الحارس

111 16 6
                                    

في احدى بساتين البصرة قديما عندما كانت مليئة بأشجار النخيل المتشابكة كأنها مظلة كبيرة تغطي اراضي واسعة
كان بعض الفلاحين يجنون ثمار التمر في موسمه وكانوا يفرشون الارض بالسعف وحصائر الخوص ليضعوا تلال التمر عليه حتى يحين ترتيبه في الصناديق عند انتهاء عملهم
في هذه المدة التي يبقى بها التمر مكشوفا للسرقة كل رجل يحرس ليلة ثم يليه دور صاحبه
في اول ليلة بقي احدهم ليحرس التمر
بعد الغروب وعندما اظلم المكان ولم تبقى سوى خيوط القمر الفضية تتسلل من بين سعفات مظلة النخيل
رأى رأساً عملاقاً اسود اللون يخرج من الأرض شيئا فشيئا ويصنع حركات مخيفة في وجهه حتى ارتفع بعلو النخلة ولم يظهر الجسد
فخاف الفلاح الذي كان يحرس المكان وهرب
وفي اليوم التالي حصل كل هذا ايضا مع الحارس التالي. طبعا حكوا ما رأوه للباقين ولم يصدقوا حتئ ذهبوا ورأوه بأنفسهم فقال لهم احدهم: مادام الحال هكذا اتركوا المكان فهذا المخلوق سيكون هو الحارس
وفعلاً لم يتجرأ احد للأقتراب من التمر الموجود في ذلك المكان في الليل
مرت سنوات ونسي الناس ذلك الحارس وتغير المكان
وفي احدى المرات كان احد الشباب يقف في نفس المكان يحمل سلة من التمر ليعود للمنزل وكان الوقت بعد الغروب فجلس قليلا ليغسل يديه في نهر قريب فسمع صوت غريب رفع رأسه فرأى ذلك المخلوق المخيف يمد لسانه وعيناه مخيفتان وتلوى كالأفعى
خاف الشاب وهرب مسرعاً
ولما حدّث ابيه بما رآه ضحك الأب وقال: لا يزال حارس التمر في مكانه رغم تغير اشياء كثيرة
الشاب: وماذا تقصد ياابي
الاب: هذا الحارس كان يحرس التمر منذ زمان جدك يا ولدي وحكى له حكايته

(يرادلنه حارس وفيّ مثل هذا على هواي اشياء ) 😉

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن