٥٨_ محادثات داخل المقبرة

6.8K 622 122
                                    

" ماذا تفعل هنا بحق السماء ؟!" صرخت و أعدت رأسي إلى الخلف ضاحكة .

" هل تسخرين من منقذك ليلي ؟" إبتسم و لمعت عيناه الزرقاوان .

" شكرا لوي " أجبت ضاحكة " لا أصدق أني نجوت بسهولة ! أخيرا ابتسم الحظ لي !"

" ليس تماما " قال و أوقف العربة في منعطف تظلله الأشجار " ان المحقق باين يخطط لإدخالك السجن حتى ان لم تعترفي بما فعلت ! "

" ليس لديه الحق لفعل ذلك !!"

" طبعا لديه ليليان !" قال و مرر أصابعه في شعره " لقد شهد خمسة أشخاص على أنك السيد بوكاوسكي !!"

" تبا " قلت و نظرت خارج النافذة " ماذا سأفعل الآن ؟"

" لا أدري ! أنا لم أتنكر سابقا و أكسر القوانين "

ابتسمت له ، رؤيته ذكرتني بإهمالي لإيميليا و شعرت بالذنب يسري إلى أعماق قلبي .

" إذن ؟ أخبرني عن كل ما حدث أثناء غيابي " قلت و كتفت يدي .

خرج هو من مقصورة السائق و جلس إلى جانبي ، لم يكن مرتديا زيه العسكري هذه المرة بل بذلة سوداء فحمية و ربطة عنق حمراء

" لقد حدث الكثير في الواقع ! " شبك أصابعه بتوتر " عمتك مثلا تريد تزويج إيميليا "

" هذا ليس بالجديد لوي "

" لكنها عثرت لها على زوج أساسا "

اتسعت عيناي و هذه المرة إنتبهت أكثر لما يقوله " من هو تعيس الحظ الذي سأغرس فيه مروحتي ؟"

" ايثان ! أتعرفينه ؟ انه يملك شركات لنشر الكتب و .."

" لحظة واحدة !" أوقفته سريعا منبهرة " أتعلم أن غريب الأطوار إيثان عرض عليّ الزواج ؟"

" ماذا ؟" صرخ لوي و انفجر كلانا في ضحكات لامتناهية

" اقسم ! لقد نزل على ركبتيه أمام كل الحضور و أخذ يعترف بحبه رغم أني قابلته قبل ذلك بساعة واحدة فقط !"

" اوه لا أصدق !!"

" أتصدق ان أخبرتك أن هاري و زين أشبعاه ضربا ؟"

" حسنا هذا شيء أصدقه !" ضحك و تنهد براحة " ان عرفت عمتك بهذا فلن تحاول تزويجهما "

" نعم حلت المشكلة و الآن أخبرني ماذا تفعل في هذه العربة ؟"

" أنا أعمل " قال بعبوس " لقد عدنا من العسكرية كما تعرفين و الأجرة التي يدفعونها لنا لا تكفي لأن أستقر و أكون عائلة لذلك فأنا أعمل الآن سائقا "

" اوه لوي !" نظرت له بحنان " كم أنت ظريف تعال الى هنا !" أخذته في عناق طويل و عبثت بشعره .

" أنا مستعد لأفعل أي شيء من أجل أختك ! انها النور الذي أرى به "

" ليت جميع الرجال مثلك !"

العاصفة الخرساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن