" مقتطفات من الماضي "

409 14 164
                                    


كانت تركض بقوة، 

خصلات شعرها الفحمي تتطاير بالهواء مع طرف وشاحها، لترتطم بوجهها بعنف وتنزلق بنعومة،

توردت وجنتاها من التعب، لكنها لم تتوقف ولا لثانيه سيضيع كل ما بين يديها لو فعلت !

لمعت عيناها  بفعل الطبقة الرقيقة من الدموع التي ملائتها

" من الأفضل لك الا تتركني خلفك يا جورج..."

همست بغضب وحزن 

ركضت بين المنازل والشوارع المغطاة بالثلج حتى وصلت لمنزل متوسط 

فتحت الباب بنسختها الخاصة من المفاتيح 

ثم اقتحمته وهي تلهث، ولكن لم يكن ينتظرها سوى الفراغ 

لقد ازيل كل شيء حتى قطع الأثاث

انهارت على الأرض ولم تعد قدماها تستطيع حملها، غزت الدموع عيناها وبدأت بالانهمار 

اخذت تلتفت بضعف محاولتاً البحث عن أي إثر او دليل على انه كان هناك أحد يسكن هنا 

ولم يكن الامر كله مجرد حلم...!

لفت انتباهها ورقه على الباب، فوقفت بسرعه وامسكت بها بين يديها

كانت متأكدة انه ليس خط يد جورج، لكنها بدأت بقراءتها 

" الساعة التاسعة والنصف، محطة القطار 

ملاحظه: انتما غبيان! "

عرفت فوراً ان كاتب الرسالة كان جاك، شكرته كثيراً بأعماقها

وخرجت لتعود للركض بسرعه على امل ان تصل قبل الرحلة.... 

في محطة القطار

كان جورج يجلس على الكرسي بالزاوية

مغطياً نفسه بالكامل بقبعه ووشاح وقفازات أيضاً، ليحمي نفسه من البرد 

كانت عيناه غارقه بالحزن ويبدو شارداً كلياً ...

بجانبه كان صديقيه المقربان يجلسان، كاميليا وبجانبها جيمس، ينظران له بعطف 

تنهدت كاميليا بضيق على حاله، ثم التفت باحثتاً عن جاك 

لتراه يقف امامهم ينظر لساعته بملل، وهو يلف جسده بمعطف فقط  مما اثار حنقها لكونه غير مبالي بنفسه بهذا الجو 

ولكونها تعلم جيداً انه لا يستطيع أحد التخفيف عن جورج عداه، وها هو يقف ناظراً لساعته بغباء 

كان جيمس ينقل نظره بين الثلاثة وقد فهم ما تفكر به كاميليا فقام بالهمس 

" جاك"

نظر له فقام جيمس بحني رأسه باتجاه جورج وقامت كاميليا بتوسيع عيناها بحده بمعنى 

ALL TO PROTECT YOUR SMILEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن