حكايات اهلنا

كذبة واحدة

يحكى ان احد الشيوخ اراد ان يشتري عبداً فذهب لمكان بيع العبيد شاهد الناس يشترون العبيد بأستثاء واحد فسال مالكه لماذا لا يشترونه الناس
قال: أن هذا العبد قوي البنية وخدوم وذكي ويعرف الزراعة والكثير من الاشياء
الشيخ: اذن لماذا لا احد يشتريه
الرجل:ان لديه عيب واحد
الشيخ وما هو
الرجل: يكذب مرة في السنة
ابتسم الشيخ وقال: نحن نكذب عشرات المرات في اليوم ونحاسبه على كذبة واحدة سأشتريه بما يتمتع به من قوة ومواهب وصفات جيدة  ودعه يكذب كذبته متى شاء مادام عيبا واحدا فلن يضر فكلنا عيوب

اشتراه الشيخ واخذه لبيته فكان العبد كما وصفه بائعه نشيط وبارع في الزراعة والاعتناء بالحيوانات ونشاطات المنزل والبناء واشياء اخرى
اما الشيخ فكان مسرورا منه وأحس انه ربح بهذا العبد الجيد
مرت الايام بهدوء وكل شئ على ما يرام
وفي أحد الايام سافر الشيخ  للحج مع اصحابه وكانت تطول فترة السفر عدة اشهر ذهابا وايابا
وفي اليوم الذي كانوا يتوقعون رجوع الشيخ صادف انه تم للعبد سنة كاملة معهم فأرسلوه اهل الشيخ ليأتي لهم بالاخبار من القوافل التي سبقتهم بالوصول ولما وصل وسألهم عن قافلة الشيخ قالوا له سيصلون بعد يومين بأذن الله
رجع العبد لأهل الشيخ وعليه علامات الحزن فأستقبلوه بدهشة فسألوه عن اخبار ابيهم
اجابهم العبد وهو يبكي: الشيخ مااات في طريق العودة هكذا قالوا لي
بدأ اهل الشيخ بالصراخ والبكاء وفي اليوم التالي نصبوا مجلس عزاء له (فاتحة) ولبسوا السواد
وفي اليوم المحدد لوصول الشيخ ذهب العبد دون علمهم ليستقبل الشيخ ولما وجده قد وصل غير ملامح وجهه للحزن والبكاء فأستغرب الشيخ من مظهره وسأله ماذا حدث
اجابه: توفيت زوجتك
الشييخ: وكف ماتت
العبد: سقط عليها الجدار
لطم الشيخ على جبهته وبكى بحرقة بعد ان جلس لأن رجليه لم تعد تستطيع حمله التف اصحابه حوله يواسونه ويهونون عليه وما ان استرد شيئا من قوته ركب الفرس متجها نحو بيته ومعه العبد
فوصل ليجد هناك عزاء وبكاء (فاتحة منصوبة) فتأكد ان هناك من مات فنزل وهو يخط برجليه من شدة الحزن فدخل المجلس وما ان رأوه ابنائه حتى اندهشوا بينما هو يبكي فبقي الكل صامتين في لحظات يريدون ان يفهموا مالذي يحصل وفجأة احتضنوا ابيهم وبدأوا بالبكاء بحرقة فتأكد للشيخ ان زوجته ماتت بعدما رأى اولاده كلهم فقال لهم: رحم الله امكم كانت نعم الزوجة فنظر اليه ابنائه بتعجب: ولكن يا ابتي امنا ما تزال حيه الست انت .... اجابهم بسرعة : ماذا امكم حيه وكيف ؟؟

ذهب احد ابنائه ليبشر امه فجائت تركض لتراه فلما رأها ورأته اندهشا وسط دهشة الجميع وبينما هم هكذا فأذا بصوت ضحك التفتوا ليروا العبد يضحك فقالوا له: هل كانت تلك كذبتك التي قالوا عنها
قال: نعم لقد كذبت عليكم جميعا
غضب الشيخ واهله بشدة فأراد ان يعاقبه ففكر طويلا ثم قال له: لقد كدت اموت من الحزن على اهلي وهم كذلك فقد كانت كذبتك كارثة وليست دعابة فلهذا سأعتقك حتى لا يشتريك احد وعش لنفسك ولكن عقابا لكذبك يجب ان تحرث ارضي كلها وحدك ثم اعتقك
حرث العبد الارض وحده وكان عملا شاقا لكي لا يذهب دون عقاب بعدها نال حريته

القصة لا اعلم هل العبد كان يريد الانتقام بطريقته من اللذين استعبدوه او ليكرهوه ويعتقوه ولكن في النهاية الكذب كذب مهما صغر او كبر
ولا فرق بين كذبة واحدة او اكثر