٢٣_ ذكريات مريرة

7.5K 707 45
                                    

الجو رائق اليوم و السماء مصحية و قرص الشمس يلتهب إلتهابا و الهواء الفاتر يترقرق منبعثا إلى داخل غرفتي عبر النافذة المفتوحة على مصرعيها و كل ذلك لا قيمة له عندي و لا أثر له في نفسي .

" أشعر بالسعادة اليوم " قالت إيميليا و هي تحتضنني بقوة ، لم تستطع النوم ليلة البارحة بعد كمية السعادة التي كانت تشعر بها جراء عودة حبيبها لذلك فقد نامت معي في سريري و عانقتني كفتاة صغيرة .

و في الواقع هي صغيرة فعلا ! سنحتفل بعيد ميلادها السابع عشر بعد شهرين فقط !

" أين سنلاقيه اليوم ؟" سألتها بينما أنظر من النافذة أتأمل الطيور و أتمنى لو بإمكاني أن أحلق في غمار السحب .

" مساءا " قالت مبتسمة " ألن تخرجي اليوم ؟"

" لا انه يوم راحتي " قلت دون أن أنتبه " أقصد لا لن أخرج "

" ألن تقابلي السيد ستايلز بما أنه لا يعمل اليوم ؟" سألتني " بإمكاننا الخروج معنا نحن الأربعة " أضافت بجماس لأبتسم أنا بمرارة .

" لا السيد ستايلز لا يحب هذا النوع من الإجتماعات إضافة الى أنه لم يعد خطيبي بعد الآن "

" ماذا ؟" نهضت بسرعة و نظرت لي بعينان واسعتان " لماذا ؟"

" أعلن القاضي أنه بإمكاني الإختيار بين هاري و زين " قلت بلا مبالاة و أنا أشعر أنني مجرد كرة يتقاذفونها .

" و لم غيّر رأيه فجأة ؟"

" أقنعه زين ! و هو يظن أنه بما ان هناك شخصان يريدان الزواج بي فلدي الحق في الإختيار "

" و من ستختارين ؟" سألتني لأصمت للحظات .

" بصراحة ؟ أنا لا اريد الزواج أساسا " قلت لها ثم نهضت " إيم ؟ هل تفهمينني ؟ أعرف أنك تفكرين مثل عمتي و أنك تعتقدين أن مكان المرأة هو المنزل و لكن هذا ليس هدفي من الحياة !"

" لا ليلي أرجوك !" تأوهت إيم و غطت وجهها بيديها " إعتقدت انك تخليت أخيرا عن هذه الأفكار "

" لن أتخلى عن هذه الأفكار الى أخر نفس ألفظه " قلت و إتجهت إلى خزانتي أخرج منها فستاني .

" إلى أين ؟"

" لقد مررت بكل هذه الأحداث الغريبة من أجل هدف واحد و سيكون من الغباء أن لا احققه " قلت بينما أرتدي ثيابي و اغادر سريعا .

******

" مرحبا بك سيدتي " قلت للسيدة التي وقفت أمامي تنظر للافتة التي أحملها بغرابة .

" ما هذه ؟" قالت مستغربة

" هل تجيدين القراءة ؟" سألتها لتنفي برأسها " هل ترغبين في التعلم ؟"

إبتسمت المرأة و أومأت برأسها

" هل تعلمين ان الكثير من النساء مثلك يرغبن في التعلم أيضا ؟" سألته لتعبس قليلا

العاصفة الخرساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن