعني بتكون مُغيب واضعف إنسان علي وجه الأرض ما بتعرفش تضُر اللي بتحبه حتي بالكلام..علشان كدا دايماً بندور علي السند الصح قبل ما ندخل في مرحله المغنطـه للأسلاك العقليـه..السند اللي ما يخونش وتحس معاه إنك أعمي وهو النـور لعينيك..بس إبنك ما ينطبقش عليه أي حاجه من دي..لا دا بيأذي وبيأذي جامد اوي..ونــوراي محتاجـه للأمـان..وانا واثقـه إنها هتلاقيـه،،
ساعتها أحمـي ابنك من قوه الأمـان قُصاد ضعف الجبان..الحُــب مش تملُك..دا مفهوم أكبر من قُدرات إستيعابنا..اسلاك بتوصل لبعضها وبمُجرد احساسك ما يلمس اول سلك،،ساعتها الاسلاك كُلها بتتلاقـي،،وإبنك ما لمسش اي حاجه في نـوراي..أذاها وبس.
------
إستـدعتهم السيده خديجـه لتناول العشــاء سوياً،،حيثُ قضـوا قرابه الساعتين في إنهاء حـرب النظـافه تلك ،،
دلـفت الفتيات معاً حيثُ منزل السيده خديجـه وهنـا رددت نسمـه وهي تُلقي بجسدها إلي الأريكة...
-فـرهدت يا خالتي فين الاكل؟!
نظـرت كُلاً من نـوراي وروفيدا لبعضهمـا بينما رددت روفيدا وهي تلتفت ببصرها إتجاه نسمه..
-امال مين اللي بلع السندوتشات في بؤ واحـد.
لـوحت نسمه بذراعها في إمتعاض حيثُ رددت بنبرة ثابته...
-دا مسح زور ياختي..قومي إتحركِ..هاتي الاكل مع خالتي.
وبالفعـل بدأت الفتيات في وضع الطعام علي المائده ومن ثم إلتف الجميع حولها وهنا إتجهت السيده صفيه حيثُ غرفه ابنها،،لتجـده واضعاً كـلتا ذراعيه خلف رأسه ،،وشارد الذهن كُلياً حيثُ لٙم ينتبه لدلوفها إلي الغرفه،
إتجهت السيده خديجه ناحيته ومن ثم مسحت علي ذراعه في هـدوء مُردده بتساؤل...
-مالك يا سليــم!!،،بتفكر في ايه يابني؟!
رمقها سليــم بثبات ومن ثم تناول كفها وطبع عليه قُبله حانيه قائلاً..
-ولا أي حاجه..كُنت محتاج لحظـه هدوء مش أكتر.
خديجه بتفهم:طيب يلا يا حبيبي علشان تتعشـي.
سليـم وهو يلتقط كتاباً مـا موضوعاً علي الكومود المجاور له...
-بالهنـا والشفـا يا أمـي مش جعان.
خديجه مُردده بنبرة حزينه:ماشي يا سليم.
إتجهت السيده خديجه خارج الغرفه ،كاسفه الوجـه حيث إستشعرت الحُزن في ملامحه مهما حاول تلوين وجهه بإبتسامه باهته...
إنضمت خديجه لهم وبدأوا في تناول الطعام،،وهنا لا حظـت نسمه غيابه عن المائده لتُردد بتساؤل...
-فين سليـم يا خالتي؟!
خديجـه بنبرة هادئه:مش جعان يا بنتي..حابب يقعد في اوضته شويه.
إستعـدت نسمه للنهوض عن المائده وهي تُردد بنبرة مُصره...
-انا هدخله الاكل..مُتأكده إنه هياكل من إيدي.
خديجـه برفض:اوعي يا نسمه..دا شكله متعصـب هو لما يجوع هيقولي.
كانت تستمع لهم نــوراي في صمـت وقد أحست بحُزن السيده خديجه وهنا رددت بنبرة مُتنحنحه...
-هو انا مضايقاكم بوجودي يا ماما خديجه؟!
خديجـه برفض:لا لا لا ..ايه اللي إنتِ بتقوليه دا يا بنتي؟!
نـوراي بتنهيده ضعيفه:اصله من ساعه ما قابلني وهو وشه دايماً مكشر وبيضحك ببرود كدا وكمان عصبي.
روفيدا وهي تبتسم في إنهــاك:لا هي دي طبيعته من ساعه ما بابا مــات..تحسي إنه بيضحك مُجامله وعاوز يقعد كتير لوحده.
نـوراي بنبرة حزينه:ربنا يرحمـه،،
شـرعت الفتيات في تناول الطعام من جديد في حاله من الصمـت وفجأه ألقت نـوراي مِلعقتها في سعاده ومن ثم هٙبـت واقفه وهي تُردد بلهفه...
-صـــوت عصافيــر..قريب اوي من هنا..جاي منين الصوت دا هـا؟!!
رفع الفتيات وجوههم إليها في إستغراب بينما رددت روفيدا بهدوء وهي تُشير بأحد أصابعها حيثُ غرفه سليم...
-دا عصفور سليم ،موجود في البلكونه و...
لٙم تستكمل روفيدا حديثها حيثُ وجدت نــوراي تتجه بسرعه صوب غرفه سليـم ومن ثم قامت بفتح الباب وإتجهت حيثُ الشرفه علي الفـــور...
فغــرت الفتيات أفواههم في ذهول بينمـا رمقها سليــم بعدم تصديق،،،
ليُلقي الكتاب حيثُ مكانهِ ومن ثم يتجه بخُطوات مُتباطئه حيثُ الشرفه...
بـدأت نـوراي تُداعب العصفـور بكلمات طفوليه وهي تضع له بعض الحُبيبات ولٙم تنتبه تماماً لمـا فعلته بينما إستنــد هو بظهره إلي باب الشُرفه غير مصدقاً ما تُبرزه شخصيه هذه الفتاه..أهذه تلقائيه ام جنـون..فهي غير مفهومه بالنسبه له رغم بساطـه تصرُفاتها وأثنـاء مُراقبته لضحكاتها..تلتفت هي نحوه ومن ثم إتسعت حدقتا عينيها في صدمه...
حرك سليــم حاجبيه كنوعٍ من لغه التواصل مُتسائلاً عمـا تفعله داخل شُرفه غرفته بينما إبتلعت هي ريقها في توتــر مُردده...
-هو انا دخلت اوضتك من غير ما أستأذنـك صح؟!!
سليـم بدهشه مُصطنعه:تخيلي؟!!
قاطعه صوت شقيقته وهي تُتابع بنبرة كاتمه لإنفجار ضحكاتها...
-شكلها بتحب العصافير ومهووسه بيهم زيك.
نـوراي بتلقائيه ونبرة مـرحه:اه بحبهم جداً..بس الطائر المُفضل عندي..البومه طبعاً.
روفيدا ببلاهه:نعم ياختي!!!..بومـه أزاي يعني..دي رمـز التشائم عن المصريين.
نــوراي بثقـه:ورمـز البرائه والنقـاء عندي.
بادرها سليم بإبتسامه هادئه ومن ثم هـٙم بالترجُل خارج الشرفه..لتهتف هي مُحدثه إياه بنبرة هادئه...
-إنت ليه دايماً مكشر كدا!!!،،هو إنت مضايق من وجودي؟!
عـــاود سليــم النظـر إليها من جديد ومن ثم تابع بنبرة ثابتـه،،،
-وهضايق من وجودك ليه؟!!
نـوراي وهي ترفع أكتافها بإستغراب:مش عارفه بس...
قاطع حديثها إتجاهه داخل الغرفه ،لتلوي هي شدقها ثم تتبعه بخُطواتها وهي تُردد بغضبٍ عـارم...
-علي فكره بقي إنت...
سليـم مقاطعاً بغيظ:مش رجــوله.
نــوراي بإبتسامه عريضه لفعلته:اه،،،
إبتسـم سليم بشده علي ضحكتها حتي برزت غمازته لتُتابع هي بإعجاب...
-الله؟!!،،إنت عندك غمـــازه؟!
سليـم بهدوء:بيقـولوا..ويلا بقي علشان عاوز انام.
------
قاربت الساعـه حوالـــي الثانيه بعد مُنتصــف الليل ،،حيث وقف هو امام نافـذه غرفته مُكوراً قبضه يده في إختنــاق وباليـد الأخري يمسك سيجارته وينفث دخانهـا في الهـواء بثبـات،،
في تلك اللحظة مسح علي رأسه في عُنـف لينتقل ببصره حيثُ إحدي الفاظـات ويقوم بضربها بقبضه يده في إنفعـل حيثُ جلس إلي احدي زوايـا الغرفه ومن ثم ردد بنبرة ضعيفـه،،،
-فينــك يا نــوراي.
-----
"في صباح اليوم التالي،،،،
يُسمعُنـي حين يُراقصُني..كلمات ليست كالكلمات،،
يأخُذني من تحت ذراعي،،يزرعني في إحـدي الغيمات.
أخـذت هذه الأغنيه تعلـو في المكان ويتصاعد صـداها حيثُ غرفته،،
مسح علي وجهه في عصبيه ومن ثم وضع الوساده علي رأسـه مُردداً بصوتٍ ناعــس،،،
-مين المُتخلف دا علي الصُبح.
هـٙب جالسـاً في مكانهِ وهو يزفُـر في ضيقِ ومن ثم تابع وهو يصـر علي اسنانه...
-اعرف بس من اللي مشغل الاغاني علي الصُبح؟!!
"علي الجانب الاخر"
أخـذت هي تـروي الزهـور الموجوده في شُرفه منزلها وهي تُدندن كلمات الأُغنيه بصوت خـــافت بينمـا تابعت نسمـه النائم في الفراش وهي تهز روفيـدا الغاطسـه في نومها،،،
-إنتِ يا زفته يا روفيـدا.
روفيدا بخفوت:في ايه؟!!
نسمـه وهي تكز علي أسنانها:إنتِ اللي قولتيلي خلينا ننام معاها في بيتها ونونسهـا..كانت مشـوره هباب،،قومي قوليلها تقفل الاغاني دي،،لأقوم اديها قلميـن يسمعوا الناحيه التانيه من ودانها وتبقي توريني هتسمعه ازاي وهو بيرقصها.
روفيدا بإبتسامه خفيفه:لا ،دي اغنيه حلوه ،سيبيها.
رمقتها نسمه بجانب عينيها ومن ثم قامت بإلقــاء جسدها علي جسد روفيـدا التي رددت بنبرة مُثتغيثـه...
-يالهووووتي..إلحقينـي يا نـوراي،،إقفلي الاغاني بسُرعه،،
أسـرعت نــوراي لداخل الغرفه ومن ثم فغرت فاهها وهي تُهرول ناحيه روفيدا ...
-يا نهــار ألــوان..هتموتـي البنت .
نسمـه وهي تصر علي أسنانها بغضب ومن ثم تقوم بجذب ذراع نـوراي وتجلس عليها هي الأخـري...
-تعالـي إنتِ كمان يا ست ماجده الرومي،،
صـرخت نـوراي في صدمه بينما تابعت روفيدا بإستغاثـه...
-يا مامااااااا..هتموتنـا.
نـوراي بإستسلام:دي مش نسمـه أبداً دي عواصف ورعــد..يلا اهو هنموت شهـدا.
في تلك اللحظة قطـع ضحكاتهم صوت طرقـات قويه علي باب المنزل،،لتبتعـد نـسمه وأخيراً عنهمـا بينما تتجـه نــوراي لفتح باب المنزل....
وجـدته امامها ،ناظـراً لها بغيظ والشرر يتطاير من عينيه وهنا كـز علي اسنانه قائلاً بنبرة جافــه...
-في حد بيشغل اغــاني ويعليها علي الصُبح.
رمقتـهُ نـوراي في قلق ومن ثم تابعت بخفوت:انا أسفــه،،اصل انا متعوده اعمل كدا كُل يوم،،،
سليـم بصرامـه:ما تتعوديش في بيتنا.
نـوراي بحُزن من طريقته:حـاضر،،
والتـه ظهرها في تلك اللحظة ومن ثم علقت إحدى خُصلات شعرهـا بمقبض الباب لتُتابع هي بتآوه...
-ايييي.
إلتفــت ببصره إليها من جديد ومن ثم وجدها تُحاول التخلص من هذه العُقده ،ليبتسم بهدوء ثم يقترب منها ويبدأ في تخليص خُصلاتها...
إبتسمت له نــوراي ومن ثم رددت:شكراً.
سليم بثبات:العفـو
دلفــت نـوراي من جديد للداخل،،تتذكـر تغيراته الفُجائيـه ،فغير مُتوقع متي يبتسـم ومتي يعبس ولكنه حتماً يبـدو وسيماً في الحالتين ،إبتسمت هي رغماً عنهـا ليقطع شـرودها به صوت روفيدا مُردده...
-عنـدي ناو درس للأطفـال في الحـي هنا،،هخلصه وارجعلك علي طول.
نـوراي برقه:اوكيه.
---------
جلسـت إلهــام بصُحبه صديقاتها حيثُ أحــد النوادي الإشتـراكيـه إلي طــاوله كبيره دائـريه الشكل وُضـع عليها أشكــال الطعــام المُختلفـه،،بينمـا رددت إحداهن بإستعلاء...
-إنتخابــات الجمعية هتبدأ من الأسبوع الجـاي،،ما تتعشميش اوي يا إلهـام إنك تكوني رئيسـه الجمعيه السنه دي كمان.
بادرتها إلهام بضحكه عاليه يشوبها السُخـريه:هكون طبعاً ومن غيـر أي مجهــود.
الصديقه ببرود:ادينـا هنشوف،،
إستئنفــت إلهـام حديثها مُجدداً حيثُ تابعت بنبرة شارده،،،
-تفكيري دلوقتي مش في الجمعيه ولا الإنتخابات.
إحداهــن بتساؤل:امــال تفكيرك فين بالظبط!!!
إلهام بثبـات:بدور لإبنـي علي بنـت تكون جميلـه وتليق بعيله الدالــي.
الصديقه بهـدوء:عنـدي انا دي.
--------
إستكانـت في فراشهـا تُعاني الوجـع،،مُنذ ليله أمس وحضـور الطبيب الذي صـرح بإصابتها بالكُبــاد مُنذ فتره كبيره وأن أعراض المرض تمكنت منها حتي أصبحت أطرافها ضعيفه الحركـه،،،
رمقهـا راضـي في حُـزن علي حالها،،فهو يعلم تماماً عشقها لتلك الصغيره وأن فراقها زاد من ألم تلك السيده العجـوز التي تُصارع ضد الموت...
تنهـــد في آسي وهو يضع قنينـه الدواء جانباً ومن ثم تابع بنبرة هادئه...
-استريحـي ياصفيه هانم،،وانا هكون جنبك ما تقلقيش.
إبتسمت له السيده صفيه إبتسامه باهتـه،،بينمـا إتجـه هو حيـث مقعده وجلس عليه في ضيق،،،،
-------
-نسمـه عاوزك تودي الغـدي لعمي ناجـي وتديله الدوا.
تابع سليــم حديثه أثنـاء إتجاهه صوب الباب الخارجي للمنزل بينما رددت نسمه بتفهم..
-ماشي يا سليم..عاوز حاجه تاني؟!
سليم مستكملاً حديثه:اه وياريت لمـا روفيدا ترجع البيت خليها تكلمني؟!
كـانت نــوراي تُراقبهما من شُرفـه شقتها ،فـ برغم كونها كائنـه بالدور الأرضي إلا أنها مُلحقه بشرفه كبيره...
إتجه سليم إلي التاكسي الخـــاص به ومن ثم دلف داخله وأثنـاء إقتياده يجدها تنظُر له في شـرود ،وهنا إبتسم له في ثبات ،لتُبادره هي الإبتسامة وكذلك لوحت له بيدها في سعاده...
دلفــت نسمه داخل الشـرفه ومن ثم تابعت بنبرة صارخـه...
-بتشاوري لمين يا هبله؟!!
إنتبهـت نـوراي امامها لتجده غادر مُنذ زمن ومازلت هي تُلوح بيدها للفراغ،،،
رمقتها نــوراي في هـدوء ومن ثم تابعت بنبرة مُتسائله...
-مين عمــو ناجي دا يا نوسـه؟!
نسمه بإيجــاز:دا راجل كبير في السن،سليم بيحبه اوي ومخلي باله منه.
نــوراي بلهفـه:طيب هو ممكن اجي معاكِ!!!
نسمه بموافقه:ماشي..واهو نونس بعض.
إستعدت الفتاتـان للذهــاب ،،،
ومن ثم تابعت نسمه وهي تتجه صوب الباب...
-قدامي يا بت يا معصعصه يا فلبينيه إنتِ.
إتجهتــا سوياً حيثُ منزل السيد راضـي وما أن طرقت نسمه الباب حتي فتـح السيد ناجي مُستقبلاً إياهما بإبتسامه صافيـه،،،
رمقته نــوراي في هــدوء حيثُ شعرت بالإرتيــاح تجاهه بينما تابع هو مادداً يـده ناحيتها...
-ازيك يا نـوراي!!!
نــوراي وهي تُبادله السلام:حضرتك عارفني!!
ناجي بإبتسامه هادئه:سمعت عنك مؤخـراً..إتفضلـوا ادخلوا
إتجــهت نسمه للداخل وكذلك تبعتها نــوراي وهنا رددت نسمه بصوتٍ عالٍ بعض الشيء...
-سليم قالي آكلك وتاخد دواك وإلا هيزعل مني انا..وبصراحة مقدرش ع زعلـه.
ناجي بضحك:ماشي يا ســت نسمه.
إتجهت نسمه إلي المطبخ بينمـا أخذت نوراي تجــول ببصرها في المكان بينما قاطعها هو قائلاً بحنــو...
-البيت عاجبك!!!
نـــوراي برقه: جداً جداً يا عمـو ناجي،،،
ناجي بمرح:الله علي كلمـه ناجي منك..اول مـره أعرف إن إسمي حلو كدا.
أخفضت نــوراي بصرها في خجل من حديثـهِ بينما تابع هو بخُبـث...
-انا وسليـم ،نبقي صحاب جداً،،،
إنتبهت نــوراي لذكر اسمـه لتُتابع بنبرة مُغتاظــه...
-بس إنت بتضحك،،بس هو لا،،
وكمان عصبـي وبيعاملنـي وحش.
ناجي بحنـو:ما تزعليش منـه هو طبيعته كدا،،هـــادي وبيحب يقعد لوحده كتير..هو مرح جداً بس مش مع كُل الناس.
اومأت نــوراي برأسها في تفهم بينما هتفت نسمه بنبرة عاليه...
-يلا يا بت يا فلبينيـه إنتِ..وإنت يا عم ناجي ،كُل وخُــد علاجك.
ناجي بتفهم:حاضر،،،
ومن ثم إستئنـف حديثه ناظراً بإتجاه نــوراي...
-وبما إنك عرفتي البيت..ابقي تعالي اقعدي معايا شويه..ما تتكسفيش.
نــوراي بفرحه:ماشي يا عمــو.
---------
وصــل حيثُ الموقف الخاص بالسيـارات ليجـد حركه غير عاديه في المكان،وهنا إصطــف سيارتـه علي مهل وتـرجل منها مُتجهاً إلي صـديقه...
تابع سليــم وهو ينظُر حيثُ يُسلط صديقه بصره وهنا ردد بإستفهام وهو يضع يده في جيب بنطاله...
-في أيه يا شـريف؟!!
إنتبـه شريف لوجوده ومن ثم تابع بنبرة غير مُباليـه...
-والله ما انا عارف..واحد اديله ساعه ،بيلف في الموقف وبيسأل عن واحــده..وشغال عصبيـه علي كُل الموجودين.
مــط سليم شفته السُفلـي في عدم إكتـراث ومن ثم إتجـه صوب التاكسي الخاص به من جديد،،،
ليجد أحدهم يهتف به في جمـــود...
-إنت!!
إلتفــت سليــم بوجهه حيثُ مصدر الصوت ليجـد شاباً في أواخر العشرينيات مُرتدياً ستره سوداء وعلامات الغضب داهمت وجهه بشكلٍ ملحـوظ،،،
رمقـه سليـم في ثبات ومن ثم قام بتحريك حاجبيه بإستفهام ليُتابع عاصم قائلاً بحــده...
-وصلت زبونه قبل كدا لمكان قريب من هنـا..هي عيونها خضـرا وشعرها طويل واسـود وملامحها شبه الفلبينيــات.
إنتبـــه سليــم لهذه المواصفـات في صدمـه حيثُ ضيق عينيه في شــرود ومازال واضعاً يده في جيب بنطاله وهنا تابع عاصم بنفاذ صبر...
-قابلت واحده بالمواصفـات دي.
بـادره سليم بإبتسامــه بارده ومن ثم ردد بنبرة إستفــزازيه...
-تؤ،،اصل انا شُغلتي سـواق ،مش فاضي احفظ ملامح كُل واحده هتركب معايا التاكسـي.
رمقـه عاصــم بنظره غاضبه ومن ثم تنحـي جانباً وقــام بإخراج هاتفـه،،،
وبعد عـده دقائق من محاولات الإتصـال بشخصُاً مـــا..وجده يُتابع بنبرة عنفوانيـه،،،
-إنتِ فين يا نـــوراي..إنطقي..صفيه هانم بتموت وعاوزه تشوفك..اوعـي تكوني فاكره،،إن مش هلاقيكِ.
كــانت عيناي سليــم تُراقبه في فضـول ولكن أصابتـه الصدمه عندمـا نادي باسمها في هاتفـه الجــوال،،
أغلقـت نــوراي الهاتف في وجهه بزُعـر فقد قام بمُهاتفتها من رقم غير مُدون لديها،،،
في تلك اللحظة صـــر عاصــم علي اسنانه ومن ثم ألقــي الهاتف أرضــاً وداسـه بقدمه وبعدها إنطلق في غضب كاســـح،،،
تابعــه سليــم بعينيـهِ حتي قاد سيارته بسُرعه رهيبـه بينمـا كــور سليــم قبضه يده في إنفعـــال،،،
مــاذا فعلت هذه الفتــاه كـي يُلاحقهـا شاباً كهذا ونيران الغضب تحرق ملامحـه،،ما هــو ماضيها وما علاقته بها فهي لٙم تكُن تعيش داخل مصرِ حتي ايام قليله فاتت..كذلك قالت هي،،،،
قــــام بالدلــوف داخل سيارتهِ ،،مُنطلقاً بهــا حيثُ منزلهِ،،وعقلـه لٙم يتوقف بعد عن التفكير..ولكنه لا يعلم ما مصدر هذا الغضب به،،فهي فتاه عــاديه وتلك حياتها الخاصة،،مــاذا به الآن،،،
مســح بكفه علي وجهه في عصبيه وقاد سيارته بسرعه رهيبــه،،،
"علي الجانب الاخر"
ألقـــت نــوراي بالهاتف أرضــاً ثم جلست بأحدي زوايا المنزل وتقوســت علي نفسها في خوف من تهديداتهِ وكذلك حُزنها الشديد لحــال تلك العجـوز،،،
أخــذت تبكي في هستيريه ونبراتها تزداد علواً مع مـــرور الوقت كذلك بدأت أطرافها ترتعش كهزه خفيفــه تُطيح بها....
في تلك اللحظة وجــدت طرقات عالي علي باب منـزلها لتصرُخ في خـوفٍ ونبرة مُرتعشــه...
-ع ع ع عاصـــم!!!
لٙم تتحرك خُطوه واحده من مكانها بينمـا قام هو بفتح باب المنزل بمفتاحهِ الخــاص ليجدها تصرُخ في فـزع...
رمقهــا سليــم في صـدمه من حالتها تلك ومن ثم بدأ يقترب منها في تـرقُب حيث ردد بنبرة قـٙلقــه...
-إنتِ كويسه؟!!
لانــت ملامحها قليلاً ولكنها لم تتوقف عن البُكاء بينما جثـي هو علي رُكبتيه  ليرفع وجهها إليه هاتفاً بتساؤل..
-إنتِ خايفه من ايه؟!!
نــوراي بشهقات مُتقطعه:م م م منه.
ضيــق سليـــم عينيه في ثبات إنفعالـي ومن ثم تابع بنبرة هادئه...
-هو مين يا نوراي!!!
أســـرعت نــوراي بوضع رأسها علي صدره وكأنها تحتمــي به وراحت تبكي في صمــت بينمـا إستغرب هو مما فعلتـه،،،
تنهـــد بقوه تنهيدة تـوحــي بثُقل همومـه ولكنه ربت علي خُصلات شعرها بحنو قائلاً...
-إنتِ مين!!..وايه ماضيكِ..وليه الشخص دا عاوز يأذيكِ.
نــوراي بنبرة ساكنه:انا ما كونتش عايشه في الفلبيـن عند اهل ماما..زي ما قولتلكم...!!!!
يتبع
#علياء_شعبان

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن