الأخوة العشرة

192 23 1
                                    

هذه القصة قرأتها في صغري

يحكى انه كان رجل وزوجته يعيشان في احدى غابات الصين القديمة وكانا سعيدان جدا ولا ينقصهما سوى وجود طفل يؤنس حياتهم
في احد الايام خرج الزوج للعمل وبقيت زوجته وحيدة فخرجت الى الغابة تبكي فرآها جني الغابة الطيب وسألها لماذا تبكين فأجابته انها حزينة لأنها ليس لديها طفل فأعطاها الجني الطيب عشر حبات. حبة حنطة وحبة شعير وحبة حمص وحبة عدس وحبة فاصوليا وحبة ذرة وحبة رز وحبة زهرة الشمس وحبة بازلاء وحبة باقلاء وقال لها اذا اردتي طفل واحد فابلعي حبة واحدة وسيكون كل واحد منهم له صفة تميزه
ولكنها ابتلعت الحبات دفعة واحدة من شدة فرحها وبعد مدة حملت وفرحت هي وزوجها وبعد مرور اشهر ولدت عشرة اولاد متشابهين جدا بالشكل
وبعد مرور عدة سنوات كبر التوائم العشرة وكان والديهما لا يميزونها الا بالطباع
في احد الأيام كان حبة الحنطة جالس مع الغزالة يتحدث لأن ميزته انه يتكلم مع الحيوانات فجاء حاكم المقاطعة الظالم واراد ان يصطاد الغزال صديقة حبة الحنطة فحذر الغزال وجعلها تهرب فرأى الحاكم ذلك فغضب من حبة الحنطة وقرر رميه في الماء وفي اثناء انشغالهم جاء حبة الشعير وتبادل مكان اخيه ولما رموه بقي تحت الماء مدة طويلة ثم خرج سالما ولا كأن شيئا حدث فغضب الحاكم وقال له اريدك ان تعبر النهر بقفزة واحدة
ولما انشغل الجميع تبادل حبة الحمص مع اخيه اذ انهما متشابهان جدا وكان ظن الحاكم انه الشخص نفسه صاحب الغزالة ولما حان الوقت قفز حبة الحمص ليصبحا ساقية طويلان وعبر النهر بخطوة واحدة دون عناء فجن جنون الحاكم فقرر سجنه لمدة شهر دون طعام حتى يموت جوعا فتبادل حبة العدس مع اخيه اذ انه لا يتأثر بالجوع ابدا ولما مضى الشهر وجد الفتى لا يزال حيا فغضب الحاكم غضبا شديدا وقال اقطعو رأسه فتبادل حبة الفاصولياء مع اخيه ولما ارادوا قطع رأسه لم يستطيعوا لأنه اصلب من الحديد فكل سيوفهم كسرت ولم يخدش ابدا فتحير الحاكم وقال لم يمت بالجوع اذن اعطوه طعاما كثيرا يكفي لألف شخص وان لم يأكله كله سأرميه في البحر فبادل حبة الذرة مع اخيه ولما وضعوا الطعام امامه اكله كله بشهية ولم يشبع وقال لهم هل يوجد المزيد
فجن الحاكم من الغضب وقال خذوه غدا وارموه في البحر فتبادل حبة الرز مع اخيه وفي اليوم التالي رموه في البحر ولكنه شرب ماء البحر وجعله يابسا فأحتار الحاكم ثم قال احرقوه وايضا بادل حبة زهرة الشمس مع اخيه لما احرقوه لم يمت او يحرق بل خرج سالما كأن لاشئ حدث
فثار جنون الحاكم وقرر تجميده لمدة شهر فمن لا يموت بالنار يموت بالثلج وفي اليوم التالي بعد ان بدل حبة البازلاء مع اخيه جمدوه في الثلج وتركوه. وبعد شهر عادوا ليرونه فأذابوا الثلج ووجدوه حيا. فجن الحاكم وقال هذه المرة ان لم يمت بعد ان ارميه في الوادي سأرمي نفسي
وايضا بدل حبة الباقلاء مع اخيه ولما رموه لم يمت ولما نظر الحاكم الظالم لذلك رمى بنفسه من الجبل ومات وأرتاح الناس من ظلمه وتسلطه وبقي الأخوة العشرة متكاتفين في الشدة والرخاء ولم يستطع احد ان يمسهم بسوء ماداموا متحابين وعاشوا بسلام

واعتقد هذه القصة صحيح قد تبدوا طفولية ولكن يمكن ان نضرب بها امثال كثيرة. مثلا ان الوحدة والتعاون تجعلنا اقوياء ولن يستطيع احد ان يضعف من عزيمتنا ابدا

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن