وبالوالدين احسانا

233 34 1
                                    

هذه القصص كانوا اهلنا يتداولونها دائما لأن لا بيت يخلوا منها
يحكى انه كان شابا حديث الزواج وكانت عنده أم كبيرة في السن. ولانه متزوج حديثا فكان يدلل زوجته كثيرا.
وفي يوم جاء وفي يده بعض من البلح الأصفر والأخضر نسميه عندنا بالعامية (خلال وچمري) فأعطى زوجته البلح الأصفر الحلو وناول امه البلح الأخضر المر فنظرت زوجته لموقف زوجها ولم يعجبها فقالت له: لماذا اعطيتني الحلو  وامك المر
اجابها: لأنك عروستي ويجب ان ادللك
قالت له: انا لا اريد العيش معك بعد الآن فلننفصل فأن من يفعل هكذا مع امه لا بد ان يكونوا اولاده في المستقبل مثله.
فتوسل اليها ان لا تتركه لكنها اصرت على ذلك حتى انفصلوا.
ذهب كل واحد الى طريقه وبعد سنة تزوج كل منهما واصبح لكل منهما حياته الخاصة
بعد مرور سنوات طويلة جف ينبوع قريتهم مما اضطرهم هذا الى الرحيل الجماعي الى مكان آخر كي يسكنوا فيه
كانت هذه المرأة تجلس في عربة وحولها ابنائها يلبون طلباتها ويخدمنها كناتها واولادها يطلبون رضاها وبرها. وبينما هي كذلك رأت رجلا مسنا يجر عربة وهو متعب واولاده وزوجاتهم يجلسون ولا يبالون به وفوق هذا يرفعون اصواتهم عليه. فنادت لأحد اولادها ان يأتي بذلك الرجل المسكين ويعطوه مأكل ومشرب ويساعدوه. فلما جائوا ابنائها به نظرت اليه عن قرب فعرفته وقالت: الست فلانا الذي تطلقت منه بسبب البلح الأصفر
نظر اليها فعرفها وعندها نزلت دمعة ندم من عينه وقال: كنتي علئ حق فمن يعق وآلديه لا بد ان يأتي يوم ويشرب من نفس الكأس فمن زرع شوكا حصد ومن زرع وردا حصده ايضا وانا زرعت شوكا وهذا حصادي
فقالت له: ولهذا السبب تركتك لأني خفت ان اشربه معك يوما ما. ولكن الحمدلله هؤلاء اولادي كلهم جيدون معي وانا راضية عنهم فلا تقدم رضا زوجتك على رضا امك التي ذبل شبابها من اجل ان تجعلك رجلا

في احاديث كثيرة ذكرت ان عقوق الوالدين فيه عقوبات عديدة دنيوية وأخرويه ولكن من عقوبات الدنيا انه سيكون ابنائك مثلك يوما ما فحاول ان تكون قد زرعت فيهم ورود البر بك عندما يرونك امامهم وقد اعتنيت بوالديك او احدهم 
***************************
وايضا يحكى ان احد الملوك امر ان يتخلص كل بيت من كبار السن والعاجزين لأن لا فائدة منهم فأتخذوها اهل المدينة عادة عندهم اذ يرمون المسنين على جبل ويتركوهم لمصيرهم
كان رجلا عنده اب كبير السن وعاجز وكان يعتني به وكان لديه ولد صغير في الثامنة من العمر وكان متعلقا بجده كثيرا
قرر الرجل ان يرمي ابوه فكل الناس تفعل هذا.
فحمل ابيه على كرسي مشدود على ظهره وأخذ ابيه فتبعه ولده وهو يتوسل بأبيه ان لا يترك جده لأنه يحبه قال له الاب:وان ايضا احبه يا ولدي ولكن هذه اصبحت عادتنا. فأستمر الرجل بالمشي وابنه يتبعه ويتوسل بابيه على ارجاع جده حتى وصلوا الى الجبل وصعدوا للمكان الذي يتركون كبار السن فيه ليموتوا ببطء او تفترسهم الحيوانات
فأنزل الرجل ابيه وترك الكرسي بالقرب منه ثم رجع مع ابنه ، وما ان مشوا قليلا حتى قال الولد لابيه :ابي اريد ان ارجع واودع جدي للمرة الأخيرة وعند شيء اخر اريد فعله، فرجع الولد وبعد دقائق قليلة عاد الولد ومعه الكرسي ،فتعجب الاب وسأله: لماذا اتيت بالكرسي يا ولدي
اجاب الولد: حتى احملك عليه عندما تكبر وارميك هنا مثل جدي
تجمد الأب من كلام ابنه له. ثم اخذ الكرسي من ولده واسرع بالعوده لوالده وارجعه معه الى البيت فقد علمه ابنه درسا لن ينساه وبقي يعتني بوالده المسن حتى موته والولد الصغير فرح بعودة جده اليهم.

قال تعالى: - (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
صدق الله العلي العظيم

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن