تساقطت قطرات مطر هادئة على بلور النافذة .. كان صوتها محببا الى أذني كمعزوفة جميلة لكن معزوفتي لم تدم طويلا حين استرعى انتباهي صوت مزعج جراء فتح الباب العتيق .
أدخلت عمتي رأسها أولا و عندما تفطنت إلى أني مستيقظة دخلت و أغلقت الباب خلفها .
لم أتحدث . تعلمت طيلة هذه السنوات أن أغلق فمي حين أكون مخطأة ، كما أن النظرات التي كانت تحدجني بها عمتي لم تكن لتساعدني على التشجع و تبرير موقفي .
جرت كرسيا كان الى جانب الطاولة حيث تزيّن أزهار زين المكان و وضعته إلى جانبي .
جلست مستقيمة الظهر ، و كأنها تستعد لأن يتم رسمها من قبل فنان بتلك الكعكة التي تجمع فيها شعرها الأسود .. عيناها الزرقاوان بلون باهت كانا ينظران لي بلا رحمة .
" هل أنت مدركة لما فعلتِ ؟" سألتني بنبرة حادة يشوبها تهديد بالعقاب الذي سأحصل عليه .
" أنا آسفة " قلت و نظرت الى أصابعي المرتجفة من البرد .
أعتقد أنها لاحظت ذلك أيضا لأنها انتزعت قفازيها و جعلتني أرتديهما سريعا .
" شكرا " تمتمت بهدوء و ازدرت ريقي منتظرة أن تصرخ ، أن تكسر أثاث الغرفة ، أن تقسم أنها ستعاقبني .. لكنها لم تفعل .
بقيت تنظر لي و كأنها نسخة من السيد ستايلز ! عاصفة خرساء أخرى ؟ أرجوك لا يا الاهي ! ان واحدة فقط تكفيني .
" ليليان " قالت متنهدة " لقد تعبت يا ابنتي ! حرام عليك ما تفعلينه بي !"
ترقرقت الدموع في عيناي بينما أراقبها تجلس منهكة على الكرسي و كأن أعباء الكون على كتفيها .
كيف لم ألحظ سابقا كل تلك التجاعيد التي ظهرت على وجهها ؟
" أنا أكبر في العمر ! لم يعد بمقدوري تتبعك في كل مرة من سجن لآخر ! " نظرت الى السقف و نفت برأسها " أيعقل أنني أخطأت تربيتك ؟ اوه يا الاهي ! كيف سأقابل أخي و زوجته و بأي وجه سأقول لهما أنني لم أحسن تربيتك !"
مع ذكرها لوالداي ، انهالت الدموع غزيرة من عيناي بحرارة الحرقة التي في قلبي " الذنب ليس ذنبك " أجبتها متألمة " انها أنا ! أنا لا أستطيع العيش هكذا ! انه أمر أقوى مما كنت أتخيل و كأنه يسري في عروقي ! هذه الحياة ، هذه العقول الصغيرة التافهة من حولي ! كلها تخنقني .. تمزقني .. تجعلني أرى الموت أجمل !!"
" لا تذكري الموت !" صاحت و أخذت تبكي بدورها " ألا يحق لي أن أراك عروسا ؟ أن أرى أبنائك ؟ أن أراك في أبهى حلة و أجمل منزل ككل الفتيات في عمرك ؟ لماذا تحرمينني من هذا و تركضين خلف ما لا يسمن و لا يغني من جوع !!"
" لأن أحلامك مختلفة عن أحلامي عمتي ! لأنك بينما تبحثين عن رجل يتزوجني أبحث أنا عن ماهية وجودي .. ألم تنظرِ حولك يوما ما و تسألي لم أنا موجودة ؟ هل خلقك الله لتجلسي في المنزل و لا تفعلي شيئا ؟ طبعا لا !! هناك سر لوجودنا هنا .. هناك عمل علينا القيام به "
أنت تقرأ
العاصفة الخرساء
Fanficﺭقصتْ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚَ ﻋﺎﺻﻔﺔٌ ﻓﺄﻧﺎ ﺿﺮﺑﺖُ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ ﺷﺎﻫﺪﺕُ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓً ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺧﺮﺳﺎء ﻭ ﺇﺭﺗﺄﻳﺖَ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺒﻚَ ﺍﻟﻤﻼﻡ ﻗﻠﺖَ: ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺫﻫﺐٍ ﻟﻦ ﺃﻫﺪﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ . مكتملة √ مقتبسة من كتاب : storm and silence ل Robert thier ♥ كل الحقوق...