الكيل

126 20 1
                                    

كانت عائلة مكونة من الأم والأبناء كانت هذه الأم امرأة خمسينية وكانت تواصل جيرانها دائماً وتقدم لهم المساعدة
في أحد الأيام احتاجت هذه المرأة لكيل من الرز لتطبخه فوجدته قد نفذ منها فذهبت لتستعير من جارتهم كيلاً فأعطتها الكيل فشكرتها ووعدتها انها سترجعه عن قريب وذهبت
وبعد فترة نسيت المرأة ما كان عليها من دين من كيل الرز. ومرت الايام والسنوات وفي يوم توفيت هذه المرأة
ودفنوها ابنائها بمقبرة كانت قريبة عليهم بحيث يستطيعون زيارتها دائماً
بعد ايام ذهبوا ابنائها لزيارتها وكان وقت المغرب فقالت ابنتها: الا ترون يا أخوتي ان قبر امي يتعالى منه الدخان نظر الكل فعلاً كما قالت اختهم لكنهم اوهموا انفسهم ثم عادوا
بعد يومين طرق جارهم الباب ولما فتحوه قال لهم: لقد كنت ماراً بالأمس من المقبرة ووقفت على قبر والدتكم لأقرأ الفاتحة وكان الوقت مغرب فرأيت دخاناً يخرج من القبر
قال احد ابنائها للرجل: ارجوك اكتم الأمر نحن لا نعلم لماذا يخرج الدخان من قبر أمي هكذا
قال الرجل: لا بأس يا ولدي فأمكم امرأة صالحة
وبعد فترة سمع ابنائها ان اهل القرية كلهم يتكلمون عن قبر يخرج منه الدخان

ذهب ابنها الاكبر لقبر والدته وقال: انا اعلم انك تسمعيني يا امي ان كنت تتعذبين على شيء تعالي في حلمي وحدثيني حتى احل مشكلتك.
لا يخرج الدخان الا وقت الغروب ويبقى حتى الفجر
وبعد اسبوع حلمت ابنتها بأن امها تقول لها جائني الليل وجائني عذاب الكيل.
بالعاميه (اجاني الليل واجتني طاسة الچيل)
نهظت البنت مفزوعة وفي الصباح ذهبت لأخوتها وحدثتهم بحلمها
قالوا ربما امي عليها دين والدين يبدو كيل لكن ماهو لا نعرف فالنذيع قصة المنام عسى ولعل صاحبة الكيل التي تطلب أمي تتكلم
وفعلاً فعلوا ذلك وجائت جارتهم تبكي وتقول: اسمعوني يا اولادي لقد جائت امكم في احدى السنوات لي وطلبت مني كيلاً من الرز واعطيتها ووعدتني بأرجاعه لكنها على ما يبدو نسيت وان كان الكيل هو سبب عذابها فهي مبرئة للذمة فهي جارتي ولها حق عليّ

وفي نفس الليلة جائت لابنها الأكبر وهي مرتاحة وقالت له: انا اشكركم فقد عانيت كثيرا بسبب كيل الرز ذاك
وفعلاً لم يرى قبرها يعلو منه الدخان بعد ذلك

مثل ما قلنا حساب الله دقيق جداً لكنه عادل وارحم الراحمين

--------------------------------------------
اريد اقصلكم هذه القصة القصيرة واتمنى تكون رحمة لروح ذلك الشخص لأنه انسان صالح
احد معارفنا رجل كبير بالسن في ايام الحصار استعار قليلا من الطحين في اناء (طاسة) ليخبز منه لأن عالته كانوا غير موجودين اعطته أمي الطحين وبرئته الذمة مجرد خروجه فهي تعرف انه رجل كبير في السن وسينسى ورغم الحصار لكننا لم ننسى مساعدة بعضنا البعض
مرت الايام ونسيت امي ذلك الأمر وبعد مرور سنة جاء الرجل ومعه نفس الأناء وفيه نفس المقدار او اكثر قليلا من الطحين واعطاه لأمي وطلب منها ان تسامحه وتبرئه الذمة لانه تأخر فهو لاطاقة له على مقابلة الله بدين لأحد لم تقبل امي ان تأخذ منه لكنه أصر حتى اظطرت امي لأخذها حتى لا تتعبه وتجعله يقف طويلاً وهو رجل مسن

وعندما توفي ذلك الرجل كان متوضئا لصلاة المغرب ليقيم صلاته
وبعد وفاته كل من كان يراه كان وجهه مشرق
رحمة الله على روحه فعلاً الانسان الطيب لا تنسى مواقفه

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن