حكايات اهلنا

كرامة كلب

كانوا اناس بسطاء يعيشون في الريف الجميل لكنهم كانوا عائلة كبيرة. وكانت لديهم حيوانات كثيرة كالبقر والدجاج والبط وايضا لديهم كلب وفي اسمه (فليفل) وكان منزلهم عبارة عن كوخ صغير مبني من قصب وطين هذه كانت حياتهم البسيطة والهادئة
في احد ليالي الشتاء القارص كان الكلب ينام على رماد التنور ليشعر بالدفيء
بينما كان الثعلب يتربص بالدجاج القابع فوق الكوخ اذ كانت شجرة كبيره بالقرب من الكوخ قد اسدلت اغصانها عليه وقد كان بعض من هذا الدجاج ينام على اغصان الشجرة متدفئا بالاوراق فبدأ الثعلب الماكر بتكشير انيابه للدجاجات وطبيعة هذه الحيوانات انها تخاف من اسنان الثعلب فلا تستطيع ان تثبت ارجلها على الغصن فسقطت احد الدجاجات واخذها الثعلب وهرب
و في صباح اليوم التالي استيقظت الأم فلم تجد الدجاجة. فذهب ابنائها يبحثون عنها فوجدوا ريشها بالقرب من فسائل النخل فاخبروا امهم
فجائت الأم للكلب وقالت له :يستغفلك الثعلب ويأكل دجاجتي وانت نائم وتنعم بالدفيء ولا تدري للأسف ياكلبنا (فليفل)
هنا انتبه الكلب لها ورفع اذنيه كأنما يقول لها لقد انصت لك فذهب وهو مطأطأ الرأس
ومنذ تلك الليلة لم ينم الكلب في رماد التنور بل اتخذ سطح الكوخ وبالقرب من الدجاجات مكانا يتربص للثعلب الذي اطاح بكرامته امام من يرعونه دون نباح ليظن الثعلب ان الكلب قد مات
وبعد 25 يوما عاد الثعلب ليحظى بغنيمته بعد ان اطمأن من عدم وجود الكلب وما ان بدأ يكشر انيابه للدجاجات قفز الكلب  وانقض على الثعلب وبدأوا بالعراك بينما هذه العائله يسمعون الاصوات لكنهم لم يخرجوا ليروا نهاية المعركة لأن اباهم لم يقبل وقال لهم: دعوهما وعندما يأتي الصباح نعرف من المنتصر
وبينما هم في جدل بدأت اصوات المعركة تبتعد شيئا فشيئا حتى اختفى الصوت كليا بينما الاطفال قلقيين على كلبهم الوفي
وبعد ساعة سمعوا نباح الكلب فأطمئنوا
وكان الكلب ينبح بصوت عالي وقد استمر حتى الصباح
وعند الصباح استيقظ الاطفال ليجدوا الكلب واقف يهز بذيله ويتراقص معلنا انتصاره وهو يشير لهم بأن يتبعوه
فتبعوه الاطفال فوجدوا الثعلب مقتول في مكان مقتل الدجاجة
كأنما يريد بذلك رد اعتباره من الثعلب الذي استغفله
ففرحت العائلة واغدقوا عليه بكثرة الطعام بينما قالت له الأم: احسنت فليفل احسنت وانا اعتذر عن كلامي معك يا كلبنا الوفي

هذه ايضا من القصص الحقيقية