٦٥_ مظاهرات شرعية

6.7K 675 131
                                    

وقفت وسط الساحة العامة على يميني كارا تدفع بأوراق قضينا طيلة الليل في كتابتها و تزيينها و على يميني إيميليا تقدم الشوكولا للناس .

لا اعرف لماذا ! قالت ان الشوكولا ستجذبهم و سيتحلقون حولنا سريعا .

أما أنا فكنت انادي بأعلى صوتي " الحرية للمرأة ! صوتوا من أجل حرية المرأة "

جف ريقي ، لكن ذلك لم يكن هباءا فقد تحلق حولنا البعض ينظرون لنا و كأننا مخلوقات غريبة .. لم يكن الأمر سيئا لهذه الدرجة ، طبعا لولا الطقس الغائم لكنني كنت سعيدة .

وقفت امامي امرأة و نظرت لي عابسة " هل سأستطيع تعلم قراءة روايات جاين أوستن ان شاركت معكن ؟"

" طبعا سيدتي و شكسبير أيضا " قلت لها لتتهلل اسارير وجهها

" حسنا ! هذا يبدو رائعا لطالما اردت قراءة كتبهم ! "

" انهم رائعون أنا متأكدة أنك ستحبينهم " قلت لها بإبتسامة عريضة .

اقترب منا رجل في الخمسين من عمره ، كان يرتدي ثياب رجل بورجوازي لوهلة ظننت أنه سيصرخ بنا لكنه فاجأني بقوله " اذا نجحتم هل ستخرج النساء للعمل ؟"

" طبعا سيدي هذا هدفنا الرئيسي "
" اوه حمدا لله " قال مبتسما و افتك الورقة من يدي افتكاكا " سأستطيع التخلص من تذمر زوجتي لبعض الوقت "

ضحكت و أخذت افسر له و لبقية المحيطين بنا السبب الرئيسي الذي دفعني لفعل هذا ؛ بعضهم أومأ برأسه متفهما و البعض الآخر قام بشتمي .

لم أكن لأهتم ! الأشخاص الذين يتوقفون في منتصف الطريق هم الضعفاء فقط و أنا لست ضعيفة .

" اعتقد انها فكرة رائعة " قالت احداهن لزوجها الذي تطاير الشرر من عينيه

" كيف تفكرين في هذا !؟" قال بغضب

" انها مجنونة ! كما انك تحصلين على كل ما تريدين فلم تريدين الخروج للعمل !!؟"

" سيدي !" قاطعته سريعا " خروجها للعمل لا علاقة له بقلة المال ! انما اثباتها لنفسها و لك و للمجتمع أنها ذات قيمة و تستطيع الإعتماد على نفسها "

" لكن هذا صعب عليها ! هي لم تعمل شيئا طيلة حياتها !"

" لكنني ماهرة في الطبخ !!" عارضت زوجته بعبوس ليأخذ يدها و يقبلها

" أعرف عزيزتي سلمت يداك لكنني لا أريد رؤيتك تتعبين !"

" لن افعل ! ألن يكون من الرائع أن ننشأ محلا للحلويات ؟ سأستطيع حينها صنع كل ما يخطر ببالي و معرفة رأي الناس فيه "

الى جانبه أمسكت ابنته الصغيرة بمعطفه " و سأذهب أنا للدراسة مع جون ؟"

وقف الرجل حائرا بين احلامهما لأبتسم و أداعب خد الفتاة " طبعا ستذهبين .. من جون ؟"

العاصفة الخرساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن