حكايات اهلنا

كلمة ادخلته النار

الكثير من الناس يتكلمون كلمات يتصورونها هينه لكنها تحرق كل اعمالهم الصالحة وهو غير منتبه لذلك

في احدى المناطق كان الناس يعيشون في منازل قريبة لبعضها وكانوا جيران متعاونين متحابين فيما بينهم
في احد المنازل كانت عائلة كبيرة اخوة والام والأب وزوجات الاخوة ومن بينهم كانت لديهم بنت واحدة وكانت هذه الفتاة مؤدبة وخلوقة لكن كل انسان غير كامل ولكن لا يعني انه نقص بالعكس فقد كانت بشرتها سمراء وكما تعرفون ان العرب يميلون للبشرة البيضاء

المنزل الملاصق لهم ايضا عائلة طيبة مكونه من بنات متزوجات و3اولاد وكان ابوهم رجل متدين جدا وكان الناس يحبونه ويعتبرون برأيه

في يوم جاء ناس ليخطبوا هذه الفتاة فذهبوا ليسألوا عنها جارهم المتدين فقال لهم: انها فتاة جيدة واهلها أناس طيبين ولكن ...
سألوه :ولكن ماذا
قال: لا شيء انسوا الأمر
فذهبوا ولم يعودوا ظانين ان الفتاة يعيبها شيء في اخلاقها
وكان كلما جاء احد ليتقدم لها يذهبون ليسألوا جارهم المتدين ولكنه للأسف دائما يضع كلمة (ولكن...) في كلامه ويقطع لم يعرف أن الاكن التي تلفظها قطعت نصيب الفتاة
ومرت الايام والسنوات قد كبرت الفتاة ولم تتزوج حتى دخلت في سن الثلاثين

وفي احد الايام توفي جارهم المتدين وشارك الجيران جميعهم في عزاء عائلته

وبعد انتهاء ثلاثة ايام بعد وفاته رآه ابنه الأكبر في المنام وهو يشتعل نارا ويصرخ مستغيثا بأبنه ويقول له: اذهب لفلانه ودعها تسامحني لاني قطعت نصيبها بكلمة. فأستيقظ ابنه مرعوبا وحكى لأخوته ما رأى قالوا له: ربما لانك تفكر به
وفي الليلة التالية جاء لأبنه الأوسط وهو يشتعل نارا ويصرخ مستغيثا ارجوكم خلصوني مما انا فيه واذهبوا لفلانه
فأستيقظ ابنه مرعوبا وايضا حكى لأخوته ما رأى فقالوا :ان ابينا رجل متدين ويخاف الله ولم يؤذي احدا ولكن مالكلمة التي قالها وقطعت نصيبها
وفي الليلة الثالثة جاء لأبنه الاصغر بنفس مارأوه اخوته وهو يستغيث ويقول لابنه لقد احرقتني كلمة لكن التي قطعت نصيبها اذهب يا ولدي ارجوك
وايضا حكى لأخوته حلمه فقرروا ان تذهب والدتهم وتحدثها فحكوا لأمهم احلامهم المتتالية فشهقت وقالت: كيف تسكتون على مثل هذه الامور سأذهب وأكلم الفتاة
وفعلا ذهبت اليها وقالت لها: اريد منك ان تسامحي زوجي فهو يتعذب بسببك
ابتسمت الفتاة وقالت: ولكن مالذي فعله لي
حكت لها المراة قصته مع نصيبها الذي قطع بسبب كلمة لكن
انزعجت البنت وقالت: اذن هو من قطع نصيبي كيف تريدون ان اسامحه لقد مر قطار عمري وفرصي في الزواج ذهبت ادراج الرياح وانا الآن في الثلاثين من عمري المفترض ان ابنائي ملئوا علي المنزل ويكبرون ليكونوا سندا في شيخوختي من يعوضني عن ما فات اذهبي ياجارتنا فأنا لا اسامحه ابداً

رجعت المرأة لبيتها ناقلة ما قالته الفتاة لأولادها قال الأبن الاكبر لو كنت غير متزوج لتزوجتها وأرحت ابي من عذابه
ايضاً قال الاوسط انا ايضا لا استطيع لاني متزوج قال الأصغر انا سأتزوجها لأريح ابي من عذابه قالت الأم ولكن ياولدي ان بشرتها سمراء التفت اليها ابنها وقال: هل اصبحت مثل ابي يقول ولكن على هذه البنت هل تريدن ان تتعذبي مثله
سكتت الام ورضيت ثم ذهبت اليها لتخطبها قالت لها المرأة :اذا تزوج ابني بك هل ستسامحين زوجي
قالت البنت نعم
وبعد ايام تزوج ابن الرجل المتدين من الفتاة واحبها وقد تغير شكلها بعد الزواج واصبحت اجمل
وبعد شهر من زواجها حلم ابنه الاصغر به وهو يلبس الحرير الابيض ويركب فرسا جميلا وفي يده باقة من الزهور اعطاها له وشكر ابنه لأنه انقذه من سبب عذابه وقال له ياولدي سيرزقك الله منها الذريه الصالحة لأنك بررتني وانا في آخرتي فأعتني بزوجتك
استيقظ الابن وهو فرح بما رأى وشكر الله على نعمه

اعزائي كلنا نخطيء ولكن هناك اخطاء كبيرة من كلمات او اعمال صغيرة نتصور اننا لم نخطيئ او ان خطأنا يغتفر ولكن عند الله كل شيء بحسابه الدقيق

      بسم الله الرحمن الرحيم

( من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)

صدق الله العلي العظيم