32

14.7K 530 24
                                    

الحلقه (32).."هو ليّ".
---------
استحوذ عليه الشـك وفكرة الانتقـــام ،لا يمكنهُ أن يثق في كلامها وكذلك ليس بيده شيء ســوي ترك مُجرد رسالة تهديدية له،،
رمقتـــهُ نسمه بنظرة غاضبة ،لتتجه بخُطواتها إليها وما أن همّ بالدلوف داخل سيارته حتي وجدها تضغـط علي الباب بكفها لتُغلقة بقوة...

-انا ماخلصتش كلامي يا أستاذ انت ؟!

إشتــدت حدة عينية، وقطـب حاجبيه في إستغراب من تصرفها هذا معــه ومن ثم إنتقـل ببصره إلى​ يدها الممدودة ناحيه باب السيارة ،وراح يُردد بصوتٍ أجشٍ..
-بس انا وصلت الرسالة ،وكلامي مش معاكِ أصلًا.
نسمه وقد لوت شفتيها بحركة خفيفة تنم عن مـدي تهكمها من ثورته تلك :
-إنت يا بني آدم ليه مش عاوز تستوعب ،البنت بقيت علي ذمة راجل تاني وإنت لسة بتدور هترجعها أزاي ...الوضع إختلف هنا اللي بتحـاول تاخدها بالعافية دي تبقي مرات سليـم مش حبيبتة ..يعني لو فكـرت تقرب منها الموضوع هيوصل للـدم وسليم مابيهـزرش.

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة باردة وراح يردد بوجوم:
-وفري نصايحك لنفسك ويالا أبعـدي من قدامي.
نسمه بإصـرار :
-بتضـايق لمّا تسمع اسمه وانهم مع بعض ،طيب سليم ،سليم ،سليم وعارف كمـان زمانهم عايشين في تبـات ونبات وخلفوا نسمات .. وخليك إنت كدا تبكي علي الأطلال وكُل ما تفتكر إن سليــم علم عليك ،يجيلك مغص.
كــز عاصم علي أسنانه وقد أجفل عينيه قليلًا بنفاذ صبر وراح يهدُر بهــا بعُنـف،،
-غوري من وشـي .

إرتعشـت فرائصها بشكلٍ لا إرادي ،لتبتلع ريقها بصعوبة فقد خشيت من تهـوره عليها وهنـا أبعـدت يدها عن مقبض الباب وراح تهـرول مُبتعدة عنه ،ولكن ليس قبل أن تضع بصمتها عليه..حيث داست قدمـه أثنـاء مرورها ليُصدر تأوهــًا مكتومًا وهو يكور قبضة يده بثبــات...
-عربية نقل محملة أنابيـب ،عــدت علي رجلي .

إلتفـتت بوجهها إليه تتفقـد حالتة بعد هذه الإصابة لتجده يتفوه بكلام شائنٍ ،تجاوزت عتبة الباب الرئيسي للمنـزل  علي الفـــور ،بينما قـاد هو سيارته ليبتعـد وفجــأه مـالت بجذعها للأمـام وإلتقطـت تلك الجثوة ثم صوبتها إلي السياره حتي أصابت الهـدف ثم إفتـر ثغرها عن إبتسامة تشفي قائله...

-ماشي يا عاصم باشا ؟!!!
-------
لا يسعنا الآن إلا أن نعترف بطيبتـه البادية في ملامحه وكذلك أفعاله حتي لو إقتـرف خطـأ في ماضيه فـ هو الآن يـدفع ثمن هذا غاليـًا...

نحا فؤاد بصره إلي حسـن الذي باح إليه بكُل تفصيلـة بالموضوع بينما تنهــد فؤاد بآسي وتبعها نبرة ثابتة ،،،،
-اسمع يا حسـن ، إنت أه ابن أخـويا ورغم إن علاقتي بيه كانت مُنعدمة ودا لأسباب كُلنا عارفينها بس انا الوحيد فيكم اللي نـدمان عليها ،بس للأسـف انا مش هينفع أساعدك تكون ضد أخوك لأن ماجد بيحب سليم أوي وكمان ناجي كان بيحبه زيكم ..وطالما هو كتب له ورث فـ دا يرجع لناجي وحده ،ملناش حق نتـدخل .. الطمع نهايته وحشه بالظبط زيّ نهايتي ..يوم ما قررت أتجوز إلهــام وهي اللي حرضتنـي إني أمضي ناجي عن أوراق تنازلة عن ملكيته وابعـد عنه وانا زيّ الأهبل مشيت ورا رغباتها ،،وما سمعتش كلامه عارف يومها قالي أيه ؟! .. "قالي يا فؤاد انا أخوك الكبير ،يعني في مقام الأب ولا كنوز الدُنيا دي تفرق معايا طول ما إنت جنبي ،ما تسمعش كلامها يا فؤاد ..ما تبعدش عني وانا هتنازل لك عن كُل حاجه"..وقتها خليته يتنازل فعلًا وأخـدت كُل حاجه ومشيت معاها..عارف ..انا دلوقتي مش مرتاح في حياتي ،إلهام بعدت اخويا عني وعُمري كُله راح مع سـت طماعة وربنا إبتلاني في ابني ، ربته علي الهمجية والعُنـف وان كُل حاجه يشاور عليها تتحـقق ،لحد ما ضــاع مني ومش عارف هقـدر أرجعه عن اللي فيه دا أمتي ؟!.بلاش تغلط نفس غلطتي ،بلاش الزمـن يعيـد نفسه من تاني ،وأتمني ماجد ما يعرفش إن انا عمه غير لمّا أقرر انا دا .. علشان علاقته بعاصم  مش مطمئنة ومش هيقتنـع أنه ابن عمـه أبدًا .

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن