لا يأتي الرزق بسهوله

144 19 3
                                    

يحكى ان رجلا كان فقيرا جدا اجرة عمله قليلة وعائلته كبيرة وكان يعيش في البصرة فدعا الله ان يرزقه
في نفس الليلة حلم بشخص يكلمه ويقول له رزقك في بغداد عند رجل اسمه كذا وكذا وشكله هذا وتصورت صورته امامه
استيقظ الرجل يضحك من الحلم فسألته زوجته لماذا تضحك
قال: من حلم حلمته فحدثها به
قالت: ربما يا رجل يكون رزقك فعلا في بغداد
سكت بعدم الاقتناع
وفي الليلة الثانية نفس الحلم رآه فأستيقظ يفكر هذه المرة وايضا حدث زوجته بحلمه فقالت له: ربما فعلا رزقك هناك لم يقتنع الرجل وذهب خارج المنزل يفكر وجلس تحت شجرة كبيرة قرب منزلهم قد زرعها جده واخذ يفكر وغفا قليلا وسمع ذلك الصوت نفسه والحديث نفسه ففزع من نومه وهو يقول سأذهب الى بغداد
اسرع لزوجته قائلا لها: ضعي متاعي في حقيبتي سأذهب الى بغداد اسرعت زوجته بترتيب اغراضه فأخذ معه قليلا من المال وترك الباقي لدى زوجته ورحل مودعا اهله
سابقا لا يوجد سيارات بل عربات ليصلوا لبغداد بفترة طويله
وصل بعد عدة ايام الى بغداد وبحث عن مكان الرجل وسأل عن اسمه لكن لا احد يعرفه والمكان ذهب اليه لكنه لم يرى شكل ذلك الشخص فقرر البحث عن عمل بحث وبحث لكنه لم يجد من يحتاجه فنفذ ماله ولا يوجد لديه عمل ليأكل ويشرب
بقي يومان دون طعام حتى اظطر ان يذهب بقرب مطعم بنفس المنطقة التي يبحث بها عن ذاك الرجل عله يجد طعاما يرمونه ليأكله فبحث ولم يجد ففتح الباب الخلفي للمطعم واذا بالعامل يريد رمي بقايا الطعام فرأى صاحبنا فطلب منه ان يعطيه الطعام فسأله عامل المطعم لكن لماذا انت هكذا سأعطيك طعاما ان كنت جائع
قال الرجل: كل هذا حدث لي بسبب حلم سأله العامل وكيف
فحكى له صاحبنا ما رآه في الحلم فضحك العامل وقال: انا ايضا رأيت نفس حلمك ولكن فيه بعض الاختلاف
فتعجب الرجل وقال: احكي لي
فقال العامل: لقد حلمت لثلاثة ايام متتاليه ان رزقي في البصرة ولكن يوجد كنز تحت شجرة كبيرة بقربها بيت متواضع وفي مكان كذا وكذا فوصف بذلك منزل الرجل دون ان يعلم فركز نظره على الرجل فوجد ان شكله يطابق شكل الرجل الذي رآه في الحلم فعرف ان هذا الرجل هو رزقه فشكره على العشاء وطلب منه ان يعطيه بعض المال ليعود لمنزله فقط
ساعده العامل واعطاه المال ورجع صاحبنا الى البصرة ولما وصل لبيته ارتاح قليلا ثم نهض واخذ معولا واتجه نحو الشجرة فحفر بالقرب منها بعمق مترين واذا به يجد جرة كبيرة من الفخار مغلقة تماما فكسرها فوجد داخلها الكثير من الدنانير الذهبيه فرح الرجل وحمد الله على هذا الرزق
سألته زوجته :كيف عرفت بوجود الجرة قال: لأني فعلا وجدت رزقي في بغداد سألته بأستغراب: وكيف وانت وجدته تحت الشجرة هنا
حكى لها كل شيء ففهمت زوجته الحكاية فقالت: ترى لم لم ترى في المنام منذ البدابة ان الكنز هنا فما الحكمة من ذهابك لبغداد وقد مررت بمواقف صعبة
قال لها: يا أمرأة الرزق الذي يأتي دون مشقة سيذهب بسرعة اما اذا جاء بمشقة ستحافظ عليه ولن تبذره هنا وهناك بل ستضعه في المكان الملائم
ولا يوجد رزق يأتي سهلاً دون عناء

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن