الحظ

121 15 2
                                    

كانت فتاة جميلة جدا ولكن كان حظها عكس شكلها اذ انها بلغت العشرين وهي لم يخطبها احد وكان في ذلك الزمان من تتعدى العشرين تقل فرصتها بالزواج
كانت تعمل في بيت الشيخ وصيفة لأم الشيخ
اما الشيخ فكان شابا وسيما ذو هيبة وكان متزوج من أمرأة قبيحة الوجه والاخلاق ولكن حظها كبير اذ انه يراها اجمل نساء الكون
بينما كانت الفتاة الجميلة تمر امام ناظريه ولا يلحظها
كانت تندب حظها دائما لأنها ستتجاوز العشرين ولم يلاحظها احد سوى أم الشيخ التي كانت معجبة بها كثيرا وكانت تقول: ان ابني اعمى فهذه الفتاة الحسناء امامه لا ينظر لها بينما تزوج من قبيحة الشكل والطباع
في احدى الليالي استيقظت من النوم تبكي فسمعتها ام الشيخ فقالت: مابك ياابنتي قالت: لقد رأيت حظي نائم في الوحل ولا يستطيع النهوض بينما حظ زوجة الشيخ جالس بقربها ويدللها يعني يجب ان ايأس
قالت ام الشيخ: مارأيك في خطة تفعلينها ربما ستغير حظك واتخلص من زوجته المغروة تلك فلقد احببتك كأبنتي ولا اود فراقك
قالت الفتاة وما هي الخطة
ام الشيخ: تزوجي ابني
ضحكت الفتاة وقالت: ان الشيخ لايرى سوى زوجته فبنظره هي اجمل النساء
فأفهمتها ام الشيخ بالخطة فقبلت الفتاة وقررت ان تباشر بالخطة من غد
في اليوم التالي كانت تمشط لزوجة الشيخ فقالت لها: سيدتي هل تقبلين ان اتزوج الشيخ ليوم واحد فقط
اجابتها زوجة الشيخ بغضب ايتها الحمقاء انت فتاة غير متزوجة وتريدين ان تتزوجي ليوم وتتطلقين كيف تهون عليك نفسك
اجابتها: اريد ان اتزوج الشيخ ليوم واحد واكون له خادمة وانت سترتاحين في هذا اليوم
ضحكت زوجة الشيخ وقالت سأفكر قليلاً
سكتت وهي تفكر ربما ستكون خطه جيدة لأذلها واجعلها خادمتي وآخذها من ام زوجي وسيعرف زوجي قيمتي اكثر 😏
اجابت: حسناً سأوافق ولكن ليلة واحدة فقط
ثم ذهبت لزوجها تقول له انه سيتزوج الليلة وصيفتهم
فرفض في البداية لكنها قالت له: لن يخسر شيئاً وسيشتاق لها اكثر
في نفس اليوم عقد الشيخ على الفتاة الجميلة وعند دخوله عليها قال لها: من انت قالت: انا وصيفتكم قال: لكني لم اراك قبل ذلك
اجابته: كنت اخدمكم جميعا وكنت تلحظني كل يوم لكنك لم تعير الانتباه لي
ثم بقيا الليل كله يتحدثان وهي تحكي له قصصا جميلة وطريفة مما جعله ينظر لها بأعجاب شديد
وفي الصباح ارادت المغادرة لتكمل عملها فمنعها من الذهاب قالت له: هي ليلة واحدة حسب الاتفاق وانتهت
قال: كيف لي ان اتركك بعد ان عرفتك ورأيت جمالك قالت: انا اسفة فزوجتك تنتظرك وحاول ان تطلقني يا شيخ
نهض بغضب وقال: كيف اطلقك انا اريدك ان تبقي معي واريد ان تبقي زوجتي مدى الحياة
قالت: لا استطيع سيدي
خرجت من الغرفة وباشرت عملها لتدخل زوجته تلك عليه وكانت كلما تريد الحديث معه يتجاهلها ولا ينظر لها
سألته مابك يا عزيزي: قال اريد ان تبقى وصيفتنا زوجة لي مدى الحياة فلقد اثارت اعجابي
صرخت زوجته لتقول: ماذا تقول تصبح زوجة دائمية لك تلك الوصيفة القبيحة
صاح بها: انها زوجتي وليس لك الحق ان تهينيها والا ...
قالت: طلقني انا
سكت وتركها وخرج واذا به يرى زوجته الثانية مقبلة بوجه مبتسم فاوقفها وقال :كيف يكون جمالك لا الحظه وكنتي امامي ليل نهار
ابتسمت خجلاً، ثم خرجت زوجته الاولى لتتهجم عليها وتضربها مما جعل الشيخ
يدفعها ويصرخ بها: ايتها الحمقاء مالذي فعلته لك لتضربيها الم يكن اتفاقها معك ليلة واحدة. لكني لا اريد ان اطلقها ان كنتي تريدين البقاء معها فانتِ زوجتي كذلك وان كنتِ تريدين الطلاق فهذا قراركِ
اجابته زوجته الاولى: انت لي وحدي ولا اطيق مشاركة احدهن لي فأسأتركك وارحل لأني انا الغبية الخاسرة التي ظننت انها ليلة واحدة لاذلها ونسيت انها جميلة وانت رجل ككل الرجال يحبون الجمال
ثم تركتهما ورحلت
بقيت الفتاة الجميلة مع الشيخ زوجةً له احبها لجمالها وجمال اخلاقها
وفي تلك الليلة حلمت بحظها كأنه خرج من الطين واصبح نظيفا وشكله جميل جدا بينما زوجة الشيخ تلك كان حظها هذه المرة هو من دخل الوحل
فلما استيقظت علمت ان الحظ تستطيع ان تعدله بذكائك وتصرفاتك في بعض الاحيان 

لأن كل شخص تأتيه فرصة او اكثر في حياته فمن استغلها بذكاء وتعقل زاد حظه اما أن فوتها وتهاون عنها قلَ حظه
وهذا هو معنى الحظ

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن