الفاحشة

164 21 2
                                    

كان رجل يحب زوجته كثيرا وكان يلبي كل طلباتها وكان بيتهما كبير وجميل ولا ينقصه شيء ولكن لا يستطيع تلبية طلباتها دون العمل الذي يبعده عنها لمدة ستة اشهر ثم يعود محملا بالهدايا ويبقى معها شهرين ثم يعود لعمله وبعض الأحيان تبقى عند اهلها في فترة عمله ،هذا كان روتين حياتهما
لكنها رغم كل شيء كانت تتمناه ان يكون بقربها دائما
في احد سفراته بقيت في بيتها لوحدها ولم تذهب لأهلها بسبب بُعد المسافة فقد اوصى زوجها جيرانهم بزوجته فقد كانت جارتها تأتيها كل يوم تطمئن عليها وتجلب لها ما يشتريه لهم من السوق
مرت الأيام وزوج المرأة تأخر وضاقت ذرعا من الوحدة وبينما كانت تندب حظها سمعت الباب يطرق فتوقعت جارتها ففتحت الباب واذا به جارهم بيده ما اشتراه لهم اليوم من السوق فناولها من وراء الباب وقال لها ان تطلب ما تحتاجه وسيحضره هو فسالته عن زوجته قال لها انها عند اهلها ستبقى ايام وتعود شكرته واغلقت الباب
وفي اليوم التالي ايضا جاء جارهم فتركت الباب مفتوحا وتمددت على السرير فطرق الباب فنادته ان يدخل فهي مريضة وليس لها القدرة على النهوض فدخل ووضع الاكياس ولما اراد الخروج وقفت امامه وقالت له (هيت لك) بعد ان اغلقت الباب
نظر اليها بتعجب وقال: انتي امانة زوجك عندنا فكيف اخون الامانة ولا تنسي ان زوجتي جارتك الصديقة الطيبة وزوجك صديقي ايضا
قالت له: لن يعلم احد
قال: الله يعلم
قالت: الله غفور رحيم
قال: انتي محصنة وانا محصن
قالت: كفى انا اشعر بالوحدة
قال لها: خذي قطعة من الشحم الابيض واتركيه في الارض مكشوفا وراقبيه ودعيني اذهب الآن وسآتي غدا بعدما اهيء نفسي
قالت له: حسنا سأنتظرك ولكن لماذا قطعة الشحم
قال: ستعرفين غدا
خرج الرجل وهو منزعج ولكنه قرر سترها فزوجها طال غيابه وهي تحتاجه ولا تزال شابة صغيرة لا تعي ما تفعل والشيطان استغل ضعفها ليوقعها في شباكه

بقيت المراة تنظر لقطعة الشحم كل فترة فرأت في البداية نملة جائت لقطعة الشحم ثم نادت صديقاتها وبدأ يتكاثر النمل حتى اصبح لون الشحمة البيضاء الى سوداء
وبعد مدة رأت القطعة وقد انكمشت واصبحت قبيحة الشكل ورائحتها نتنة فتركها النمل وبقيت تتعفن في مكانها

في اليوم التالي جاء جارهم ووقف عند الباب وقال لها: هل راقبتي قطعة الشحم
قالت: نعم وحكت له ما راته من تغيرها قال لها: اسمعي يا اختي انتي جارتنا وزوجة صديقي وامانة في عنقي فلا يعني غياب زوجك وزوجتي اننا يجب ان نرتكب الفاحشة كلا فانا سانال الذنب العظيم اما انت فتنالين الذنب وستصبحين كقطعة الشحم تلك من امراة طاهرة الى اخرى فاسدة وبعدها ستتعفننين وسيتركك الجميع ولن تجدي من ينفعك سوى ان ترجعي لرشدك وتتوبي وسأستر ما حدث بيننا الى الممات ولا كأن شيئا كان وحافظي على زوجك الذي لربما اشتاق اليك كثيرا وهو مجبر للأبتعاد عنك ليوفر لك كل ما تتمنين
طأطأت رأسها خجلا واعتذرت من موقفها المخجل وشكرته لانه صانها فهي كانت تريد الانتقام من زوجها بسبب الوحدة التي تعيشها
قال لها جارهم: اذهبي واستغفري الله وساذهب ولن تري وجهي كي لا تشعرين بالخجل عند رؤيتي

بعد مدة رجع زوجها فتفاجأ بزوجته التي تهيات للقائه فاخبرها بخبر مفرح ان عمله تغير مكانه واصبح قريبا اذ انه يستطيع رؤيتها كل اسبوع
فرحت بهذا الخبر وحمدت الله كثيرا لأنها لن تشعر بالوحدة ولان الله سترها

****

لا تتركوا للشيطان فرصة ليوسوس في صدوركم عندما يجد نقطة ضعف يدخل اليكم منها ولا تحاول الانتقام من الناس بأذيتهم فلابد ستؤذي نفسك بذلك الانتقام وستكون اول الخاسرين بل انتقم بالأحسان اليهم فأما ينتبه لخطأه بسببك فيعتذر او يتركك وشأنك وستنال انت الثواب وراحة البال

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن