مله دبس

3.1K 149 31
                                    

هناك حكاية حقيقية كان يحكيها لنا وآلدي عن رجل اسمه (مله دبس) وهي حكاية تحمل في طياتها كثير من العبر سألخصها لكم :

كان مله دبس رجل خداع ويستغل بسطاء العقول وقد عاش في احد اهوار العراق فترة من الزمن وبما انه مله (اي انه قاريء يقرأ في المجالس) اعتقدوا انه يفهم كل شي بالدين فكانوا يستشيرونه ويسألونه عن الدين وعندما التمس فيهم الجهل استغل سذاجتهم وبدأ بأستغلالهم حتى بدأو الناس الجهلة يعتبرونه نبيا مرسلا لا انسانا عاديا وكل كلمه يقولها يتخذونها لحياتهم ففي احد الايام طلبوا منه ان يكلم الله ليسقط عنهم الصلاة والصيام وباقي التكاليف الشرعيه التي لا تلائم مزاجهم بحجة انهم لا طاقة لهم على الصلاة والصوم وغيرها، فأستغل سذاجتهم وتظاهر بأنه يصعد الى السماء ليعقد اجتماع مع الله ليسقط عنهم ما يريدون متواريا عن انظارهم لفترة من الزمن وكل ذلك مقابل اموالهم واثاثهم وحيواناتهم  وهم كانوا يصدقونه
وصل خبر مله دبس الدجال الى الحوزة العلمية في النجف الأشرف انذآك وكان هذا الموضوع خطير ولا يستهان به
فأرسلت المرجعية
احد تلاميذها المتميزين للهور ليهدي هؤلاء الناس ويظهر مله دبس على حقيقته امامهم
وما ان وصل طالب الحوزة الى هناك رحبوا  به في باديء الامر ، وبدأ يعلمهم ويوضح لهم شرائع الدين  لكنهم لم يتقبلوا كلامه
فحاول الشيخ ان يخترق قلوبهم وافكارهم الضالة ليفهمهم
فسمع مله دبس بذلك فخاف ان يكشف امامهم وتضيع كل مأربه وحيله عليهم فذهب الى مجلس الشيخ مستمعا لما يقول وبعد ان انتهى الشيخ من كلامه قهقه المله وبصوت مرتفع وبالغ في الضحك فتعجب الناس وسألوه لماذا تضحك هكذا يا مله  قال مله دبس :هذا الشيخ جاهل
تعجب الناس وسألوه كيف !
قال :ان كان عالما فليكتب لي كلمة(حيه)فقط لا غير 🐍
تعجب الشيخ من المله وشك في انه يريد الايقاع به لكن لا يعرف كيف
فجائوا له بقلم وورقة فكتب الشيخ كلمة (حيه)
فلما رأها المله سخر منها وقال :بالله عليكم هل هذه حيه ورأوها جميع الناس،واجابوا انها ليست بحيه ظنا منهم انها رسما لا كتابة فقد كانوا لايعرفون القراءة والكتابة
فقاموا بطرد الشيخ  فخرج الشيخ الذي كان يرثى لحاله ليبحث عن قارب يوصله الى الجهة الاخرى ليعود من حيث جاء الا ان اصحاب القوارب امتنعوا من ايصاله (مسكين الشيخ)
بينما هو كذلك أشر له احد اصحاب القوارب 🚣 لأيصاله ففرح الشيخ كثيرا
وركب في القارب بينما هم في مكان بعيد عن اليابسة حدثه صاحب القارب : اني ارتكبت سرقه واريد ان اتوب واريدك ان تغفر لي فأجابه الشيخ: ان الله هو الغفار ولست انا استغفر ربك اولا
فغضب الرجل وهدد الشيخ ان يرميه في الماء ان لم يغفرله. 
  فكر الشيخ قليلا وقال له: غفرت لك.لقد عرف ان هؤلاء لا يفقهون من الدين شيئا فأراد اسكاته لينجوا من هذه الورطة
 هدأ الرجل ثم قال له: اني ارتكبت جريمة قتل واريدك ان تغفر لي قال له الشيخ: كيف تفعل مثل هذه الاشياء الا تخاف الله اجابه الرجل: ويجب عليك ان تغفر لي والا اغرقتك
 
سكت الشيخ واجابه حسنا وعندما بدأ القارب يقترب الى اليابسه حدثه صاحب القارب عن جريمة اخرى فعلها. فسكت الشيخ حتى وصل القارب الى اليابسة

قفز الشيخ وقال للرجل ياجاهل كيف تطلب مني المغفرة والله هو الغفور الرحيم ثم ان جرائمك لا تغتفر اذهب الى اللذين ظلمتهم واطلب السماح ثم استغفر الله لربما ينفعك ذلك. فغضب الرجل على الشيخ وحاول قتله لكن الناس حالت دون ذلك ونجا الشيخ من تلك الحادثة بأعجوبه فعرف ان الجهل اكبر عدو للانسان . ولم يستطيع بعده احد الاقتراب من تلك المنطقة  وبقي فيها ذلك الدجال يصول ويجول فيها حتى اهلكه الله.
 العبرة من هذه الحكاية اننا لربما نجهل من نتبع هل ارشادته تقودنا لرضا الله او لغضبه علينا. والا نكون جهلاء حتى نقع في الاخطاء ونخسر ديننا وانفسنا. علينا بالتفكر والتدبر والتعلم ولا نجعل انفسنا فريسة سهله يستغلنا الماكرون

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن