حكايات اهلنا

العمل شرف

يقال ان شاباً خطب فتاة كان يحبها وكانت حالة اهلها المادية جيدة اما هو فحالته متوسطة ولكن وافقوا اهل الفتاة عليه لأنه شاب خلوق
كان هذا الشاب يحرص جدا على الظهور بملابس جذابة وراقيه امام خطيبته
اما خطيبته فكانت طالبة جامعية ومهتمة باناقتها ايضا
خطيبها كان يعمل في وظيفته صباحًا وفي المساء يعمل في محل لتصليح السيارات ليعين اهله ويكمل مستلزمات الزواج لأنه يعلم ان خطيبته تحب المظهر الجذاب والراقي
في احد الايام وبينما كان الشاب يعمل في محل التصليح رأى خطيبته متجهه نحو الشارع الذي هو فيه وتصور انها متجهه نحوه فأحس بالأحراج لأن ملابسه وهيئته غير ملائمة لتراه على هذا الوضع فكله دهان سيارات حاول الاختباء منها

في بادئ الأمر لم تنتبه له لكنها رأته عندما لاحظته يريد التهرب فأتجهت نحوه وسلمت عليه فرد السلام عليها وهو محرج فسألته ماهذا لماذا انت هكذا
قال لها: انا اعمل من اجل ان اجمع تكاليف الزواج ولكن لماذا انت هنا
قالت: كنت مارة من هنا لأختصر الطريق لبيت صديقتي
نظرت اليه وهو في حالة احراج شديد
فسألته: هل انت محرج مني لأني رأيتك بهذا المظهر
اجابها: نعم فقد اعتدتي ان تريني بمظهر لائق
ابتسمت وقالت له: انا الآن افتخر بك لأني طول تلك المدة ظننتك لست رجلاً صلباً تتحمل المسؤلية اما الان اثبت لي انك رجل بمعنى الكلمة وانا فخورة بك فالرجل الكادح واليد التي جعلها العمل خشنة يبارك الله فيها اكثر فعمل الرجل شرف وانا الآن وجدتك في عملك وليس لتلتقيني  حتى تهتم بمظهرك
انفرجت اساريره عندما سمعها تتكلم هكذا وقال: أأنت غير متضايقة
قالت: لا فلو جئت يوما مصادفة لرأيتني اعمل داخل المنزل ككل النساء لكل شيء وقت منه للعمل ومنه للزينه ومنه للراحة وللأطفال وغيرها كثير حسب ظروفنا
كان كلامها مشجعا له على الأستمرار

حقاً
تقاس الرجال بأفعالها ومواقفها الرجوليه
وبحبهم وتمسكهم بالعمل

وتقاس النساء بصبرها وحكمتها وكيف تواجه المشاكل بصلابة وقوة لتتخطاها بسهولة