1

80.7K 1.1K 15
                                    

الحلقه (1).."هو ليّ".
خٙيّمٙ الظلام علي الغرفه في ليله كأداء من ليالي الصيف حيث جلست تلك السيده ذات الرداء الأحمـر، مُرتعـده من شـده الخوف تتقوس علي نفسها كجنين داخل رحم امه في زاويه من الغرفه،لا يصل إليها الضوء إلا من فتحة صغيره كائنه بجانب الباب...
لتجد احدهم يُردد بنبرة هادره...
-يلا ماعادش في وقت تاني...؟!
رمقتهُ بنظرة مكسوره الخاطـر ليمد يده لها حتي عاونها علي النهوض،فقد خارت قواهـا ولا تحملها قدماها مُطلقاً فأخذت تُردد بنبره مُتشنجـه والعرق يتصبب علي جبينها..
-والله العظيم ،انا مظلومه.
الحارس بثبات:ربنا يتولاكـي برحمته.
إصطحبها الحـارس إلي غرفه الإعـدام وهي مُقيده اليدين والقدمين حيث ينتظرهـا رئيس السجن ومجموعه من الضُباط بصُحبه أحـد الشيوخ...
قام ضابط السجن بتلاوه منطوق الحكم الصادر ضدها وما أن إنتهي حتي قام الشيخ الحاضر بإنطاقها الشهادتين وكذلك طلب منها أن تستغفر الله عما صدر منها بينما هتفت هي بنبرة باكيه...
-والله العظيم انا مظلومه.
في تلك اللحظة قام عشمـاوي بإقتيادها إلي منصه الإعدام ووضع الطاقيه السوداء علي وجهها وتم تعليق حبل المشنقه في رقبتها مُنهي حياتها...
"جانـوراي سيده قاربت علي الأربعين من عُمرها،فلبينيـه الجنسيه قادتها مهنتها إلي مِصر  حيث تعمل مُمرضه بإحدي المشافـي بمُحافظه القاهـره..عشقت رئيس عملها (صالح) ،ثم تزوجا بعد مُوافقه اهليهما..حيث يعمل صالح مُديراً لهذه المشفـي...
باتت حياتهما سعيده وخاصه بعد إنجابهما لطفلتهما الصغيره ولكن لٙم يدُم الحال طويلاً حيث بدأ هو يتعاطى المُخدرات وأصبح عمله مُندرجاً تحت أعمال غير مشروعة...
Flashback,
داخل شقه في أحد الأحياء الشعبيه بمنطقه شُبرا، دلفت إلى غرفه ابنتها لتجدها قد راحت في سُبات عميق، تنهـدت جانوراي آسيه علي ما حل بها من مصائب،لتجده يدلف داخل المنزل يترنح بثُقلٍ وتنبعث الروائح الكريهة من فمـه ومن ثٙمة إقترب منها ليضغط علي ذراعها قائلاً..
-فكرتِ في اللي قولتلك عليه!!!
زفرت زفرة فيها أنين ثم أبعدت يده بغيظ قائلـه...
-بندم إني سيبت بلدي ،وقضيت معاك عشر سنين..لازم تفوق لنفسك إنت كدا هتضيع وتضيعنا معاك.
إنقبضت عضلات وجهه بشكل لا إرادي ثم تابع بنبرة مُتشنجه...
-إنتِ عوزاهم يقتلونـي..هم كام طفل اللي هتخطفيهم مُقابل حياه جوزك.
جانوراي بحسره وقد ترقرت عينيها بالدموع...
-ليه وصلت نفسك للحاله دي..حولت شُغلك للتجاره في اعضاء الناس..وبدل ما تكون أمين علي كُل مريض في المستشفي..بقيت أكبر حرامـي..ذنبهم أيه الناس اللي بتخدرهم وتاخد اعضائهم للعصابه اللي بتتعامل معاها.
إحتقن وجهه من شده الغضب ثم تابع بنبرة سادره...
-دي ناس كبيره علينا اوي..هددونـي ببنتنا لو ما نفذناش طلباتهم.
هربت الدماء من وجهها حيث صرخت في ذُعر وهي تلطم صدرها...
-وبنتي ذنبها أيه!!..دا انا ابلغ عنكم البوليس لو حد قرب من بنتي..إنت فاهم!!..حسبي الله ونعم الوكيل فيك..إنت اللي وديتنا لسكه الحرام وكان بإيدك تعيش مُحترم.
جلس هو إلي الأريكه الموضوعه في مُنتصف الغرفه ثم تشدق بالكلام قائلاً...
-بُكرا الصُبح تخطفي كام عيل..علشان اوديهم للناس..مش كفايه بسبب إعتراضك مانعين عني الحشيش.
كابدت الكثير من المصاعب في حياتها ،حيث أُجبرت علي السير في طريقٍ لٙم ترغب به قط بل رغبت عنه ،فدائماً تشعُر بالإشمئزاز من حياتها حيث نفذت ما رغب به زوجها وعصابته...
تقوم هذه العصابة بسرقه الأطفال وإستخلاص أعضائهم وتصديرها إلي المسؤليين عنهم بالدول الأجنبية ولم يكتفوا بهذا بل قامـوا بتهريب الممنوعات داخل جُثث هذه الأطفـال..
لم ترضٙ هي عمـا يحدُث فعاشت كاسفه الوجه،لٙم تغب عٙبراتها عن عينيها،كذلك بدأت في الفتره الاخيره من حياتها بالبحث عن عمل أخر لسد حاجيات أسرتها حيث بدأت تعمل كخادمه في أحد القصور ذات الثراء الفاحش..عملت بهذا القصـر لمُده طويله،، وذات يوم....
بدأ يتجرع كأس الخمر بعد أن أغلق القنينه بالسداد ليلتفت إليها مُردداً بثوره عارمه...
-يعني ايه مش هتخطفي اطفال تاني!!!
لوت شدقها في سُخريه وعٙبرت قسمات وجهها عن الإمتعاض والرفض حيث تابعت قائله...
-زي ما سمعت..ربنا يسامحني ،علي المره اللي سلمتلك اطفال بإيدي..وانا مُستحيل اكرر المصيبه دي تاني واغضب ربي.
إرتشف جُرعه اخري من الخمر ثم هتف بغضب..
-ومش خايفه علي بنتك.
توارت هي في تلك اللحظة خلف باب غُرفه ابنتها حيث هتفت بثبات...
-هي بنتي لوحدي يا صالح!!!..الله الغني عن افعالكم والحامي لبنتي.
جلست إلي الفراش وهي تنظُر لصغيرتها في حسره وقد سالت الدموع بغزاره علي وجنتيها ثم طبعت قُبله حانيه علي جبين الطفله قائله بنبرة جاديه...
-سامحيني يا بنتي علي اللي هعملـه..بس غصب عني يا بنتي..جه الوقت اللي لازم نفترق فيـه..بس افتكريني لو جيت علي بالك وادعيلي بالرحمه واوعي تصدقي اي كلمه مش مظبوطه عني..انا عيشت احميكِ..ولو ربنا اراد إني اعيش اكتر ،هفضل احميكِ..وحمايتك إنك تبعدي عننا.
قـامت جانـوراي بتنفيذ ما خططت لفعله مُنذ أيام حيث أودعـت إبنتها داخل هذا القصر الكبير،لتتبناها صاحبه القصر السيده صفيـه..
فارقـت جانـوراي إبنتها وكأن روحها تخرُج منها في سُكرتها ولكن هذا ما اقتضتـه حمايه طفلتها من عٙراقيل الحياه...
تطـورت الأحداث بعد ذلك ،فعندما علمت العصابه برفضها عن التحالف معهم ،قاموا حينذاك بقتل زوجها ثُم ألفقوا لها تُهم عديده وكذلك صور ومُستندات زائفـه لكي يتخلصون منها...
وبالفعل نجحوا في ذلك حتي أصبحت هي حبيسة سجنها إلي أن تم تنفيذ حُكم الإعدام بـها....
Back.
--------
يُسمعني حينٙ يُراقصُني~~كلمات ليست كالكلمات.
يأخذُني من تحتِ ذراعي~~يزرعُني في إحدى الغيمات.
والمطـرُ الأسودُ في عيني~~يتساقطُ زخاتٍ زخات.
يحملني معه يحملني~~لمساءٍ ورديّ الشُرفات.
وانا كالطفلةِ في يدهِ~~كالريشهِ تحملها النسمات.
نهضت عن مقعدِها الهزاز وأخذت تتراقص علي اطراف أصابعها مُنسجمه مع كلمات هذه الأُغنيه المُفضله لها وسُرعان ما تداركـت وجود القفص الخاص بطائرهـا الرقيق فهي تهيّم حُباً بها (البومـه)..
إقتربت نـوراي من ذاك القفص الخشبي ثم إبتسمت بُهيام وهي تُخاطب بومتها...
-تعرفي إنك جميله اوي..معرفش ازاي الناس مش بيحبوكِ...بس مش مُهم ،الاهم إن انا بحبك..وبعدين إحنا بينا حاجات كتير مُشتركه مثلاً..زي العيون انا وإنتِ عيونا خضرا وأكيد بتحبي ماجـده الرومُي زيي مش كدا ولا أيه؟!!
"نـــوراي فتاه في الرابعه والعشرين من عُمرها ،تخرجت حديثاً من كُليه الحقوق..ذات بشره بيضاء مُتورده ويكسوها النمش،وعينيان خضراوتان ولكنهما يتميزان بالضيق والحده كذلك تمتلك شعراً مُسترسلاً حريرياً ،يتميز بطوله وشده اسوداده.
فهي فتاه مِصريه الأصل  من أمِ فلبينيـه فقد توارثت عن والدتها بعض الملامح كذلك إكتسبت ملامح مصريه عن والدها ولكنها بصفـه أُخري إكتسبت ملامح جديده لا يمتلكها الأبوين كالنمش والعيون الخضراء.
أغلقـت نــوراي الكاسيت الموضوع علي الطاوله الخشبيه عندما سمعت صوتاً ضعيفاً يهتف من إحدي الشُرفات..
-نـــوراي!!!..تكوني قدامي حالاً.
أومأت نـوراي برأسها إيجاباً وبعدها نظرت بإتجاه بومتها قائلـه...
-هشوف ماما صفيه ورجعالك حالاً.
إتجهت نوراي صوب باب القصر وما أن هٙمت بالدلوف داخله حتي وجدته يقف امامهـا وهو يحملق بها في ثبـات وهنـا إبتعدت عنه في توجُس وقد كبا لون وجهها....
كانت خُصله من خُصلها تسقط فوق عينيها ،ليلتقطها هو في عجرفه ثم ردد بنبرة آمــره..
-علي اوضتي علشان عاوزه تتوضب.
نـزعت جٙدِلتها من بين يديهِ في خوف ،ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنه لتتقِ نظراته الجريئه لها دون أن تتفوه بكلمه...
"عاصــم،حفيد السيده صفيه والوريث الوحيـد لهذا القصر..فقد إصطبغ بطباع والدتـه التي لم تُعجب السيده صفيه مُنذ زواج ابنها بهذه السيده..فـ عاصم ،شاب حاد الطباع يتصرف دائماً كما يُريد غير مُبالٍ بمــا يُقال عنه،كذلك يخشـاه الناس ويمتثلـون لأوامره سواء بملأ إرادتهم او مُجبرين علي ذلك،،ينتزع كُل شيء يتمناه من صاحبه حتي لو لم يكُن له الحق في ذلك..صارم الوجـه ،غليظ الكلمـات"
في تلك اللحظة قطع حديثه هتاف السيده صفيه بنبرة جامده وهي تتعكز علي الدرابذون الرُخامي هابطـه الدرج...
-مية مره قولتلك..نــوراي مش خدامـه هنا..هي بالنسبه لي بنتي وحفيدتي انا اللي ربيتها وليها في القصر دا زيك بالظبط،
ومن ثم أكملت بصوت أجش..
-قدامي علي الأوضه يا نــوراي عوزاكي ضروري.
أومأت نوراي من بعيد بتفهُم حيث راحت تمشي في قلق من نظراته لها ولكنها تحمد الله أن تلك العجوز تحميها من جبروتـهِ.
هـرولت بإتجاه الدرج وهي تلتقط أنفاسها بالكاد ثم دلفت بصُحبه تلك العجوز إلي غرفتها....
رمقهما عاصـم في جمود فهو لا يستطع إظهار عجرفته وسوء تصرفه امام جدتهِ وهنا كبا وجهه من شدة الغيظ ثم تابع بصوت أجش...
-فين الغدا يا راضــي!!!
"راضي ،رجُل شيخ في أوائل الخمسينيات وهو المسؤل عن أمر الطعـام بالقصر وله علاقه وطيده بـ نوراي فهو يعمل داخل القصر مُنذ مجيئِها إليه وقد تربت علي يديه"
هرول راضي إليه ثم ردد بنبرة خافته...
-خٙمس دقايق وهيكون جاهز يا عاصم بيه.
إتجـه هو في تلك الأثنـاء حيث غُرفه الطعام المُلحقه بالطابق الأرضي وما أن جلس إليها حتي تعقبته والدته قائله بتساؤل...
-مالك يا عاصم مش في المود يعني!!!!
"والده عاصم،السيده إلهـام ،سيـده تهتم بالموضـه والطبقات الإجتماعية بشكل كبير..لٙم تعترف يومـاً بكون نوراي من أفراد هذه العائله طبقاً لشروط السيده صفيه..تتعامل بغطرسه مع الجميع ولا يسترضيها شيئاً أبداً..فهي نُسخه ثانيه من ابنها،ولدقه القول فهي النُسخه الأصليه منه...لذلك لا تطيق السيده صفيه رؤيتها ولا يجتمعان علي طاولة طعام واحــده أبدًا.
عاصـم بوجه مُكفهر حيث بدأ في إرتشاف كوب العصير الموضوع أمامه...
-بقيت بلاحظ غلطات في القصر بشكل ملحوظ..وكُل قانون بحطه للقصر صفيه هانم لازم تخالفه.
إئتكلت إلهـام غضباً من حديثـهِ فهي لا تطيق سماع اسم هذه السيده ودائماً ما تُلقبها بالعجوز الشمطــاء ،وهنا رددت مُحتجـه...
-انا مش عارفه ،هي الموت ناسيها ليه!!.
عاصم مُكملاً بنبرة مُتسائله...
-بابا..ماقلكيش راجع من رومــا أمتي؟!
إلهـام بتأكيد:قال إنه هيرجع في الويك إنك (weekend)-نهاية الاسبوع-،،مش كان أخدني معاه.
إنتصب عاصم واقفاً وهو يُهندم من بذلتة ثم تابع بنبرة بارده...
-هو رايح يتفسح يا ماما..دا شُغل.
إلهام بإستغراب ونبرة مُتسائله...
-رايح فين مش هتتغدا!!!
إبتسم لها بجمود ثم تابع وهو يتجه صوب باب القصر..
-لا
"علي الجانب الاخر"
داخل غُرفه نــوراي،
جلست نــوراي على طرف الفراش حيث تجلس خلفها السيده صفيه التي شرعت في تمشيط شعر نـوراي وقد أخذهما الحديث وهنا إستئنفت السيده صفيه حديثها قائلة بإعجاب...
-شعرك حلو ،زي شعـر والدتك يا نـوراي.
تابعت نوراي وهي تنظُر في الفراغ بنظرة باهته...
-هو انا شبه ماما اوي كدا؟!!.
اومأت السيده صفيه برأسها إيجاباً ثم إستكملت قائله بحنو وهي تُدير وجه نوراي بكفيِها...
-شبهك في كُل حاجه..عيونك وشعرك حتي بشرتك،وكمان حُبها للون الابيض اللي كان بيدُل عن السلام والطيبه اللي كانوا في شخصيتها وأغاني ماجده الرومي طبعاً.
نوراي وقد إبتسمت بمرح مُشابة لتصرفات الأطفال:طيب وكانت بتحب البومه؟!!
صفيه بضحكه حانيه وهي تحتضن نــوراي إليها...
-أهـي دي بقي الحاجه اللي أخدتيها مني انا..بس النمش ولون عيونك ،إنتِ مش وخداهم من حد خالص.
رمقتها نـوران بأعينٍ لامعـه غير مُدركه سبب فراق والدتها له،وهنا تابعت بحيـره...
-بس هي ليه سابتني يا ماما صفيه؟!
تنهدت صفيه بعُمقٍ ،تنهيده تُعبر عن حُزنها لرؤيه الصغيره علي هذا النحـو وهنا تابعت...
-الدُنيا بتاخدنا من بعض وإحنا مش حاسين وأوقات إحنا اللي بنسيب بعض برغبتنا،بس رغبه وهميـه..علشان دي رغبه إجبار.
نــوراي وقد تلعثمت في الحديث قليلاً وبعـدها أخرجت نفساً من صدرها ينم عن قلقها قائله...
-بس أنا..كُل يوم بيزيد وانا في القصر دا.
ربتت السيده صفيه علي ظهرها في حنو قائله...
-أوعي تخافي..طول ما انا جنبك،،محدش يقدر يأذيكي.
---------
داخل أحد البنايات بمنطقة شُبرا وخاصه في إحدي الشقق قديمه البناء،توجـه إلي القبله مُتبتلاً ،يُصلي بهما في خشوع وما أن إنتهي حتي تابع هو بنبرة مُحبه...
-تقبل الله.
"سليــم،شاب في التاسعة والعشرين من عُمره،،وُلـد في هذا الحي الشعبي وقد إصطبغ بأخلاق أبنـاء الحي ،قد تخرج من كُليه الحقوق مُنذ خمس سنوات ،ولكنه لٙم يعثُر علي عملٍ حتي وقته هذا،،لذلك إتجه لإحتراف مهنه السواقـه لأنه المسؤل الوحيد عن عائلتهِ بعد وفاة والده ،كذلك يمتلك صاله رياضيه،،فهو يعشق الرياضه،،وهذه الصاله ،الشيء الوحيد الذي أختاره في هذه الحياة..ذات بشره حنطيه وملامح شرقيـه فذه ومُتميزه...
إبتسم سليم بدوره ثم تابع بحنو ...
-منا ومنكم يا أمي.
خديجه وهي تنتصب واقفه عن الأرض ثم خلعت عنها حجابها قائله...
-امـا أقوم احضرلكم الأكل.
سليم وهو ينظُر لشقيقته ،رافعاً أحد حاجبيه في مُزاح...
-وإنتِ مش هتذاكري يا فاشله.
"روفيدا الأُخت الصُغري لـ سليم،طالبه بكُليه الألسُن،،ذات جمال خاص وهادئ وتـرتدي حجاباً يزيد ملامحها هدوء"
رمقتـه بجانب عينيها ومن ثم تابعت وهي تصر علي أسنانها...
-كُل دا علشان جيبت في مـاده واحده مقبول؟!!..محسسني إنك أحمد زويل.
إقترب منها سليم ثم قام بالضغط علي وجِنتها مُردداً بغطرسه ضاحكه...
-انا سليــم رؤوف النجـدي ،يا بنت.
روفيـدا وهي تنظُر له في غيظ...
-سيب خدودي..ايه علاقتها بالموضوع دلوقتي.
أطلق سليم ضحكه مرحه علي حديثها ثم تابع بنبرة خبيثه وهو يتجه باب الغرفه...
-ما هو انا اللي بدفع الفلوس..علشان الخدود دي تكبر..لما خدودك غطت عينك وهتنفجر فينا كُلنا...ولحد ما جوزك ييجي ياخدك،هلعب فيهم براحتي.
لـوت روفيدا شدقها ثم رددت بنبرة ساخـره...
-ما الحلوه بتاعتك عندها مناخير أكبر من خدودي.
سليم بإبتسامه هادئه وهو يصطحب شقيقته للخارج ،واضعاً إياها اسفل ذراعهِ...
-سلام قولاً من ربٍ رحيم...يا ستي والله انا لا بحبها ولا في بيني وبينها حاجه..بس مش عاوز اتغابي عليها..فـ تزعل تقوم واكله أكتر ،،وتتخن زياده وانا خايف علي سلم البيت في طلعتها ونزلتها..ما إنتِ عارفه البيت مهكع ومش بيستحمل الاوزان الثقيله.
روفيدا بضحك:ما تاخدها معاك الصاله وتكسب فيها ثواب.
في تلك اللحظة قطع حديثهم مجيء والدتهما التي رددت بنبرة حانيه...
-يلا يا ولاد الغدا جاهز.
إبتسـم سليم لوالدته ثم إقترب منها وأنزل عنها صينيه الطعام وبعدها طبع قُبله حانيه علي جبينها مُردداً...
-كُلوا ،إنتوا ..انا هروح لعمـي ناجـي ،زمانه مستنينـي يا أمـي.
خديجه بتفهم وهي تركُض بإتجاه المطبخ من جديد...
-طيب خد له الأكل دا معاك وغديه يابني.
سليم يوميء برأسه موافقاً:حاضر يا ست الكُل.
خديجه بحُب قائله:ربنا يبارك فيك يا سليم يا ابن بطني..ويوسع رزقك ويديك علي قد نيتك وافرح بعيالك.
روفيدا وهي تؤمن علي دعاء والدتها...
-اللهم امين.
تنـاول سليم الطعام من والدته ،حيث وضعته في أوانـي بلاستيكيه وقامت بتغطيتهم جيداً...
إتجـه سليم خارج باب المنـزل ،وقبل أن يهبط الدرج سالكاً طريقه يجدها تطُل من الباب المُقابل لهم قائلـه بصوتٍ صاخب..
-سلييييييييم؟!!!
يتبع
#علياء_شعبان

هو لىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن