نكران الجميل

1.3K 22 1
                                    

كان رجلا يمشي وحيدا في الغابة فرآى حية ملتفة وفوقها صخرة كبيرة تمنعها من الحركه ولما رأت الأفعى الرجل طلبت منه المساعدة فأشفق عليها ورفع الصخرة من فوقها ولما رفع عنها الصخرة بدل ان تشكره التفت حوله وقالت له:كيف تأمن لأفعى سوف الدغك
قال الرجل: الست قبل قليل كنت ستهلكين وانا انقذتك. ، قالت: بلا ولكنني لا اشكر احدا
قال الرجل: مادمت ستقتليني دعيني احكم ثلاثة ممن نلتقيهم واذا اشاروا عليك بقتلي فأقتليني
قالت الحيه: حسنا انا موافقة
مشى الرجل والحية ملتفة عليه واذا بهم يلتقون بالبقرة فحكموها بعدما حكوا لها ما حصل ، فقالت البقرة: اقتليه ايتها الأفعى ولا تأخذك به رأفة فهؤلاء الناس اعطيهم الحليب ويذبحون ابنائي فهم يستحقون الموت
قالت الافعئ: انظر ايها الانسان ماذا قالت البقرة لقد امرتني بقتلك
قال الرجل: ولكن لدينا حكمين
استمرا في المشي حتى شاهدوا الحمار فحكوا له ما حصل
قال الحمار: الانسان يجعلني اجر العربات واحمل الاثقال لمسافات طويلة ويضربي ولا يرحم بي فكيف ارحم به اقتليه ايتها الافعى
قالت الافعى للرجل: انظر ما قال الحمار
قال الرجل: بقي حكم واحد ثم اقتليني اذا اشار عليك بذلك
تابعا المسير حتى وجدا الثعلب فحكوا له الحكاية ، فقال الثعلب: انا لم اسمع فأعذروني فانا اصم مثلوا لي الحادثة وانا سإحكم لكما قالوا له حسنا
فنزلت الافعى من على الرجل والتفت ووضع عليها صخرة وقال الرجل: هكذا وجدتها
اجابه الثعلب: انا لست اصم ولقد سمعتكما ولكن الحية لا تستحق المعروف اتركها هكذا حتى تلقئ جزاء نكرانها للجميل
فشكر الرجل الثعلب ووعده ان يعطيه دجاجتان سمينتان من حظيرته ، فأعتذر الثعلب ولكن الرجل أصر عليه ان يأتي معه ويعطيه فذهب الثعلب مع الرجل ولما وصلا لمكان قريب من منزله قال الرجل للثعلب: توقف هنا لأن الكلاب عندما تراك ستركض خلفك
وقف الثعلب بأنتظار الرجل بينما ذهب الرجل ليجلب الدجاجتان التي وعد الثعلب بها ولكنه عندما رآئ دجاجاته ندم على وعده للثعلب و بخل بها فقرر ان يطرد الثعلب وكان له كلبان احدهما اسمه حسان والثاني بكان فقال لهما (حسان بكان هش) اذهبا للثعلب
فذهبا نحو الثعلب الذي كان ينتظر الجائزة واذا به يرى كلبان شرسان قادمان نحوه فهرب مسرعا ونجا بإعجوبة
فقال الثعلب (جزاء الأحسان حسان بكان)
 
 اي ان المعروف اذا صنعته لأحد ولم يرد لك الجميل او يشكرك ستختفي مساعدة الناس شيئا فشيئا حتى يصل بنا الحال ان يستنجدنا احدهم ولا نساعده

وكان هذا مثل يقوله اهلنا للذي لا يرد لك الجميل فأختصروه بـ(جزه الاحسان بكان )

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن