- -"وكيف وصل عقلك لهذا الإستدلال ؟ "كون المريض يدرك مابه وواثق بما يعانينه يجعل العلاج خطوه واضحة وسريعة فهو لا يحتاج وقت ليدرك ويتفهم الأمر بعكس عندما يؤمن بأن لا هناك طريق للخروج وأنه في دائره مغلقه ، عدل جلسته وعدل ملابسه التي انطوت بسبب جلوسه مثل طريقتها هو لا يريدها أن تشعر بالغرابه .
دفنت يديها في جيبوب كنزتها وفعلت المثل وعدلت نفسها وشعرها الطويل قامت بجمعه للخلف وبعدها بدأت في المحاولة "كنت خامله لفترة طويلة ، أعاني من مشاكل في شهيتي ورغبتي في الأكل رحلت لم أصدق بأن الرامن والجبن لم يعودا أكلتي المفضلة لم أملك الرغبة في فعل أي شيء والأكثر رعبًا هو فقدان رغبتي في الرسم أو الكتابة ، شعرت بأنني وقعت في فجوه عميقة كل يوم تهوي بي للأسفل ، ضوء الشمس لم يعد مهمًا لي وبعدها بدأت في التفكير هل أنا أنا ؟ وكيف أنا أصبحت أنا ولو لم أوجد هنا أين سوف أوجد كانت أزمات الوجود تحيطني في تلك الأيام وبقيت مستلقية لفترة طويلة وبعدها أدركت بأنني مريضة فبدأت في فحوصاتي وكنت أشك في احتماليه كوني أعاني من نقص حاد في فيتامين د أو لدي ضعف في عمل الغدة الدرقية بقيت في شك حتى ظهرت النتائج ، وظهر بأن الفيتامين تناولت المكملات وتعرضت للشمس رغم عدم حاجتي لفعل هذه النقطة وعدت للأكل وظننت بأن مشكلتي قد حُلت عُدت للرسم ومزاولة الكتابة وفرحت لأنني عُدت ، ولكن عودتي هذه لم تستمر طويلًا وأزمات الوجود أصبحت تلازمني في حياتي وتساؤلاتي جرفتني للكثير من الاسئلة التي لا جواب لها بدأت في البحث ووجدت البعض ولم يكن منطقيًا ولكنني كنت في لحظة ضعف أحتاج أي تفسير لأسد به الفجوة أو أبني سلمًا للخروج منها ، ظننت بأن نوبات الفراغ والحزن هذه مبرره ولها أسباب فأنا قنوعه في حياتي وأتقبل فكرة كوني لا أملك الكثير ولكنني سعيدة عشت على هذا النمط طويلًا ولكن تغير رضاي وهذا أتعبني وياليتني أعرف ماذا أريد " قطعت حديثها وبقيت شاردة فأزمة جديدة تدور في رأسها وبالتأكيد هي تتسأل الأن لماذا هذا الوقت ولماذا هذا المكان ولماذا هي بالذات من بين كل سكان الكوكب.
"لم تجدي سببًا واحدًا لتكوني على هذا الحال؟ أقصد مكتأبه " ومازالت عيناه تلتقي بخاصتها ولم تزحها حتى استقام لتغير مكانه ليبقى بجانبها أزاحت نظرها ودفنت ملامحها الملائكية بين يديها النحيلة وتنهدت .
" في البداية وجدت رحيل والدي سبب لي لأبكي لا أصدق كيف كان عقلي يفكر وكيف أنتهى بي الحالي في أرضية الحمام أبكي بسبب رحيله ، لقد تركنا وذهب عندما كنا أطفال ولا أعلم لماذا حزنت الأن على رحيله رغم رؤيتي في الماضِ لوالدتي وهي تناضل في هذه الحياة وحدها لتجعلنا سعيدتان أنا وشقيقتي ، بكيت لفترة ووضعته سبب لهذا الحزن ووصفته بالاشتياق ولكن بعد أيام أدركت بأنني لا أتذكره وما أجده في ذاكرتي عنه ليس سوى صورة قديمة نسيت والدتي حرقها بعد هربه كالجبان وترك فلذات كبده ، وبعد هذا أدركت بأنني أعاني من عِلة في رأسي أو جسدي خضعت لتحاليل مرةً أُخرى وأعذاري القديمة لم تعد نافعة وهنا أدركت بأن مابي علة في نفسي ولا جسدي لهذا أنا هنا أقابلك وأحادثك بصراحة ولتكن سعيدًا فأنا لم أتحدث مع كائن بشري بصراحة في هذا العالم سواك وأنت الأول أيها الطبيب " قلب حديثها في رأسه وتمعن طريقة جلوسها وحديثها هذه وكأنه يعرفه من فتره طويلة صفق لصراحتها وجذب انتباها استقام بهدوء وعدل ياقته وقدم الورقه التي عرضها لها مسبقًا .
"لنقم بصنع قائمة جديده وضعي فيها اللحظات الأكثر بؤسًا لك أعلم هذا ليئم ولكن قومي بذلك في منزلك قومي بأخذ الورقة وأمحي ماتريدين وضعي ماتريدين فأنتِ المريضة الأولى لي التي أعترفت بما تعانيه بدون أن تكذب لهذا أنتِ تستحقين معامله خاصه يمكنك فعل ماتحبين بها"وضعت الورقه في جيبها بعد طيها بعناية وتساوي وتقدمت لأخذ حقيبتها ولكن ندائه لها جعلها ترفع عيناها وتحدق به بصمت تحشر يديها في جيبها وتتمعنه .
"بنفس تاريخ اليوم من الشهر القادم قومي بإحضار ماتفعلينه عادةً والورقة وطلب أخير قومي بتجربة الحديث من أي غريب وكأنه صديق كما فعلتِ معي فقط قومي بذلك لا تنظري لي بهذه الطريقة وكأنك تحرقين جسدي حاولي فقط ولا يجب أن تكون محاولتك مثالية بلا أخطاء " مزح في نهاية حديثه وبقيت تحدق وابتسامه غريبة ظهرت، هي تشعر بالكثير من الراحه عندما تحدثت لم تخفي تلك السعادة وانحنت بدرجة ٩٠ وشقت طريقها للخارج معدلةً وشاحها الأحمر وقبعتها البيضاء ، تفقدت رباط حذائها وتخطت الاستقبال وخرجت مسرعة بعد أن فُتح الباب الآلي وفور خروجها وتعرضها للهواء البارد تنفست بعمق وكأن العالم الذي ركب على ظهرها سقط وذلك الحمل الثقيل رحل ولكنها توقفت عن السير عندما استمعت لتلك النغمات العالية وتذكرت البيانو القديم في السطوح نظرت للأعلى ولا أمل لها لتراه ، تجاهلت العالم من حولها وبقيت تستمع لتلك النغمات التي تبعث الكثير من المشاعر بداخلها وأولها الحزن ، تلك الألحان لم تكن سعيده مبتهجه بل حزينه ويبدو بأن صاحبها يشبهها .
تمعنت الساعة وجدولها في ذهنها فهي متفرغه ولا توجد رسائل طلبات ترجمة عادت للداخل وجرت مسرعة للأعلى تصعد السلالم بدون توقف أو استراحه لأخذ أنفاسها هي تريد أن ترى صاحب الكأبة تلك انتهت السلالم ودفعت الباب الحديدي وأفسدت مزاجه بذلك الصرير، توقف عن العزف وعلمت بأنها أفسدت عمله لتنحي فورًا وتعتذر ولكنه بقي في مكانه ورفعت رأسها لتراه بملابس خفيفة وتعجبتْ من فعلته هذه هل هو مصنوع من الجليد وتقدمت وعقلها يحذرها بأن التدخل والفضول نقمه وأسوء الصفات.
"مرحبًا عذرًا على تطفلي " حيته وانحنت لمرةٍ أُخرى وشعرت بأن يحدق بها لترفع جسدها وتحدق به كان ذلك محرًجا فهي لم تتوقع بأنه بهذه الصفاة ويباض بشرته وبهتانها يذكرها بأحدهم ، أبعد عيناه وبدأ في إرتداء شاله والرداء الشتوي البني ورفع قبعته على رأسه واستقام .
كانت يونجاي محرجه ولا تعلم كيف تتصرف كانت فكرتها هذه تافهه وفعلتها أتفه بالتقدم له بقيت على حالها تحدق بفضاضته وتنهدت ، ووجدته يتوقف عن السير للخارج ويدير جسده وينحني بدرجة ٩٠ ويقهقه "مرحبًا " قالها وشعرت بأن العالم يدور من حولها هو غريب أطوار أكثر منها وهذا جعلها تقهقه بعدم تصديق تأملته يبتسم وكان جميلًا بتلك الأسنان البيضاء المثالية التي ربما كانت مقومه في الماض .
"آسف يجب علي الذهاب يا صفار البيض سعدت برؤيتك" لوح لها واستدار وأُغلق الباب وبقيت تحدق بيديها المرتعشه من البرد وحقيبتها هي لم تعد خائفة من مقابلة غريب أطوار مالكًا الأفضليه فهو من سوف يحرج عندما يتصرف لا هي .
تمعنت البيانو القديم ورفعت غطائة وتفقدت أوتاره الداخلية وعبست فتلك الأوتار قد لا تصمد طويلًا في هذا الجو وقد تقطع في أي لحظة ولكن عقلها يظهر سؤال لماذا أحضره هنا لو كان يحبه ؟
- -
أنت تقرأ
Lesson 4 | الدرس الرابع (Yoongi fanfic)
Fanfic" حتى لو نظرت للساعة ، أنا لا أملك وقت لقول إلى اللقاء لك ، وحتى لو نظرت للتقويم ، أنا لا أمتلك أي ذكريات الأن ، أنا خائف أن أكون كتاب مهمل ولن يقوى أحدهم على قراءته ، أهاب أن أكون تلك الموسيقى المهجورة التي لا يستمع لها أحد ، أخشى أن أكون من...